من سيسخرون اذا عدنا الف سنة ... انس الشبك

لقد صم القومجيون آذاننا بخصوصية العرب والإسلام وأن لا تعارض بين الإسلام والنهضة السياسية المنشودة ,والمعضلة التي كانت قائمة مع الغرب المسيحي في عصر نهضته تخصه وحده فالكنيسة في أوروبة كانت تدعم الإقطاع وتكرس الملكية الوراثية والاستبداد وتحارب العلم بدعوى الهرطقة. لكن نحن العرب العلم عندنا والعدالة الاجتماعية من صميم الإسلام وليس هنا أي داع لكي نتصادم مع تاريخنا وهويتنا وثقافتنا أو حتى نحاول تغييره.
لكن ذلك كله كان على شاكلة المقاومة والممانعة والتحرر وعدم الانحياز وغيرها من الشعارات الجوفاء التي اجترتها نخبة العرب بينما هي تعمل عكسها تماما.
لماذا إذا استوردنا العلمانية وفصل الدين عن الدولة والمجتمع والاقتصاد إذا كان ديننا حسب زعمنا يتماشى مع كل مقومات سلامة الثلاثة المذكورة آنفا ولمصلحة من ؟. لقد أصبح من مستلزمات التمدن البت مع كل ما هو إسلامي في العادات والتقاليد بحجة التسامح مع غير المسلمين بيننا ,لكن ما حاجتنا لذلك ونحن نسبنا 95% في أغلب مجتمعاتنا كما أن غير المسلمين موجودون منذ قرون ولم يشتكوا في أية مرحلة من التمييز أو عدم المساواة؛ ما سبق صار يدعى اللبرالية لكنه تحول نحو الهجوم على التراث الإسلامي والتجني على الهوية الإسلامية وبأشياء غير حقيقية .
أهم مثال هو علكة اللبراليين الممجوجة الإقصائية في الإسلام لكن الإسلام يعترف بالديانات الأخرى وهي لا تعترف به ومع ذلك لا يعامل أتباعها بالمثل فكيف يكون التسامح إذا؟.
ولم الهجوم على أصحاب المشروع الإسلامي والتخويف من أنهم سيعيدون المنطقة الف سنة للوراء ؟.ولنعد ألف سنة وأكثر للوراء , في تلك الفترة وقت كان الأوروبيون يحرقون مخالفيهم كان بدوي يقول للحاكم "المطلق" عمر بن الخطاب لا سمعا ولا طاعة وقد خصصت نفسك بأكثر مما أعطيتني وقد أجابه على الفور وقدم له شاهدا كذلك ,والغرب الآن فقط بات يفاخر بأن في دولة اسكندنافية يجاب أي مواطن عن دخل موظف حكومي بعد عشرة أيام, وبعده بقرن يوم بني الجامع الأموي وجعل الوليد بن عبد الملك أسرجته من ذهب علقت بسلاسل من ذهب كان من الشفافية أن ضج الفقهاء على البذخ رغم انه على صرح ديني ويرمز لعظمة الدولة وأجاب بكل أريحية عندي في بيت المال ما يكفي كل من فيكم ثلاث عشرة سنة ما لم يزرع ويصنع ويتّجر, هل وصلت أي دولة في التاريخ لتحقيق فائض اقتصادي أو حتى يمكن أن تصل يكفي مواطنيها وهم عالة تامة عليها سنة واحدة بما فيها دول النفط؟ حتى إنه وصل التكافل الاجتماعي بمن بعده أن يعوض من يكسر له إناء بل حتى تكفلت الدولة بغير البشر على الأرض الطيور في السماء حيث تم تخصيص طعام لها على عهد عمر بن عبد العزيز. وهل حدث أن بنيت مدينة كاملة لتكون عاصمة الدنيا في خمس سنوات في أي عصر من العصور "بغداد" ,وكان المنصور وقتها مقترا بعض الشيء حيث وصف بالدوانيقي لأنه يحاسب الناس على الدانق فجعل همه رخص الأسعار لا كثرة المال في أيدي الناس حتى اشُترِي الكبش في بغداد بخمسة دراهم,وفي كتاب حسن ابراهيم حسن قائمة مفصلة بأسعار السلع على عهد المنصور .
إذا كان أصحاب المشروع الإسلامي سيعيدوننا لتلك القرون وأشباهها فلنشد على أيديهم ولنصفق لهم بدلا من أن نحاربهم ونتآمر عليهم بحجة أنهم يتاجرون بالدين والعواطف !! فليصلوا للحكم ولينجحوا وليعيدونا ألف سنة من العدل والشفافية والازدهار وليحققوا عشر ما ذكر آنفا أما العلمانيون فقد جربناكم قرنا كاملا صار متفردا في التاريخ لا يشبهه شيء.لكن إن وصلنا للعدالة والشفافية والرفاه الذي كنا فيه فمن سيقدم للغرب الآن الموارد وينفذ له مشيئته في بقعة تتوسط العالم وتحتوي جل طاقته وتتحكم بممراتها؟. بعبارة أخرى إذا نهضنا ورجعنا ألف سنة للوراء فمن سيسخرون.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية