أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أهداف الاحتقان السياسي في العراق ... مصطفى محمد غريب

تابعنا خلال الأشهر السابقة الحركات المريبة من أجل زيادة وتعقيد الاحتقان السياسي وكيف يجري لحد هذه اللحظة إيجاد الطرق والأساليب لكل قضية احتقان تظهر على الساحة فما يخف الاحتقان حول قضية معينة حتى ينتقل إلى قضية جديدة وتبدأ الأصوات النشاز بالعويل تتبعها وسائل إعلامية لتهول وتلفق من اجل طمس الحقائق وخداع الناس وباعتقادنا أن هذه الطرق لها أوجه وأهداف كثيرة لكن في مقدمتها التوجه لتخريب أي تقارب بين القوى من اجل خلاص العراق أو أي محاولة لتقريب وجهات النظر لإيجاد حلول إيجابية ترضى الفرقاء هذا التوجه لم يكن في منحى واحد بل أنه تعدد وانتقل من مجرد التفكير في البداية إلى العمل اللازم وهذا ما جربناه ولمسناه من تلك القضايا التي استغلت بما فيه الكفاية بهدف زيادة الاحتقان السياسي وقد نذكر آخرها ونعتقد ستليها أخريات هي قضية تهجير واغتيال المواطنين المسيحيين العراقيين وما نقل من اتهامات ضد البشيمركة والكرد باعتبارهما المسببان لهذه الهجرة ولأسباب ذكرها البعض ممن لهم مصلحة في التصحيح ومطالبة الحكومة بضرورة الكشف عن الجناة الحقيقيين من أية جهة كانت لكي تطبق بحقها القوانين المرعية لكن بعد فترة قصيرة نفيت هذه التهمة من قبل القوى الكردية وطالبت هذه القوى بالكشف عن المدبرين لهذه العملية الوحشية وبعد تأكيد رئيس جمعية نور المسرة للرعاية الاجتماعية السيد لؤي فرنسيس " أن ما تعرض له المسيحيين العراقيين في الموصل مصدره الإرهاب نفسه الذي يحاول دق إسفين بين الطوائف المسلمة، إن قوات البيشمركة أخوة ولم يتعرضوا إلى المسيحيين يوماً لا في الموصل ولا غيرها من المدن" وبمجرد هدوء الزوبعة التي طبلت لها البعض من وسائل الإعلام وبخاصة المواقع في الانترنيت وبعض الصحف وأثارها النائب النجيفي عاد الأخيرمرة أخرى ليدق على طبل زرع الشقاق وليقول هذه المرة علناً أنه التقى برئيس الوزراء نوري المالكي حيث قال له حسب ادعاء النجيفي " المليشيات الكردية " لم يقل البيشمركة هذه المرة " متورطة في تهجير المسيحيين من الموصل" ثم عقب في تصريح آخر يوم السبت 25 / 10 / 2008 " رئيس الوزراء نوري المالكي أراني ملفاً قال أنه يثبت تورط المليشيات الكردية في تهديد وتهجير المسيحيين من الموصل " وكأن نوري المالكي يعيش في عالم الغيبيات ولا يستطيع أحداً الاتصال به إلا من خلال السحرة والمنجمين ولهذا كانت نكبة النائب النجيفي في سرعة تكذبيه من قبل علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية حيث نفى ما قاله بأن رئيس الوزراء لم يُطلع أي طرفٍ على وثائق إدانة ضد أي طرف أو ملفات تحقيق تخص تهجير المسيحيين وأكمل حديثه مؤكداً " بأن التحقيقات مستمرة وستعلن النتائج " لا نعرف متى ستكشف كل التحقيقات السرية؟ مثلما هو حال عشرات القضايا المخفية وفي مقدمتها اغتيال المثقف والشخصية الوطنية كامل شياع.
من يكذب النائب النجيفي أو علي الدباغ أو رئيس الوزراء ؟وماذا يهدف النجيفي بعدما نفت المصادر الكردية والكثير من المصادر المسيحية اتهاماته؟ وبعدما تنصل أكثر من نائب في القائمة العراقية بما فيها رئيسها أياد علاوي بان تصريحاته شخصية وليس لها ارتباط بالقائمة العراقية؟ ولماذا يدعي إن المالكي كلمه بوجود خمسة شهود بينهم نائبين من القائمة العراقية بينما الجميع تنصل من تصريحاته كما أشرنا ؟ أمر غريب وبخاصة إذا ما اطلعنا على رد فعل كتلة نواب التحالف الكردستاني الذي أشار البعض منها على السعي لتشكيل لجنة لرفع الحصانة عن النائب النجيفي وصرح بعضهم " إننا لا نعلم ماذا يريد هذا النائبش فهو منذ أعوام يكيل الاتهامات ويربط كل مشكلة تحدث في الموصل بقوات البيشمركة والأحزاب الكردستانية "
لكننا نعرف ماذا يريد فهو يدعو ليس حباً بالمسيحيين العراقيين لكن أولاً: إنما من أجل تطهير الفوات العراقية المسلحة من الكرد وخاصة الفرقتين الثانية والثالثة وثانياً: لفتح المجال أمام من يريدهم وبخاصة بعدما برأ القاعدة والمنظمات التكفيرية الإرهابية من عملية الاغتيالات والتهجير التي حدثت في الموصل ضد المواطنين المسيحيين وغيرها من المحافظات وقال عنها أنها تقوم ببعض الممارسات والتجاوزات " لكن لا يعني أنهم مسؤولون " وبهذا يفتح الباب على مصرعيه أمام من يضمر العداء لكل أطياف الشعب التي ترفض الإرهاب والمليشيات والمجموعات الخاصة وكذلك لمعاقبة المواطنين المسيحيين العراقيين لمجرد عدم القبول بأفكارهم وعدم إطاعتهم ودفع الجزية التي فرضت عليهم من قبل إمارة العراق الإسلامية وحسب تأكيد أمرائها، فمن يستطيع تكذيب ذلك؟ وقد ظهرت بشكل علني أهداف الذين يسعون من أجل توسيع الاحتقان السياسي، إلا اللهم من فيهم مرض العداء للإخاء القومي في العراق.

(100)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي