أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العائلة التي دمرت لبنان ... د. الياس حلياني

من يذكر لبنان ، قبل قدوم هذه العائلة ؟ كان اسمه لبنان ، سويسرا الشرق ، منارة العلوم والحضارة ، مركز الإعلام العربي ، منبع الحرية والديمقراطية . جنة السياحة ، قبلة العرب . مركز الفن والفنون ، نبع الثقافة ، مضيف المؤتمرات الثقافية والفنية والعلمية .مهرجان بيت الدين ، مهرجان بعلبك ، مهرجان صور . مهرجانات جبيل --- البحر والجبل ، الصيف والشتاء ، الماء والهواء -- كل هذا كان جزء من لبنا ن، لأن لبنان كان أكبر .

وأطل الحريري الأول ، مرتديا العباءة السعودية ، في هيئة تاجر سلاح ، يورد الأسلحة ، خوفا من أن يخمد لهيب الحرب الأهلية اللبنانية . أسلحة للقوات اللبنانية ، وأسلحة للقوات الفلسطينية ، وكيف يستقيم هذا ؟ ليس مهما ، المهم أن تبقى الحرائق مشتعلة ، ويبقى لبنان يتمزق .
ويخلع عباءة تاجر الأسلحة ، ويركض ليحمل ، جهاز الاطفاء ، ويُُُُسارع الى الطائف ، ليُطفئ ما أشعل ، وليضع الألغام للأيام القادمة .
في الطائف ، يدفع ، وأيضا لجماعة القوات ، ولكل النواب ، ما يكفيهم ، عناء ومشقة القيل والقال ، ويوافق الجميع ، على بيع امتيازات رئيس الجمهورية المسيحي ، في خطوة اولى .
الجسد اللبناني ، وقد تم البدء ، ببيع أعضاءه ، بدأ يترنح ، ويعاني من سقم وهزال
.
الجسد اللبناني ، والذي كان يعتمد على الأطباء والمهندسين والصيادلة والأساتذة ، والذين كانت أغلبيتهم من المسيحيين .
الخطة الثالثة ، والتي مارسها الحريري ، هي ارسال أعداد كبيرة من الطلاب المسلمين الى الخارج لكي يُتموا تعليمهم ، ويعودوا لكي يحاربوا معه في معركته ضد (المتنورين المسيحيين ) . ومن اجل ذر الغبار على العيون ، لا مانع من ارسال بعض الطلا ب المسيحيين والدروز .
الأرض ، التي قيل فيها ( نيال من له مرقد عنزة فيها) . الأرض ، والتي يضع امراء الوهابية أعينهم عليها منذ زمن طويل ، والفرصة الآن سانحة ، من أجل الشراء والبيع والاستيلاء على هذه الأرض والتي بقيت لأجيال طويلة مسيحية . فكان السوليدير ، وما ادراك ما السوليدير : السوليدير ، ويعني أن جميع الفعاليات الاقتصادية ، من مطاعم وفنادق ومحلات في جونية والمعاملتين ، قد أصبحت بلا قيمة ولا فاعلية .
ومن الأرض الى الإعلام ، وضرب قناة ال
L B C معقل الإعلام المسيحي الحضاري . والملاحظة المهمة في كل هذه الأعمال ، وجود سمير جعجع ، فيها . فهو من كان يستورد السلاح السعودي ، وهو من تنازل عن امتيازات الرئيس المسيحي ، وهو من باع الأرض ، وهو من باع الL B C
.
التركيب الديمغرافي ، والعمل على خلخلته . كان السبيل الوحيد له ، تجنيس الفلسطينيين ، وتوطينهم في لبنان ، وجعلهم دعامة للمشروع الحريري السني ، في الوقت والزمان الملائمين . وربك كان أكبر ( هذه الجملة قد تقود الى المحكمة الدولية ) . ومات الحريري ، قبل أن يُتم حلمه ‍‍‍. وكان السؤال الذي لم يسأله أحد : في حال مقتل الحريري على من ستقع التهمة ؟ وجاء الحريري الصغير ، ليتابع المسيرة ، ولكن بسبب خبرته السياسية المتواضعة ، وخوفه من المستقبل ، وبمشورة من عمته ، السيدة بهية ، سارع الى استقطاب الارهابيين الفلسطينيين ، ومدهم بالسلاح والمال والطعام والشراب . متناسيا أنه يُربي عقارب ، ستعود وتلتف عليه ، وتسرقه فيما لو غفل عن اطعامها . وكانت حرب تموز ، الحرب التي تمر ذكراها الأولى ، هذه الأيام . الحرب التي أرعبت ، ليس الاسرائيليين فقط ، بل أيضا عائلة الحريري ، والتي كانت تخطط وتحلم دائما ، بالسيطرة المطلقة على لبنان ، خاصة ، بعد أن أصبحت باب قوسين او ادنى ، من القضاء النهائي على المسيحية السياسية بشكل علم ، والمارونية السياسية بشكل خاص . الرعب الذي أصاب الاسرائيليون ، على أيدي أبطال الأسد نصرالله ، لم يعادله ، الا الرعب الذي اصاب الوهابية وممثليها في لبنان عائلة الحريري . ما هذا الحزب : حزب الله ؟ من يقف بوجهه بعد أن دمر آلة الدمار الاسرائيلية بكل صلفها وغطرستها ؟ الحل الوحيد هو استعداء العالم كله على حزب الله وحليفه القوي السوري . ثم تسليح الفصائل الاسلامية الفلسطينية ، بمختلف انواع الأسلحة ، والعمل على استقدام مقاتلين مأجورين ارهابيين من مختلف الدول العربية والاسلامية ، واعطائهم المال والسلاح ، وحقنهم بالحقد ضد الصليبيين والسوريين والشيعة . وتدفق السلاح الحريري ، والارهاب الحريري . والهدف واحد وحيد ، التخلص من هذا الكابوس المرعب ، والاستيلاء النهائي على لبنان .
كما في السابق كذلك اليوم ، كما كان الحريري الكبير ، يُنفق بسخاء على النواب والرؤساء ، هكذا يفعل اليوم الحريري الصغير . يجري الحديث اليوم ، عن نقل النواب الى الخارج ، وتأمين الإقامة لهم ، والطعام والشراب ، من قبل الحريري الصغير . ومجرد سؤال بسيط ، يتبادر الى الأذهان : كيف سينظر النائب ، أو زوجة النائب ، أو اولاد النائب ، الى من يُطعمهم ، ويأويهم ويصرف عليهم ؟ وكيف سينظر الحريري وزوجته واولاده الى كل هؤلاء الخدم ، الذين يُنفق عليهم ؟ وبعد كل هذا من يستطيع ان يقول لا ؟


الخرا
ب قادم وأدواته تلك العائلة ما غيرها .
لبنان ما قبل الحريري ، ولبنان ما بعد الحريري ؟ هذا هو السؤال الذي سيطرحه التاريخ على كل الشرفاء في العالم . وسيذكر التاريخ يوما أن عائلة الحريري كانت : (( العائلة التي نقلت لبنان من الحضارة الى الخراب والدمار )) .
دمشق

(112)    هل أعجبتك المقالة (100)

إليانور مطانيوس

2008-01-22

حبيب قلبي يا أستاذ الياس الله يسلم إيديك تعيش وتكتب وتعيش وتضوي على الحقيقة.. يسلم القلم وصاحبه .. والله ينصر السيد حسن نصرالله وشباب المقاومة فلولاهم ولولا الإنتصار العظيم الذي تحقق في تموز 2006 لكان لبنان الآن بالفعل خراب والعصابةالحريرية تجلس على تلته .. .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي