أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الإعلام السوري – يا حيف ... محمد شكو


نصائح للإعلام السوري أم فضائح الإعلام السوري، حيرني العنوان!! لكن بعد أن علمت أن أهل الميدان يشكرون الله على نعمة المطر عن طريق خبر عاجل، أيقنت أن لا النصح ولا الفضح سيفيد وأن أقل كلمة تقال هي "يا حيف".

لا أجد نفسي مطالباً بانتقاد الإعلام الخارجي، فيكفيه أنه غير سوري وقام الإعلام السوري بجل ما يستطيع بحق أو حتى بغير حق في انتقاده وكشفه وتعريته، إلى أن قطع إعلام الآخر أشواط بتجاوز أخطائه في حين يتراجع الإعلام السوري ليصل إلى مرحلة فقد معها الأمل حتى مؤيدوه ولم يبقى لهم سوى قشة أنه كاذب يريد خير البلد ولا يعرف لذلك السبيل، كأن الخير يحتاج لشر الكذب حتى ينتصر !
يقول الإعلام السوري إن مسيرة الإصلاح بدأت ولكنه أي الإعلام يغرد في مكان آخر أو ينعق وينسى نفسه، لأن السياسة الإعلامية حتى الآن لا توحي بأي إصلاح إعلامي أو حتى تغير ولو بسيط، فما زال إعلامنا هو ما يفرض علينا أن نراه في الشارع لا ما يجري حقيقةً، وإذا تنازل لينزل للشارع، يقوم بعملية مونتاج كشفتها مقاطع الموبايل الكاملة للمقابلات المحرفة والمعروضة، كمقابلة مع أحد أهالي دوما يشتكي فيها من معاملة الجهات الأمنية ويطالب ببعض المطالب الاجتماعية ليقوم قسم المونتاج في قناة الإخبارية بإظهار الموضوع على أنه مطالب اجتماعية وحذف الشكوى أو كأحد الريبورتاجات مع أهالي حرستا عندما ناشد أحد الأهالي الرئيس بقوله : نحن نحبك ولكن دم السوري ليس رخيص والأمن هو الذي اعتلى الأسطح وأطلق النار ليبتسم المذيع ويغادر بدون أن ينتبه أن الموبايل يسجل هذا المقطع الذي سيحذفه قسم المونتاج في قناة الدنيا، وما خفي يصبح يوماً بعد يوم ظاهراً للجميع ليقول للإعلام السوري يا حيف.


الفضائيات التلفزيونية :
حاليا لا أتابع سوى الفضائية السورية وسألت كل من يتابعها هي ومرادفاتها عن رأيه فاستنتجت أنه لم ينجح أي محاور على التلفزيون السوري حتى الآن بكسب ولو جزء من عقول المشاهدين ما لم يكن من خارج سوريا فاللبناني رفيق نصر الله يتلفظ باسم رامي مخلوف للمرة الأولى على الفضائية في تكنيك إعلامي ليصل إلى العقل الباطن في خشوع للمذيع أمام خطاب لم يعهده على الشاشة، والتونسية كوثر البشراوي تفضح إشارات المذيعة المختبئة خلف زوم الكاميرا (اتخيلها تزم شفاهها أن لا تتناولي هذا الموضوع) لتخرج كوثر عن طورها وتقول لها أنا أتكلم بدون حساب وتوجه نصائح لنفسها ولإعلاميي القنوات الخارجية بعدم الكذب في حين المذيعة تبتسم وكأنها خارج النصيحة ، وأخيراً وليس آخرا كاتب روسي يضفي علاء الدين الأيوبي عليه صفة محلل وخبير استراتيجي يريد أن يقنع الشعب السوري أن المخابرات الأمريكية هي وراء قنص 500 مواطن وعسكري ورجل أمن كما تقول المنظمات الدولية والحقوقية المحرضة أو 148 كما يقول الإعلام الرسمي، لتُضيِّق الإمبريالية الخناق على الصين وجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية، ونستثني بالطبع العبود الذي خرج عن طوره أو إطاره المربعي الدائري في آخر مقابلة مع الإعلام الخارجي فلم يعد يستطيع استخدام خطابه المعهود بالإنكار والتكذيب والوعود.


عقدة الفيديوهات المفبركة أخذت طابع مرضي في تلفزيون الدنيا، حتى يكاد خبرائها ينظرون في المرآة فيبدءون باكتشاف الفوارق بين صورة المرآة وصورتهم الحقيقية ولا يتورعون عن عرض ذلك على أنه منطق ينبغي لكل من يتمتع بعقليتهم أن يعترف به وإلا فهو خائن عميل يتابع قنوات الفتنة، وتحولت بالخطاب من مشاعري على شكل استجداء إلى استفزازي تحريضي يستخف بأرواح الشهداء بضحكات على سخافات إعلامية طفولية على ضوء سخونة الأحداث التي لم تعد تحتمل الإنكار أو تكذيب ما يعرضه الإعلام العالمي ، فتبدأ الدنيا بعرض فيديوهات مفبركة كشهود العيان وحبوب الهلوسة وخلافه ولن يتسع المجال لتفنيد أكاذيب قناة الدنيا التي مازالت مستمرة منذ أكثر من 960 ساعة بفرض قبل ذلك لم يكن لديها قضية تتبناها سوى مسابقات السحب على السيارات، وكان لها الدور الرئيسي في الأحداث الأخيرة في تأزم الوضع ببث الحقد والطائفية الطبقية لدى قسم من الشعب واستفزاز قسم آخر عن طريق نسبته ونعته بأبشع التهم كالخيانة والدموية والسذاجة والتخريب.

مواقع الإنترنت :
الدنيا الفضائية لديها أنصار على الفضاء الالكتروني وهم عبارة عن مواقع وصفحات " الدنيا " أضحكت علينا القاصي والداني، لا نستطيع نفي وجود من يصدقهم بيننا لا لقوة حجتهم بل بدافع الخوف والبساطة وتحريف الحقائق ولغياب أو تغييب إعلام وطني بديل يستطيع أن يلبي أبسط حق لأي مواطن وهو حق المعرفة، الفيسبوك كان ساحة لإنشاء شبكات إخبارية تبث الإشاعات التحريضية الكاذبة كما تبين لدى مقارنتها مع ما يحدث قرب منزلي ومنازل أصدقائي فالقبض على زعران يصبح اشتباك مسلح مع خلية إرهابية سلمية مسلحة، والعثور على بارودة صيد يصبح مخزن للسلاح .


الإسرائيلي الذي يدعو للحرية، وشتائم رخيصة تصبح تعبر عن الوعي السوري ، يقف وراء شبكات الفيسبوك التحريفية التحريضية مدراء تحرير لمواقع رخيصة لا تتورع عن نشر السفاهات على أنها مواد إعلامية كنشر فيديو يصور أكياس على أنها حبوب هلوسة توزع على الشباب والمراهقين مدموغة بطبعة الجزيرة على نمط وجبات الكنتاكي، كما فعل أحد المواقع الدنيا والذي تأخذ مديرة تحريره اسم حركي على نمط تنظيم القاعدة وهو " اللبوة السورية " وتنشر أخبار من مصادر ترفض الكشف عن اسمها عن اشتباكات وهمية وقصص لأحداث على الأرض يجهلها سكان الأرض في حين تعرفها مصادرها.

http://www.znobia.com/?page=show_det&select_page=3&id=6558
الصحافة المطبوعة الخاصة :
على قلة انتشارها ونخبوية قرائها إلا أنها بأحسن الأحوال لا تختلف عن الخطاب الرسمي إلا بلعن الماضي، لعن لا يستطيعه الإعلام الرسمي فهو جزء من الماضي العتيق وعلى سبيل المثال فجريدة الوطن التي كانت ولفترة غير بعيدة تحتكر القصة الحقيقية لكثير من الأحداث الخلافية (اعتقال الطيب تيزيني مثلا)، أطل علينا رئيس تحريرها بمقال " نحو الديمقراطية " بكلام إصلاحي وبالرغم من الثغرات الموجودة فيه تمنيت أن يكون تغيير حقيقي لسياستها، لكن كما يبدو كان مناورة للجريدة لتكسب مكاناً في مرحلة جديدة.


ليس لدي أمل بعد أملي بالله سوى بالشباب السوري ووعيه الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه قادر على تجاوز كل الأزمات بما فيها أزمة هذا الإعلام المزمنة وغيره من الأمراض المستعصية.
محمد شكو

(104)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي