أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف سرق قرار الثورة

سوف نعرض في هذا المقال المفاصل الأساسية في عملية سرقة قرار الثورة، وحتى هذه اللحظة سوف نتجنب التصريح بالأسماء، و نكتفي بذكر الأدوار حتى لا يفهم عملنا كعداء شخصي مع أحد مع أنه يستحق العداء. 

منذ تأسيس المجلس الوطني تم اختزاله بعصابة العشرة المبشرين.. لكن بالنار، الذين تلقوا الدعم الخارجي المالي والإعلامي، واحتكروا القرار والتمثيل بشخوصهم، وبما يرضي السفراء، ولم يتعرفوا على الشعب السوري إلا بزيارات خاطفة عبر الحدود ولمسافة نصف ساعة، تصور كبطولة نادرة، وهي تعكس مدى انفصالهم عن شعبهم الذي صمد وسط معركة ضارية، بينما كانوا يجولون على فنادق العالم.. وقد همشت هذه العصابة الباقين تماما، وتقاسمت الكعكة (دفاتر الدولار والكراسي) وتمتع أفرادها بنفوذ وسلطان ومال وبذخ وهو ما عارضوا النظام حسدا عليه فيما يبدو..

ومن أجل ذلك عطلوا اجتماعات المجلس الوطني لمدة سنة كاملة، و لم يعقد ثانية إلا مع إعادة الهيكلة يوم مماته كممثل للشعب السوري وولادة الائتلاف كممثل شرعي وحيد .. وما أدراك ما الائتلاف .. حيث انتقل هؤلاء العشرة بذاتهم للائتلاف الجديد، وحاولوا السيطرة عليه، وكالعادة غطوا عصابتهم بقشرة خارجية خادعة، لكنهم لم ينسجموا مع شركائهم الجدد في القرار، فاحتدت الصراعات واستعرت الحرب .. وتعطل الائتلاف بسببها حتى نصحناهم بتفكيك الاستقطاب، فكانت صفقة (جده التي تقضي بالتوافق على تسمية رئيس الحكومة وإصلاح الخلل في بنية الائتلاف)، بإضافة 25 عضوا جديدا ودماء جديدة، بشرط أن ترتبط بالداخل وبالثورة، وتجسر الهوة مع الثوار .. لكن من قاد عملية التفاوض من أجل التوسعة، وبالاتفاق مع العشرة المبشرين بجهنم. تلاعبوا جميعا بالعملية وغيروا الأسماء المقترحة والعدد، وأتى كل منهم بشبيحته وأتباعه ولم تستقر عملية القسمة إلا بإضافة خمسين عضواً جديداً، غلب عليهم طابع الولاء الشخصي لأفراد هذه العصابة.

وهكذا تشكل حلف جديد بين (الشيوعين الأعضاء السابقين في هيئة التصفيق ممن يدعون تمثيل الأقليات والديمغرطية) ، و بين (أغلب أفراد عصابة العشرة التي يسيطر عليها الإخوان). ونجحوا معا في كسب الانتخابات الثانية والهيمنة على الرئاسة والهيئة السياسية، واستبعدوا الباقين تماما ونهائيا، وجالوا على الدول وقدموا أنفسهم كأسياد وأصحاب القرار نيابة عن الهيئة العامة، التي أدركوا قدرتهم على تحريك قرارها بالشكل الذي يريدون، خاصة بعد أن ضموا إليها من يواليهم شخصيا ويعيش على رواتبهم وهباتهم..

ولكي يدعموا أغلبيتهم الضعيفة والهشة التي تهددت بخروج عدد من الأحرار من التحالف مع الكتلة الديمقراطية، وخروج عدد من أعضاء المجلس الوطني من التحالف مع الإخوان، فابتدعوا وعلى عجل وتدليس الورقة الكردية التي تقتضي بضم 11 كرديا إضافيا جديدا عن المجلس الكردي. مع أنه ممثل بثلاثة، وهي حصته الطبيعية، ولعبوا على المسألة الكردية الحساسة التي يريد الغرب استخدامها، ليس حبا بحقوق الأكراد، بل رغبة في تحويل سوريا لدولة مكونات ومحاصصة فاشلة وبلا هوية..

وعندما اعترضنا على ذلك توهم الإخوة الأكراد أننا نعاديهم ولم يفهموا حرصنا على وحدة وهوية الوطن ولا استقلال القرار الوطني وسيادة الشعب واستقلال قرار الثورة. واستخدمت العصابة المال والتشبيح بالأيدي والأرجل في عملية التصويت ومرروا الورقة والتوسعة، وبمباركة من السفراء الذين ينتظرون البشارة في الخارج كما تنتظر أم العروس!
وهكذا انتهك شرف الوطن وصدرت وثيقة العار وتبعها ما تبعها من تغيير اسم وهوية الدولة وضم 11 صوتا جديدا مضمون الولاء للعصابة وصار بيدهم من جديد أغلبية واضحة، يمكنهم من خلالها تمرير ما يريدون، بتوزيع بعض الرواتب، والتهديد ببعض اللكمات، ولا ضير في ذلك طالما هناك فعلا من يدفع وبسخاء لشراء قرار الثورة السورية.

وعندما شكلوا الحكومة المؤقتة شكلوها بقسمة متناسبة مع حصص رموز العصابة ذاتها التي تقاسمت الحقائب وهيمنت على الحكومة وقرارها إلى حد كبير، وهي تحاول الهيمنة على الأركان وقرارها والجيش الحر الذي قاوم وصمد في وجه ألاعيبها.
خلال هذه الفترة تعهدت العصابة سرا للمجتمع الدولي بقبول جنيف من دون شروط، وتعهدوا بتمرير هذا القرار، ولكونه مناقضا لوثيقة الدوحة مارسوا التدليس والاحتيال، فبعد أن قدموا التعهد الشفهي الذي طلبه كيري، هاجمناهم فأنكروه بتصريحات ومزاودة وفي جامعة الدول العربية وخدعوا العرب والمملكة السعودية والشعب بلاءاتهم الخمس.. وعندها طلب منهم الأمريكان مستندا خطيا يزيل التباس موقفهم وتناقضه، ما لبثوا أن أرسلوا رسالة خطية سرا للأمم المتحدة، وعندما فاحت رائحتها، أنكروها علنا وصرحوا على منابر الأمم المتحدة بعكسها مرة أخرى، والكل يعلم أن الوثيقة الخطية هي المعتمدة وليس التصريحات الشفهية، وعندما أنكروا إرسالها في اجتماع الائتلاف نشرت على العلن، وبرر رئيس الائتلاف أنها ارسلت من دون علمه، وبقرار من سفير الائتلاف في واشنطن وحده ومعه أمين سر الهيئة السياسية الذي مسح قذارة هذا العمل ولم يؤكد ولم ينكر .. وبرر رئيس الائتلاف أن السفير كان مستعجلا فقام بتزوير توقيعه .. ومع ذلك لم يحاسبه بل تغاضى عن الموضوع وكسرت الشربة برأس الدكتور نجيب الغضبان.. فهو الذي زور، وزور ماذا ارادة الشعب السوري والهيئة العامة وأطح بكل ثوابت الثورة، وعندما جاءت الدعوة من بان كي مون جاءت لتثبيت الحضور ومبنية على موافقة سابقة وعلى رسالة أخرى مرسلة للابراهيمي .. فبهت الذين كفروا وتأكدنا من تشبيح رئاسة الائتلاف كاملة برئيسها ونوابه وأمينه والهيئة السياسية. وهو تشبيح بعثي أسدي بامتياز على الائتلاف والثورة، وسرقة قرارها وبيع السيادة الوطنية لأسيادهم، ممن يريدون بأي طريقة لجم هذه الثورة وكسر إرادة الشعب والإبقاء على النظام وبيع دماء الشهداء وأنين الجرحى والأسرى وصراخ المذعورين وعذابات وذل المهجرين..

فالقصية أبدا ليست انتخابات أو عدم القبول بنتيجتها الديمقراطية، بل هي مسألة استعادة القرار الوطني وشرف الثورة، وخسارة الانتخابات كانت بالنسبة لنا خسارة الوطن، وعليه كنا قد قررنا وقبل خوض المعركة أن ننسحب جماعة إذا فشلنا في استعادة الهيمنة، ولم يكن لدينا الكثير من الأمل لكننا تركنا الباب مفتوحا أما ضمائر الأعضاء الذين حكم القلة منهم ضمائرهم، وباع الباقون ضميرهم وبلدهم بالقليل من الدراهم .. فانسحبنا نهائيا وإلى غير رجعة من ائتلاف الخيانة والعار. ولن نقبل بعد الآن إلا بتمثيل حقيقي يبدأ من المجاهدين على الأرض وبما يرضون عنه فهم القادة الحقيقيين للثورة وهم من يختار ممثليها، وليس السفراء الغربيين ولا المال السياسي.

ليست خسارة الكراسي ... إنما جرم الخيانة العظمى هو من دفعنا للاستقالة والمطالبة بمحاكمة هؤلاء العصابة بما يمثلونه من كتل وأحزاب وبشخوصهم ونحن مستعدون للمثول معهم أمام المحاكم الشعبية الثورية.
وللحديث بقية.

(116)    هل أعجبتك المقالة (115)

عادل

2014-01-11

إذا أردت أن ترى مثلاً حياً للتذبذب والتخبيص والقرقعة بدون طحن فلن ترى أفضل من كمال اللبواني، ويصدق عليه القول رمتني بدائها وانسلت، ماذا قدم اللبواني وكثير غيره للثورة، لايستوي من يحمل الثورة وهمَ الناس ومن تحمله الثورة ويعيش على همِ الناس.


تيسير من الشام

2014-01-11

اقترح على مجلة زمان الوصل الموقرة عدم نشر خربشات وتخبيصات السيد كمال النبواني بعد اليوم لما يزرعه من شك وإحباط لدى السورين وللخدمات الجليلة التي تقوم بها مقالاته في خدمة العصابة الحاكمة في دمشق. كما أرجو من المجلة أن تضع عليه شرطاً من أجل الإستمرار بالنشر له وهو أن يقدم حضرته جرد حساب بماقدمه شخصياً للثورة أو للمعارضة منذ لجظة خروجه من البلد ويذكر فيه من يمول له حالياً تكاليف معيشته وسفراته وإجتماعاته. هناك الكثير من الكلام الذي يكون أحد من السيف في مضائه، والذي يراد به الخير والنصرة لأبناء سوريا الثائرين فيكون له فعلاً معاكساً، كذلك هي كتابات السيد اللبواني للأسف التي يتحفنا فيها في الفترة الأخيرة..


محمد الحموي

2020-02-19

رغم أن المقال به جزء كبير من الحقيقة إلا أن الكاتب .... ومنافق وهو ممن زاروا إسرائيل بشكل شخصي ولا أحد يعرف لماذا !!! ببساطة إنه يتحسر على خروجه من المولد بلا حمص وخسارته لمكاسب كان يرنو إليها في المجلس اللاوطني!!!.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي