في صخب النزوح نحو سلم الضباب
أرحلُ من مرافئ الوصول
أفتش السهل على مداخل القرى
ثم أغيب كالهلال زاحفاً،
في رجفة الوهم من الفصول
أقبعُ قرب فوهة التاريخ عند الأضرحة ..
وأنتظرْ.. في ساحة الأيام والسنين
من ألف ألف شاخصٍ تجيءْ
من رحلة السديم في علامة البشارة
تأتي الخيول النرجسية
سنابك الحديد عند شرفة العبور
تدوس خاصرتي
تكون جثتي
مرهونةً على الطريق
ترقد قرب النهر في انتظار
تخرج منها في صخبْ
عجائب البحار
تخضر في أوصالها
فسائل الغضب
بعد الحريق
تجلس جثتي وتتكئ
شاخصةً كالمثل القديم
تمر قربي من قبائل الهجين
أفواج من مرابط الخيول فوق ظهرها
فرسان من إعصار
فَتُبْهر العيون والعقول
أسألهم..
كيف هي الفصول في تقسيمها
في عمقها، وفي مرورها المرهون للزمان
هل أسفرتْ عن وجهها؟
هل نضجت؟
أو أنتجتْ براعم الخروج ؟
قبائلٌ تأتي من الشتات
قبائلٌ تأتي من الضياع
قبائلٌ تأتي بلا شراع
قبائلٌ تأتي وفي يدها الكتاب
تصدح في النواح..
مَرّ الخريف
مَرّ الشتاء
مَرّ الربيع
والصيف جاء مهموماً يصارع البقاء
في صوته النشيج ينشد بالرنين
وارتفع الألم الخزين
تآكل الجسد المموه في الحروب
من الرصاص والدخان
من البرودةِ
والصقيعْ
من الثلوجْ
ومن المطرْ
من الرياحْ
من السمومْ
ومن السديم
من الجفافْ
ومن العقوق
ولم يكن مفاجئاً
عقم الربيع
فلم تكن أشجارنا
خضراء بل عنقاء
وبيوتنا ، كأنها وتر حزين
وجاء صيفنا المرير
فشحت الأنهار والسواقي
وبقى لنا الخراب.
تآكل العقل السليم
قبائلٌ سكتت على الفطام
ونمت على جسدي الطحالب قاتماتْ
شبح السفود
وتربعت فوق العيون
مفاصل الألم الدفين
تمر قربي من قبائل القرى
يغمرها التراب والقذى
وجثتي تغوص في الرمال
تنتظر الأمل
في صخب التحول للوصول
في غابة الحريق والردى
تنتظر القلوع نحو ساحة الصخب
حتى تصيح بالضباب يا ضباب
لتنقشعْ..
عن العقول
ولترتفعْ..
قبائلٌ تأتي إلى الصراع
بعد انقطاع
15 / 10 / 2007
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية