***
نَسِيتُ ..
كلَّ قواعد التجويد من وقف جائز، و مستحب ولازم، و مدّات و سكنات، وقلقلة و
سكتات.
ولم يبقَ معي من كل تلك سوي الإخفاء والإدغام، وما آل إليه من قضم واختزال
نصف حروف الكلام ـ و أنا أقفز بين السطور قفزاً لأواكب سريعاً تطورات قصة
يوسف الصديق مع زليخة و آل زلخة و قضاء زليخة ..
و شهد شاهدٌ من أهلها .. و كان القميص بالفعل قد قُدّ من دُبُرِ..
وأخيراً؛ يوسف بريئاً و حرّاً طليقاً !!
و عظيمة يا مصر ..
كبير فخرٍ، وعظيم انتشاء أنّني أنتمي إلى بلدٍ به مثل هذا القضاء ..
و لم تمهلني أمِّي على هذه الحال كثيراً : (رُوح يا حبيبي ... و تعالى استكمل
القصة).
منذ أن رجعت من مشوار أمي و أنا أقرأ و أتأمل بقية القصة حتى الآن..
ولكن عبثاً أضعت الوقت و لم أفهم شيئاً !!
يا ناس يا هوووه..
متى و كيف و لماذا أدخلتم يوسف السجن ؟!
ألم يشهد شاهد من أهلها و يقض قاضٍ من قضاتها ؟ ماذا جرى في غيابي عشر
دقائق؟!
منك إلى الله يا أمي !! ومنّي لله ـ ما ذا لو أمهلتِني أو أنكِ أقرضتني من الزمان
خِلسة ؟!
أو أنني غافلت الوقت و استكملتُ ـ رُغماً عنه ـ بقايا القصة ؟!
منكم لله يا أنتم؛ يا أجدادنا القدماء و يا قضاة زليخة و سَحَرةَ الفراعين !!
جزاكم الله بما تستأهلون يا أنتم القضاة الحاضرون
مئات وآلاف السنين مرّت ..
مئات وآلاف السنين، أهتف و أنتم ذا تسمعون ولا تنطقون
ألا أيُّهؤلاء الحكماء المتفيهقون؛ الواقفون منكم و الجالسون..
ألا ساء ما تَدّعون..
دعُوكم من دعاوي السهو و النسيان
و ما قال لكم الفَتَيان..
دعُوكم من كل ما تحوك زليخة من مكائد
وما تثير النساء أو تشيع من سفاسف..
وأسألكم ..
أسألكم بالله عليكم ..
متى تُطلقون سراح يوسف ؟!
***
متى تُطلقون سراح يوسف ؟ .. محمد عزت الشريف

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية