هي إنسان بسيط غير قابل للتكاثــــر ... كريم الدين فاضل فطوم

قالت : أنا إنسان بسيط .....غير قابل للتكاثر ....وانفجرت بالضحك حتى ارتمت على مجلسها ,
الذي احتضنها ثلاثة من العقود , اعتادت البكاء فيه ولم يزل دمع عينيها يغرق بياض وسادتها
والتي بدورها أبت إلا أن تنعم بلحظات من الضحك بعد طول من الحزن ....هي لا تخفي فرحها ,
هي بالفعل إنسان أبسط من البسيط لا تعرف المواربة ولا تعلم عن فن الخداع شيء , هي لا تفهم
المكر ولا يدخل عالمها , سألتها من أنت : ضحكت وقالت : قلت لك أنا إنسان بسيط غير قابل
للتكاثر وإذا سألتني لما ؟ أجيبك لأنني إنسان أمتلك أنوثة وحنان نساء الكون لكنني غير مؤهلة
أوقابلة للتكاثر !!!!!!
نظرت إليها والرغبة الذكورية تجعل من هيبتي أن تقف على أنفي المكابر والذي لم ينحني لأنوثة
من قبل وقلت :
هذه الأرض تحمل ما يزيد عن السبعة مليارات متكاثر من البشر وأعداد لا تحصى من الكائنات
الحية من وحيدات الخلية إلى كثيراتها ( فيروسات , جراثيم , اّكلات لحوم ......نباتيات ...
مصاصي الدماء .....وإلى اّخره ...).فما هي المعجزة في رفض التكاثر ؟
قلت لها ماقلت وأنا أدرك المعنى الحقيقي لرفضها التكاثر والذي تخفيه بين الحروف ومخارج الكلمات
الممتزجة بسخرية ابتسامتها , وبعد أن لملمت قامتها المتبعثرة في كل أرجاء المكان , عادت من
جديد لتقول بين الجد والغاية على أطراف عذوبة ينحني الأنف المتكبر لها : إن بساطة ٍلاتريد التكاثر
في زمن العولمةجديرة بأن تحترم وكل ما أريده المحافظة على مورثاتي التي لا أريد ها في عولمتكم
الغبية ( عذراً ) لا أنوثة ولا خجل , لا حباً ولا وجل ضياع الكل في قمرة صغيرة نوافذها الشاشة الصغيرة
ترسم أجمل الضحكات والدمعات , الأفراح والأتراح ولا تنسى هوليود , مجلس الأمن , والبيت الأبيض
البرميل المتأرجح والسهم المهتز والاتفاقيات المبرمة المعدة للصيد على ربى المريخ ..., وال ....
قلت مقاطعاً : إن الفرس الأصيلة لا تحتاج إلا لفارس يجيد الفروسية ويجيد البساطة ويكون غير قابل
للتكاثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر .