أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العتاب الاخير ... قبل انهيار الجدار ... د.مازن حمدونه

في سجال العارفين لتاريخهم الأغر سطروا على موجات الفؤاد غرس ألم وجرح أنا لم أتحسب تحسسه ، هاموا بعجائب المخاض في زمانهم .. تجد ان كواليس الأدب تبوح ما بين العطر .. وبين الفجور .. وكل يعيش في فضاء تموج بحمم التجارب الملونة .
في عظمة وأوج الحالة حيرتني كثير من أموركم .. وهمومكم ، فلا تدعوني أهرب من على بوابة معابدكم ، بعد ان عشقت صفحاتكم النابضة بمهج ما بعد الحياة والموت ..
لا تجعلوني أرحل صوب ظلام الجهل ، وانتم مازلتم تحملون موقد المشعل .. لا تخدعوا محاسن البصر والإدراك في أعماق نفسي ..!..
لا تنتهكوا جنة الحالمين والواعدين ..على خطاكم !
أيها الجبابرة .. أيها العظام .......
كفاني إنكم صنعتم للأدب مجداً ، وأضأتم للتاريخ المتهاوي في فضاء الفراغات معبداً .. وأضأتم نورا وهاجا رغم قسوة الجلاد .. رغم ضحالة البيئة !!
كان المشوار طويلاً .. وطويلاً جداً !
من يتربع على رأس الهرم .. لا تهرم أفكاره ولا تجف ينابيع عطاءه .. إلا النرجسيون .. والفاسدون
من يكتب الألم .. من يجسد الصورة .. من يؤرخ للمشاهد .. من يخطط ويصنع للمستقبل هم قطعا لا قدريون ولا برجوازيون .. بل قد يكون إنسان ملائكي ، تلوعه آلام المعذبون كالسياسي بلا خزائن أموال .. والاقتصادي بلا سياسة .. والاجتماعي العاقد عزمه على البقاء والاستمرار وسط الصخب .. كالمدرس بلا كتاب .. والطالب بلا حقيبة .. ولكن ..!..
جميعهم قرروا ان يصنعوا من فراغ الواقع حالة تتوقف عندها عجلة التأريخ لتسجل المشهد !! يصنعون مدرسة لها رواد .. يضربون لها قواعد في الجذور .. يشيدون لها معابد تعج بالمؤمنين!!
لا تكونوا كجمال الصعاليك في الجبال ..!! او كتاب بني حمير .. عابرون على الموائد أو كزعابرة الفضائيات .. او حيتان هجرت البحار وانتحرت على ضفاف الأنهار ..لا تكونوا كمن نضب شلاله في موسم شتاء قارص بلا أمطار !!
ايها الخطباء .. أيها المثقفون .. أيها الكتاب .. أيها الشعراء
لا ترحلوا من موكب العز بلا ثروة إلى موكب خزائن الأموال النفيسة .. فكل كنوز الدنيا ستحط رحالها على الدنيا وسترحلون كما يرحل الأثرياء بأكفانهم .. لا تعلنوا براءتكم من الأخلاق !!
أيها الآباء .. أيها الأبناء
إياكم من بعض الرواد الشياطين على بعض المساجد !!
أيها التجار .. توقفوا وأدركوا ان ثرائكم الفاحش رحلة ورحيل عن القيم .. كطاغوت أسود في بلاد بلا مستشفيات بلا أطباء .. وبلا دواء !!
أيها الساسة .. لا ترقصوا على أحزان شعبي .. لا تعلنوا عقد زواجكم من الدجالين ..من المشعوذين .. من الصهاينة والمتصهينين !!
لا تنجبوا أطفالا من أهل الحكومات الربانية .. فهم رضع بمخالب وأنياب .. تسقف جلودهم الناعمة مخارز من أشواك تقذفها كالسهام في جسد من يغيثها بالطعام !!
لا تكونوا حكومة بلا حكماء .. لا تكرروا تجارب السنوات العجاف .. دققوا في بطاقات الشخوص .. في تاريخهم .. شخصوا عللهم ولا تتردوا في ركل الشياطين في مجمع نفايات الرحيل .
معظم المصفقين كاللاطمين على موائد الأغنياء والفقراء .. لا تكونوا كنوتة عزف في جيوب المرائين والمداهنين والأفاقين .. لها سبعة الحان .. وفي لحظة ما .. وزمان ما .. ومكان ما .. يتحول لحن الطرب والإطراء وعلى ألسنتهم إلى هجاء ورثاء .. ولكل مشهد حالة !!






(102)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي