ما بين ليل وفجر
قرب الساعة
في استراحة الحناجر
الليل يغتسل جفونه بأزيز الرصاص
الفجر يهيئ للشفق احمرار السماء
على بُعد :
لهيب الرعب يشعل الذاكرة
قرب الساعة في حمص
محفل للرقص , أرواحٌ مثنى ورباع
مدىً للصمت يدونه النظر
"نرجيلةٌ" تحتقن دخانها
دمدمة خطوات تغـْرُّب
وأخرى تشرق
تـُلحن سيمفونية الختام
أحابيل من أرواح هائمة على مصائرها
جمود يجبل حبكة الصراخ
حبّ يترك للدم اقتفاء الأثر
مابين قرب وبعد
جلجلة الموت
عزف للبقاء
للعودة
للخلاص
للخلود
وهزيمة الخوف
ضحكة على المستحيل
قرب الساعة
حين أغدقت مثلجات الروضة
برودتها على ضرسك
هرعت الكلمات للخفاء
أغلقت الصور عيونها
وحمل الخيال ريشة اللقاء
قفزة, قفزتان
على حاجز الوعد الهزيل
منحا اللوحة نفير القادم من ذكريات
قرب الساعة
في مولد الصحو من سبات
ترك الليل الساحة لدخان بغيض
نفرت الساعة من صدقها
علا الصراخ:
لموت يقود القدر
أو قدر يسطر البقاء
ما بين النفور وجذب الذكريات
أنتِ
ماكثة ً تـُهينك قدماكِ
وهم
تتلو أقدامهم ملاحم الخلود
ما بين الساعة ولحظتها
أنتِ
ترددين سِفر اللقاء
وهم
ينقشون على الشارع
أوديسة حمص
ما تركنا الساحة
إلا وعدنا حالمين
ما عدنا
إلا مستترين بيقظة العمر وجبروت السنين
ما قمنا
إلا متنفسين موتاً كان
و و حياً لشيء صار
ما بين الآن وما كان
ستائر ضباب
انقشعت بندىً
في العين دمعٌ
في القلب دمٌ
سيّان
دمعٌ
دمٌ
كلاهما وجعٌ يقود المصير
مهلاً
تذكرت أن الحنين قد يُغتصب
أن العودة قد تطول
فلأعش
لأنفض عن الوجوم غبار الفرح
مهلاً
لم أنتهي بعد
على شح العناوين انتصبت النهاية
على هديل الروح ترفرف القيامة
على الصدفة تئن الذكريات
في وجه الموت تصرخ الحناجر
ما بين الأنين والصراخ
أعجوبتا قدر
حبٌّ يتكدس في زجاج اللحظة
وحرّية معتقة تـُسكر الموت
سيّان
الحبّ يسبق الحرية
الحرّية تسبق الحبّ
بينهما زواج يختزل الحياة
مهلاً
دعك من الغياب
أنيسي طيف حضور
أقدامٌ تـُهرول نحو الخلود
سؤالٌ أيّهما أختار؟
أنتِ
أم
الحرية
في سباق اللحظات.
أمهليني الحياة كلّها
مشيئتها
لن أحتار
لن أكترث لغباء القرار
سأنتف جناحي العمر
لأسطر على الورقة
إن أيقنت
نتيجة الاختيار
مهلاً
لن أسعى إلى الموت
إلا حرية
أو
حباً
ما دمتِ
ودامت حرية الانتظار
هل وصلك
روح القرار؟
غمكين مراد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية