أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أين المحبة والأخوة يا سماء ... حكمت نايف خولي

الخوفُ منتصبٌ على كلِّ المفارقِ والدروبْ
الخوفُ منتشِرٌ على الساحاتِ
بين أزقَّةِ البلدِ الكئيبْ
الخوفُ يجتاحُ المدائنَ والمشاعرَ والقلوبْ
فيُخدِّرُ الإدراكَ ينفثُ في الجِوا السُّمَّ الرهيبْ
ينسابُ في الأفهامِ ِ
يخلقُ ألفَ إحساس ٍ مُريبْ
ويُخرِّبُ الوجدانَ ينقشُ في تلافيفِ الظُّنونْ
بين الخواطرِ في النفوسِ وفي تجاويفِ العيونْ
صورَ الفظائع ِ من نتاج ِ الحقدِ في ليلِ الجنونْ
وحَصادِ عشاق ِ الكوارثِ والنوائبِ والمنونْ
فيدكُّ أعمدةَ المحبةِ والذَِمامْ
ويهدُّ أركانَ الأخوةِ والوئامْ
ويهزُّ ما في الروح ِ من قيَم ِ التعايُش ِ والسَّلامْ
فتزوغُ تضطرِبُ الرُّؤى
وتغورُ في غَبش ِ القَتامْ
حيث الصراعُ يضُجُّ في وسطِ الخرابْ
ويُحيلُ وجهَ الأرض ِ ساحاً للحِمامْ
فيشلُّ أحلامَ الورى
ويذرُّ أشرعةَ الظلامْ
فتغوصُ ... ترسو تحت أكداس ِ الرُّكامْ
آمالُ إنسانيَّةٍ ذُبِحتْ بسكين ِ التَّعصُّب ِ والضَّلالْ
وتضيعُ في قاع ِ العفونة ِ والصديدْ
بين الخُرافةِ والجهالةِ في تهاويل ِ الخَبالْ
في القاع ِ في مستنقع ِ الأوهامِ من سقطِ الخيالْ
من أبخسِ الأفكارِ تبدو في بهاريج ِ الصورْ
عبْرَ الدهور ِ ترسَّبتْ وتحجَّرتْ
فغدتْ مدافنَ بل مقالعَ من حجرْ
نُحِتتْ تماثيلاً يُقدِّسها البشرْ
ويُسلِّمون بأنَّها نُصبٌ يُنصِّبُها القدرْ
فيحومُ حول ظلامِها ، في وحشةِ الجهل ِ البهيمْ
سِربٌ من العميانِ في زنزانةِ الأسرِ الذَّميمْ
فالكلُّ يخبطُ ضائعاً في حمأةِ الحقدِ الرَّجيمْ
وعباءةُ الأضعانِ تطوي الكلَّ في نارِ الجحيمْ
حيث العويلُ المرُّ والأرزاءُ والنَّدمُ العظيمْ .....
فإلى شعوبِ الأرضِ أنعي الحقَّ مذبوحَ الرَّجاءْ
يهوي وينزُفُ بين أنيابِ التَّعصُّبِ والبلاءْ
فالقتلُ والتَّدميرُ باتا مثل أعراضِ الوباءْ
نتنسَّمُ الأضغانَ والأحقادَ معْ نَسَمِ الهواءْ
والموتُ نأكلُهُ رغيفاً قد تعجَّنَ بالدِّماءْ
ونقولُ إنَّا نحن أسيادُ الحضارةِ والمكارمِ والإباءْ
يا بئسَ ما نهذي ونهذرُ بالخُرافةِ والهراءْ
ونقولُ إنَّا أخوةٌ للحقِّ دوماً أوفياءْ
هلاَّ تقولي ... تُخبرينا يا مجرَّاتِ الفضاءْ
أين المحبةُ والمروءةُ والأخوةُ والوفاءْ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

(84)    هل أعجبتك المقالة (81)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي