تجتاح الثورات الشعبية بعض الدول العربية تحت قيادات شابه تجاوزت كل مراحل الخوف رافعين شعاراتهم الوحدوية, ومعلنين عن أهدافهم في إنهاء الظلم والفساد في مجتمعاتهم, وإرساء مبادئ العدل والحرية والديمقراطية لشعوبهم المقهورة, لذلك مايحدث اليوم هو نتيجة لعدم قدرة الشعوب على تحمل ما أصابهم من ظلم وقهر أدى إلى انتفاضاتهم الغاضبة التي سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحى, واستمرت حتى اهتزت عروش الأباطرة وسقطت0وإذا كانت أسباب اندلاع هذه الثورات الجوع والفساد والظلم, وإسقاط الانظمه الدكتاتورية لصنع مستقبلا أفضل لشعوب هذه الدول, نجد أن الشعب الفلسطيني يعانى من كل هذا, بالإضافة إلى ماهو أبشع منها جميعا وهو الاحتلال والانقسام البغيض, ولهذا فهو الأحق بالقيام بثورة سلميه ضد الاحتلال الاسرائيلى, خاصة انه صاحب باع طويل في الانتفاضتين في التصدي للعدو الاسرائيلى وسلوكه الاجرامى اليومي, وضد الانقسام الذي دمر المشروع الوطني وأضاع الآمال بإمكانية قيام الدولة المستقلة, ولأن جماهير الشعب الفلسطيني التي تعيش هذا الواقع الأليم مدركه لخطورة الانقسام وآثاره, فقد بدأت التحرك ورفع شعارها الرئيسي مع علم فلسطين وأخذت تردده "الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال", هذا الشعار الذي يجسد آمال وطموحات الشعب الفلسطيني من اجل إنهاء الانقسام ومواجهة الاحتلال لمستقبل أفضل0
إن الشعب الفلسطيني في حاجة إلى تسريع هذا التحرك ليصل إلى ثورة تحت قيادة شابه مستقلة وواعية, تتحرك وفق برنامج سلمى ومدروس وغير موجه ضد فئة محددة أو فصيل بعينه, تشارك بها معظم فئات الشعب للعمل على إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى جناحي الوطن, وستكون غالبية هذه الفئات المشاركة من أبناء الشعب الفلسطيني الغير منضويين تحت أجنحة الفصائل والحركات ، الأغلبية المطحونة والمكتوم على أنفاسها, وبعد ذلك سيلتحق بها بقية الشعب ألذي أهانه الانقسام والاحتلال وفقدان الأمل, وسيخرج الشعب من اجل غدا أفضل, ومن اجل أبنائهم وأحفادهم،حتى المستفيدين من الحكومتين في غزة ورام الله سيخرجون وراء الشباب في ثورتهم عندما يشعرون أن الشباب لا يسعون من اجل مصالح خاصة, أو أجندات فصائليه أو خارجية0 إن الشعب يريد من يقوده ويوجهه ويكسر حاجز الصمت والخوف,حتى تجبر القيادات على إنهاء الانقسام لنستطيع مواجهة الاحتلال من اجل التحرر وإقامة ألدوله المستقلة,لهذا فان صوت الشارع الفلسطيني يجب أن ينطلق وبقوة هاتفا ومرددا نريد إنهاء الانقسام والاحتلال من اجل المصالحة,واستعادة الوحدة الوطنية, وعودة اللحمة إلى الوطن الممزق0
لقد جاء وقت تلبية نداء ورغبة الشعب,وذلك بان تستجيب كافة قيادات الشعب الفلسطيني لصوت ونداء شعبها الذي يريد إنهاء الانقسام والاحتلال, وخاصة حماس التي يجب عليها أن تقبل وتسرع بالمصالحة الوطنية,وان تضع مصلحة الوطن والشعب نصب أعينها وان تتوقف هي وفتح عن المشاحنات الاعلاميه والمناكفات السياسية لتمهيد الطريق للمصالحة, لان شعبنا الفلسطيني مازال يخوض معركته مع قوات الاحتلال الاسرائيلى الذي مازال يمارس الإجرام بكافة أنواعه ضد أبناء شعبنا الفلسطينى0إن الشعب الفلسطيني بحاجه إلى هذه الثورة التي تشمل كافة أطيافه وألوانه لإنهاء الانقسام بشكل حضاري وسلمي مع المحافظة على مقدراته ومؤسساته العامة والخاصة وحمايتها, وعليه عدم الالتفات إلى أصحاب المصالح والأجندات الخاصة الذين يسعون لإدامة أو إطالة الانقسام لأنه ذلك يتماشى مع مصالحهم الخاصة, لذا لابد من أن تتشابك كافة الايادى لإنهاء الانقسام, وتحقيق العدالة الاجتماعية, وتنمية الاقتصاد الفلسطيني, وإطلاق الحريات, والإفراج عن المعتقلين, وعلى الفئة ألخارجه عن الصف الوطني التعقل قبل أن يلفظهم الشعب ويلقى بهم على مزابل التاريخ كما حدث في الدول العربية, بالاضافه إلى انه لابد أن يكون من دور فاعل ومؤثر لفلسطيني الشتات للتحرك والضغط على جميع الأطراف المتنازعة,لتتحمل مسئوليتها الوطنية في العمل الجاد والمسئول لإنهاء الانقسام والتفرغ إلى العمل الجماعي لمواجهة الاحتلال, وعدم تبديد الجهد لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة ألدوله ألفلسطينيه .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية