خاصمني الزمن المستيقظ في صباح دمشقي عبرت خيوط نسماته , ما تبقى من زرقة 
السماء لحواري وأزقة ما بُني مثيلاً لها , تاّكلت أجسادها وانحنت على ضفاف بردى 
لتظهر العيون الشامية من بين الأوراق الصفراء المعسولة بمياهه الباكية على عشق , 
سحر فؤادي المغرم والذي يحمل دفء الشمس الخريفية المطلة بحياء على أجمل المدن 
وأحلاها . 
خاصمني يا دمشق الزمن وأنا أغفو بأحضانه على ما أريد من أحلامي أتخطى كل مراحله 
وأبتعد عن البنفسج علني أزهو وتشع نضارتي قبل المغيب , ما العيب فيّ ؟ وهل كان العيب 
فيّ ؟ 
كسر ...حطم ...أحرق ..أرعبني , أفقت على نبراته ..صراخه ..ألقاني 
خارج كل حواري حواريك , وأبعدني بقوة عواصفه لمدن وعوالم مجهولة , حملني بقسوة 
الخصام ,لغربة أعدها لي ولي وحدي لتنتزع حروف الهوى في صخب بين الحين والحين 
يحاول أن يقتلعني من الصخر المتكبر في قاسيون . 
خاصمني الزمن ولا مكان لخصام في قلبي ! وكنت أنتظر ...وما زلت ...والأمل يعيش 
في كل السنين التي أبت إلا أن تكون طويلةً بعذاباتها وظلمها لا تمر مرارة بسهولة ولا 
يتحرك شقاء , أرقب البحر ألاطف الأمواج وأغني للمد والجذر وأحن على ليله وقمره 
أحاول نسيان الخصام أيها الزمن العنيد , تبتل أوراق البنفسج من جديد لتعيد رسم قسمات 
وجهي ما من مهرب ! أعتلي القارب وأمسك الدفة متجهاً ليابسة ينحسر الزمن عنها , 
أجد الأشباح وسراب عمري ينتظرني . 
أخرجوني من البحر مرغماً لا حيلة لدي , وقلت في نفسي : ربما لا يدخل الزمن فيها 
أولا تدخل في الزمن هذه المدن لا تفهم الخصام بيني والزمن الدمشقي , ولرب عقدة الكبر 
تحل بغفلة من الزمن ....! ما عدت طالباً الرضا فلقد تكسرت أغصاني , ليبق الزمن 
متكبراً , سأغفو على صوت الريح وأنتظر ؟ 
خاصمني الزمن يا دمشق ....للحب والعشق مقدار من أشجار البطم , ألقاني أخيراً هناك ! 
والضياع كان لأغصان الخريف مع رائحة البنفسج , مالي والبنفسج ألم يحن موعدي 
مع الزمن المتخاصم مع ذاتي ؟ 
ربما للعشق المبتعد للمجهول حلماً أخيراً يمتد من لؤلؤة 
في النفس المطوية لتفكير مات عبر الليالي , ليصل الزمن , أي زمن يعيد ني للدفة من 
جديد , زمناً لزمن ٍ خاصمني وكفى . 
					
				
						
								
								
								
								
								
								
								
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية