شيء ما يتغير داخلنا , أزعم أن هذا صحيح بالنسبة لنا جميعا , مهما كان موقعنا , لم نعد أبدا و لا يمكننا أن نبقى كما كنا أبدا بعد اليوم . فجأة أصبح أي شيء قابل للنقاش , أصبحنا قادرين على أن نتحدث كما لم نفعل , و ان نضغي أيضا , و ما كان ليمر مرور الكرام أصبح يثير لدينا الكثير من الرغبة في الجدال و المناكفة حتى . قبل أيام فقط كنت عندما أشاهد التلفزيون اركز على من يسمون بالأبطال , أتابعهم بشغف مثل الآخرين كما أفترض , لكني اكتشفت فجأة منذ عدة أيام من يسمون بالكومبارس , قررت أن أراقبهم , لأعرف حقيقة اللعبة , هل هناك بالفعل أبطال و كومبارس , و ما الذي يدفع أي كان ليكتفي بدور الكومبارس في نهاية الأمر . ستسغربون كم هو تافه و غبي أن تكون كومبارس فقط لأن هذه هي رغبة الكاتب أو المخرج , سترون , مثلي , أن هؤلاء الناس يرددون برتابة ما يطلب منهم مقابل بعض "الدراهم" , لأن هذا هو المتاح لهم فقط , ليس فقط كم هو غبي أن تكون مجرد كومبارس , و أن تكتشف أنك حتى الساعة كنت كومبارسا بالفعل في تمثيلية بطلها يدفع لك بعض الدراهم لتجعله يمارس دور البطولة , بل أن المشكلة التي تخلق البشر ليلعبوا دور الكومبارس فقط هي في النص الذي يفرض عليهم تمثيله , لم يسأل أحد الناس إذا كانوا يريدون هذا أو ذاك , لقد كتب أحدهم ذلك النص و قسم الراتب المخصص لكل دور و ما علينا إلا أن نمثل , الحقيقة ان البطل هو الآخر يمثل , إنه في الواقع لا يستطيع أن يضرب بمفرده كل هؤلاء الكومبارس و لا أن يبدع هذا الإبداع الخارق , إنه في النهاية أيضا مجرد ممثل , الفارق هنا هو في أن الدور الذي خصص له هو دور البطل و يتقاضى أعلى راتب بين كل هؤلاء الممثلين على خشبة الحياة ... أصبحت مقتنعا أن البشر لم يولدوا ليكونوا كومبارسات فقط , لا أدري هل هذا بسبب ما نعيشه اليوم أم أنه مجرد استنتاج عابر , أنا اليوم مقتنع أننا جميعا نستحق دور البطولة , و أننا نمارس بالفعل في حياتنا شيئا منه , شيئا فقط , في سعينا وراء حياة أفضل , في أحلامنا التي نكتمها أو نحتفظ بها في السر بعيدا عن أنظار الآخرين , أنا اليوم أعتقد أننا لم نخلق لنكون كومبارسات , يخلق الإنسان بطلا فيتعرض لقهر منظم , قمع منظم , فتموت فطرة البطل فيه , و يخلق منه المجتمع , المدرسة , الجامعة , السجن , المشفى , الخ , كومبارسا , لأبطال تجعل منهم ذات المؤسسات أبطال دون أن يكونوا بحاجة لإثبات بطولتهم إلا على حساب بعض الكومبارسات و أمام جمهور مستعد , جاهز , معدج , سلفا , للتصفيق
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية