هل أخطأ أجدادنا في قتال الفرنسيين ... غازي العدلان

استعمرت فرنسا سوريا مايقارب الخمس والعشرين سنه . كان السوريون يشعرون بأنها جاثمة على صدورهم . وخصوصا انها من بقايا الرجل الضعيف . الدولة العثمانيه . آخر الخلافات الأسلاميه . حيث انها رزحت قرونا طويلة تحت الدولة العثمانيه . وورثت من التخلف كما غيرها . وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالميه الأولى وانتصار الحلفاء جائت سايكس بيكو لتقسم الدول العربيه على الحلفاء وكانت سوريا من نصيب فرنسا . لم يعرف أجدادنا مايخفي لنا القدر . فحاربو فرنسا بكل أطيافهم . وخرجت فرنسا من سوريا عام 1946 وقد ورثنا من فرنسا أشاء كثيرة . ورثنا حكما برلمانيا . ورثنا تداول للسلطة . ورثنا تعدديه حزبيه . ورثنا تقدما ملحوظا في علم الطباعة فكانت دمشق البلد الأول بالطباعة . ورثنا مشاريع اقتصاديه لم نستطع أن نعمل مثلها بعد خروج فرنسا . قناة للري تروي مساحات وسهول حمص وحماه وهي من أفضل الأراضي الزراعيه . ورثنا مباني حكوميه ليس بجمالها شيء . ورثنا قليلا من التحضر بحجم الخمس والعشرين سنه استعمار . لم يؤذونا في ديننا . قال الشيخ كريم راجح أن الثوار عندما ينهزمون في معركة يدخلون المساجد فيقف الفرنسيين احتراما لها . لسنا ممن يمدحون الأستعمار بل واقعنا اليوم فرض علينا المقارنه . خرجنا من تحت الأستعمار الفرنسي وعشنا حوالي خمسة عشرة عاما هي أجمل أيام سوريا من كل النواحي . الى أن جاء العام المشؤوم عام 1963 وحكم البعث أو بالأحرى الأستعمار البعثي . أفقروا البلاد والعباد . خلفوا التعليم . لاخطط أقتصاديه ولا بنيه تحتيه جديده فالموجود هو اللذي خلفته فرنسا .أقاموا سد الفرات بدون أي دراسات للتربه وبعد الأنتهاء منه تبين أن التربه لاتصلح . فأصبح بحيرة كبيرة لافائدة منها إلا أنها سُميت بحيرة الأسد . اربعون سنه لم يستطيعو جر قناة ري من بحيرة الأسد عبر الصحراء القاحلة لتخضيرها كما فعل الفرنسيون في قناة الري بحمص وحماه . رفعو شعارات تحرير فلسطين . ولا صوت يعلوا فوق صوت المعركة . أربعون سنه ونحن ننتظر المعركة فلم نشاهد إلا النكسة وراء النكسه في 1967 و1973 م حولوا البلاد للطائفيه المفنعة . يعاملوننا بطائفيه عمليه وإذا أحد تكلم قذفوه بالطائفيه . تحول الجيش للطائفة الوظائف كلها للطائفة . وهكذا . آذونا في ديننا . أفسدوا المجتمع بالفقر فالفقر سبب لكل أنواع الفساد . أصبحت السيارة حلم لكل مواطن . ومن يملك سيارة من أردأ انواع السيارات في العالم عليه أن يدفع ضريبة رفاهيه . قاسموا الناس أرزاقهم . لم يتركوا ضريبة في العالم إلا وفرضوها . هل تذكرون أن من يمتلك تلفزيون كان يدفع عليه ضريبة . أهانو الناس بجيش من المخابرات ليس لهم عمل إلا الأضرار بالناس وأهانتهم . لعبوا بالتركيبة الديمغرافيه للبلاد فهجروا البدو اللذين كامو يتضررون من فيضانات الفرات وسكٌنوهم في أراضي الأكراد . مئات الألوف من الأكراد السوريين ليس لهم هويه . لعبوا بكل شيء . أفسدوا كل شيء . سلحوا طائفتهم تحت كل مسمى . عسكري . مخابرات . أمن . رخصة حمل سلاح بعثيه . حراس مصانع . ومن لم يجدوا له غطاء للتسليح أعطوه رخصة سلاح مدنيه . والغالبيه العظمى من الناس إذا وجدوا معه مسدس يُحال لمحاكم أمن الدولة بتهمة حيازة سلاح غير مرخص . وبعد كل هذا نسأل سؤال بريء هل أخطأ أجدادنا في إخراج فرنسا من سوريا . ليجدوا أنفسهم تحت إحتلال أقذر .