منذ بداية الثورة السّورية ، والعالم يكشف يومًا بعد يوم أقنعة الكذب والنّفاق عن وجهه ، ويكشف زيف المعايير وازدواجية المفاهيم لديه ،بل : وكذب المشاعر الإنسانية التي يدّعيها تجاه الشوب الباحثة عن حياة كريمة ، وفي ظلّ الحدّ الأدنى - على الأقل - من الكرامة الإنسانية. ولعلّ السّؤال الّذي ينبغي طرحه تنفيثًا عمّا في الصُّدور ، ودون انتظار إجابة من العالم المنافق الكذوب الذي يبطن خلاف ما يظهر ، ولا سيّما تجاه العرب والمسلمين .
كان الغرب بجناحيه : الأوربيّ والأمريكيّ يتظاهر وكأنّه يحمل بعض مشاعر التّعاطف مع ثورة الشعب السوريّ ، ولاسيّما في الأشهر الأولى من اندلاع الثورة ، ولكنّ القوم أيقنوا أنّ لهيب الثورة يتّقد ويتجاوز الخطوط الحمر التي حدّدوها للثورة ، وأنّ الأمر بالنسبة للسوريين خروج عن الوصاية العالمية ، وأنّ هذا الشعب يبحث عن حرية وكرامة وحكم رشيد لا يتّسق والمعايير العالميّة التي وضعها الغرب لما يسمونه بشعوب العالم الثّالث الموسوم بسمات جعلوها ثوابت ، ليس من حق هذه الشعوب الخروج عليها ، يدفعهم إلى ذلك مصالحهم الإقليمية ، والحرص على ديمومة نقاط الارنكاز لهم في المنطقة ، مع الحفاظ على تفاهمات عالمية بين بناة الحضارة الغربية ، وطموحات روسيا القيصرية المعاصرة إلى جانب الصين المرعبة بإرهاصات تفزعهم بقدرة صين المستقبل على ابتلاع الغرب بكل تنوعه وتلونه .
فمنذ بدء محاولات الجهود العربيّة والدّولية على فتح طريق يسير فيه النّظام القاتل في دمشق باتجاه معارضة خارجية مهلهلة ضعيفة عاجزة عن تحقيق حدّ أدنى من الاتّفاق بين كيانات ناشئة لا تمتد جذورها نحو الدّاخل من الثورة الشعبية الوليدة ولادة قيصريّة لعلّ اللقاء يحلّ المشكلة ! . وبدأت مسرحيات التمثيل على خشبة مجلس الأمن ، وارتفاع الأيادي بالمعارضة على أيّ تحرّك يمكن أن يشلّ يد القبضة النارية الحديدية المحكمة والممسكة بخناق الشعب السوري الّذي أفلت من القمقم في ساعة غفلة من العالم الدّهٍش المستغرب .واستمرّت الثورة .
وبدأت الأصوات - على استحياء - تُسمع من قادة الغرب المنافق الحقود بأنّ ( على الأسد التّنحي ) ( أيام الأسد معدودة ) والحديث ( عن التخطيط لسوريا المستقبل ) ، لكنّ الدّم السوريّ ازداد تدفقًا ، والروح السوري ازداد قبضًا ، والإنسان السوري كثر اعتقالاً ، وفاض هجرة ومجزرة ، والغرب ازداد حيرة حتى هُدي إلى مخرج من باب الأسلحة الكيماوية ، فعلت الأصوات التي تعلن أنّ ( استخدام النّظام للأسلحة الكيماوية ) خطّ أحمر . أمّا النّهر الأحمر الجاري على مرأى ومسمع من العالم المنافق ( عربًا وعجمًا ) فلم يعد يحرك شعرة في رأس إنسان سليم الفطرة ، وغدا الجميع يتلهى بإحصاء عدد القتلى والنازحين و.... هو ينتظر ليقول لهذا النّظام القاتل : حسبك . ولكن متى !؟ حين يقدم على استخدام السلاح الكيماوي . بالله عليك : اعملها يا بشار ، وقد أجدتَ القتل والتّدمير ، فلا حرج عليك ، ولنرَ ماذا سيفعل أصحاب الخطوط الحمر .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية