أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محزن حال الشعب الأميركي وباقي الشعوب .. العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 مسكينة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدفعها وتجرها بعض إدارتها بقوة وعنف إلى الموت والانتحار. فمعظم السياسات التي تنتهجها بعض إدارتها كأن الهدف منها نحر بلادها وبلاد الآخرين بمكر أو بغباء. فتحالفهم الإستراتيجي مع إسرائيل, وإن حقق بعض  المصالح الإمبريالية والاستعمارية والإسرائيلية,إلا أنه ألحق بالغ الضرر بالشعب الأميركي ودول العالم, وحتى هذه المصالح باتت غير مستقرة, ولا هي بأمان. وسياسة الهروب والتهرب من حل مشاكل مجتمعها والمشاكل العالمية, إلى إفتعال الأزمات الجديدة, وشن الحروب العدوانية, وخداع شعبها والشعوب, وتخديرهم بدعاوي وحجج وذرائع كاذبة  لم تعد تجدي نفعا. فبدلا من تصلح الإدارات الأمريكية أوضاع بلادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية,وتنقذ العديد من مواطنيها ومجتمعها من براثن الجريمة والفقر, تقزم ذاتها بعصابة إرهابية تقترف السطو والإجرام.للسطو على ثروات وأوطان  الغير, خدمة للامبريالية والصهيونية, وتنصب نفسها مصلحا لمجتمعات الآخرين, وزعيمة للعالم,وحكما جائرا ينحر العدل, وداعية لقيم مشوهة عن الحرية والديمقراطية عنوة وغصب. فمدير مركز البحوث في جامعة هارفارد يقول في تقريره: الولايات المتحدة الأمريكية سائرة إلى كارثة في الفوضوية الجنسية. وأنها تتجه إلى نفس الاتجاه الذي أدى إلى سقوط الحضارتين الإغريقية والرومانية في الزمن القديم. ومع ذلك تضغط الإدارات الأميركية لتعميم هذه الفوضى,التي سمتها الفوضى الخلاقة في باقي المجتمعات الأخرى. بهدف تحقيق مشروعها الإمبراطوري والمصالح الامبريالية والصهيونية.   فالشعوب تسعى لتحرير المرأة من براثن الجهل والفقر والاستعباد والاستغلال والاغتصاب. بينما تختصر الامبريالية والإدارة الأمريكية  مفهوم تحرير المرأة, بتحرير المرأة من أخلاقها ودينها وكرامتها وعفافها وحشمتها وملابسها. واستغلالها في مجال الرذيلة أبشع استغلال, وتنغيص معيشتها و حياتها,وتوظيفها لحل مشكلة الجنس, بتوفيره وتسهيله للشباب خارج إطار الزواج وتشكيل الأسرة. وهي بذلك تناقض ما حددته الديانات السماوية. من أن الزواج وتشكيل الأسر هو الحل الأمثل لمشاكل الشباب والفتيات. الذي شرعه الله, ونصت عليه الأديان, وشجعه الرسل والأنبياء لأنه يوفر السعادة والهناء لسائر العباد براحة وطمأنينة. والشعوب تريد أن تنعم بالحرية , لأن الله خلقهم أحرار , وأمهاتهم ولدتهم أحرار. بينما  تسعى الإدارات الأمريكية جاهدة لترويج نماذج مشوهة عن الحرية والديمقراطية,تقزمهم بصندوق اقتراع وانتخاب, على أن يكفل وصول النخبة من مصاصي دماء الشعوب واللصوص والمال السياسي إلى  سدة الحكم والتشريع. فالأفكار الاستعمارية والامبريالية والصهيونية العنصرية والجائرة والإرهابية والعدوانية, بنظر بعض الإدارات الأمريكية أصوب من شرع الله. وهي بهذا الفكر المرذول والحرام والمنافي للديانات  السماوية والأخلاق, والمعادي للإنسانية.أوصلت شعبها والعالم إلى حافة الهاوية. والأمثلة على ذلك كثيرة, منها: •1.  عدد الذين يتضورن جوعا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يقدر بـ 35,2 مليون شخص حسب إحصائيات عام 2005م  , وارتفع عددهم إلى 35,5 مليون شخص عام 2006م, وازداد العدد بنسبة 12% عام 2007م إلى  ما يقارب الــ 40 مليون أمريكي , والعدد بإزدياد. •2.  وإن عدد الجوعى في العام يزيد عن مليار نسمة, ناهيك عن الفقر الذي ينتشر بصورة مخيفة عام عن عام,نتيجة استئثار حفنة قليلة جدا بالموارد البشرية, وتحكمها بالاقتصاد. •3.   وعدد المشردين في الشوارع الأمريكية يقدر بحوالي مليون شخص. وحتى في واشنطن يعاني من الجوع أكثر من ثلث مليون شخص بينهم أكثر من 40000 طفل, و العدد ويزداد باطراد. •4.  وتزايد عدد جرائم الخطف والقتل والاغتصاب تزداد عاما عن عام ودليل على حجم الخراب في مجتمع الشباب. فطالب أمريكي أطلق النار في شهر نيسان الماضي على زملائه في حرم الجامعة, وكان ضحية جريمته 32طالب. وعدد المنتحرين كل عام وصل إلى عدد5000 شخص أعمارهم بين 13ــ 24عام. وتم إحباط 600000 محاولة في عام واحد . والعدد يزداد عام عن عام. •5.  وان من يلوث البيئة ويعرض البشرية للأخطار المدمرة, ويرفع درجة حرارة الأرض التي باتت تضرب الكرة الأرضية بالأعاصير. إنما هو الاستهلاك المفرط للنفط والغاز والفحم من قبل المصانع الأميركية بالدرجة الأولى, حيث أنها  وحدها تنشر التلوث بنسبة 60% .في حين يبلغ حجم التلوث من باقي الدول 40%. ورغم تهربها وإحباطها لكل حل دولي لهذا الموضوع عدة عقود, إلا أنها بعد أن بدأت تضرب الأعاصير سواحلها, أذعنت وقبلت التعاون مع الآخرين لمعالجته. ولولا معارضتها طيلة العقود الماضية لجنبت البشرية ومجتمعها الكثير من الكوارث. •6.  وأن من يزيد في أنتاج النفط بشكل عشوائي, ويرفض زيادة سعره ,إنما يساهم هو الآخر بتلويث البيئة وتعريض الحياة البشرية للدمار. ولا يخدم كما يدعي المستهلكين والشعوب الفقيرة  وصغار الكسبة, وإنما يخدم الامبريالية العالمية واحتكاراتها المالية والنفطية. لأنه يوفر نفط بسعر رخيص للشركات النفطية الأميركية وبغزارة , وهي من تتحكم بأسعاره وأسعار مشتقاته. وإلا كيف نفسر أن بعض هذه الدول باعت لعدة سنوات ولبعض الشركات النفطية الأميركية برميل النفط بسعر 40 دولار وهي ملتزمة بهذه العقود في حين سعر البرميل حاليا حوالي 100دولار. وهذه الدول لاهي استفادت من السعر الرائج, ولا أفادت باقي الشعوب. وإنما أضرت باقتصادياتها واقتصاديات غيرها من الدول.  وكان الرابح الوحيد من نهجها الخاطئ إنما هي  الإمبريالية وشركاتها النفطية. ولو أنهم كانوا جادين بمساعدة الشعوب, لتحكموا بالسعر والإنتاج.و حصلوا على الأرباح التي تسرقها الشركات النفطية الاحتكارية, ووزعوها على الشعوب الفقيرة والمتضررة بدلا من أن تذهب لجيوب قلة من الأثرياء ولصوص النفط ورموز الفساد. ولأسهموا بخفض نسب تلوث البيئة. •7.  ومشاريع تطوير الترسانة النووية الأمريكية, وصيانة وتوفير الأمن لترسانتها الحالية, بات يحتاج لمبالغ فلكية, يصطدم بحجم خسائرها وديونها المذهلة نتيجة حروبها العدوانية. ولذلك ستكون مجبرة على التراجع عن بعض سياستها العقيمة في هذا المجال والتي تنتهجها منذ عقود. ولن تجد أمامها من حل سوى تخفيف هذه الترسانة, وإلغاء الكثير من مشاريع تطويرها رغم أنف إدارتها. •8.  والسياسة الاقتصادية الأمريكية برمتها تؤدي إلى  زيادة ثروات  قلة من الأثرياء واحتكارهم لميادين التجارة والصناعة. وسحق الطبقة المتوسطة, وتزايد أعداد الفقراء في المجتمع الأميركي وشعوب العالم , والذي ينعكس بصورة سلبية على دخول مواطني باقي الدول, وتعثر مشاريع التطوير والتحديث والتنمية رغم الجهود المخلصة للأنظمة الوطنية في هذه المجالات. •9.     أما الفشل في السياسات الأمريكية فحدث ولا حرج. وبعض الأمثلة عن هذا الفشل: •·   ففي باكستان نجح الإرهاب في اغتيال السيدة بنازير بوتو. وفجع العالم بهذه الجريمة المروعة التي أدمت قلوب الناس في كل مكان. وهذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها كل من الرؤساء جورج بوش وبرويز مشرف وحامد كرازي المنشغلون بتبادل التهم بشأن صعود طالبان. فبرويز مشرف يحمل حكومة كرازي المسئولية لدعمها جيش تحرير بلوشستان, وفشل حكومته وقوات التحالف في هزيمة طالبان في أفغانستان. في  حين يحمل بوش برويز مشرف المسئولية بسبب مهادنته للقيادات القبلية في وزيرستان وبلوشستان. بينما يحمل كرازي المسئولية لبرويز مشرف بدعمه لطالبان. إضافة للخلاف الحاد بين قوى التحالف على الإستراتيجية. حيث تعتبر كل من الإدارتين الأمريكية والبريطانية أن الإستراتيجية تقضي بضرورة التركيز على العمليات العسكرية مع توسيع نطاقها, بينما تعتبر فرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا أن هذه الاستراتيجيةأقرت كل من الإدارتين البريطانية والأميركية بفشلها في العراق, ولجأتا إلى خيارات جديدة, وهذه الدول تصر على إستراتيجية المزج بين العمل السياسي والعسكري والاقتصادي المتبعة في العراق.  •·   وتأخر الانسحاب الأمريكي من العراق سيزيد وضعها الاقتصادي والاجتماعي تعثرا. والمصروفات على حروبها باتت أرقامها مخيفة. مما دفعها للتلاعب بأسعار النفط  لترفع أسعاره إلى حدود كبيرة  باتت تؤثر سلبا على كل إنسان أينما كان. وذلك لتعويض نفقات حروبها العدوانية. ورغم أن الرئيس جورج بوش أعلن عن نصره في العراق منذ خمسة أعوام, إلا انه أعترف بالصعوبات الكبيرة , وحتى بالهزيمة التي تواجهها قواته في العراق. ويضحكنا الرئيس بوش حين يحمل أسباب فشله لرجال نظام الرئيس صدام حسين والذين قتل واغتال أعدادا كبيرة منهم, والقسم الآخر منهم رهن السجون والمعتقلات. وأضحكوا على رئيس لم يخف من رجال النظام وهم في السلطة, ويخاف منهم وهم على هذه الحال. ويحملهم مسئولية هزيمته وفشله وفشل إدارته, متهربا من تحمل المسئولية. •·   وبعد سبعة أعوام على إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وإعلان الرئيس جورج بوش النصر. نفاجئ بإعتراف وإقرار من القادة العسكريين الأميركيين والبريطانيين  بان أفغانستان تشهد مرحلة هي الأشد عنفا والأخطر منذ إطاحة طالبان, حيث انحسرت سيطرة قوات الاحتلال وحكومة كرازي إلى مساحة 50% من مساحة أفغانستان فقط. حتى بات السؤال المطروح والمتداول متى ستعود طالبان؟ ويموهون هزائمهم بإلقاء الأضواء الإعلامية الساطعة والمبهرة على انتصارات ظرفية لقوى التحالف لخداع شعوبهم. •·   وإدارة أمريكية تدفع لكل جندي أمريكي في العراق راتب مع تعويضات تصل إلى عشرة آلاف دور شهريا, ناهيك عن تكاليف الذخيرة والطعام وباقي التأمينات. ومع ذلك تستنجد بالمرتزقة لحماية جنودها وعملائها وحكومة العراق , وراتب كل مرتزق يفوق العشرة آلاف دولار, ناهيك عن السرقات التي تنهبها شركات المرتزقة من الخزينة الأمريكية ونفط العراق ومشاريع إعمار العراق. وحتى حين لم تفلح المرتزقة, راح تستنجد بما يسمى بالصحوات, وبراتب شهري لكل عنصر منها إن دفع فهوأقل من 300دولار. وحين لم تفلح حتى هذه الصحوات, راحت تستنجد بالكلاب, وترسلهم للوحدة الطبية 85 بعد تدريبهم, لمساعدتها في التخفيف من معاناة الجنود, ومعالجة الضغط النفسي والعصبي والصدمات والانفعالات التي يتعرضون لها في العراق, ولتأهيل الجنود للعودة إلى بلادهم. وحتى أن قائدة الوحدة الطبية 85 الميجور ستيسي قاسويل قالت: أن الكلاب كانت دائما الأبطال الصامتين بجهدنا في الحرب. والكلبين المرسلين هما بو  وبادج من نوع لابرادور.  •·   وتسليمها لطلبات شراء طائرات 787(ديملانير) في ربيع عام 2007م  سيتأخر إلى  تشرين الثاني  عام 2008م.لأن إجراء أول تجربة لهذا النوع المقررة خريف عام 2007م  سيتأخر إلى ربيع عام 2008م. والمشترين مجبرون على الرضوخ والإذعان. مسكينة الولايات المتحدة الأمريكية, وخاصة بعد أن  حققت الاستقلال وأنجزت الثورة الصناعية وقبرت التخلف , وحققت التقدم في كافة المجالات, واحتلت الريادة بجهدها العلمي وإنجازاتها على كافة الأصعدة والمجالات, وفجرت ثورة المعلومات, وسابقا أسهمت بجهود كبيرة بدحر النازية والفاشية,أن تحكمها إدارة أشبه بفريق كرة قدم, يضم المحافظين  والليبراليين الجدد  والصقور المتصهينين , يرأسه رئيس كالرئيس جورج بوش  همه شن الحروب, وخوض مباريات التصفية مع فريق قاعدة أسامة بن لادن. ويتنافس الفريقان على من سيكون الأكثر همجية ووحشية في جلد الشعب الأميركي وشعوب العالم بسوط عذاب. ومسكين الشعب الأمريكي أن تستعبده الامبريالية بمالها المتوحش المنهوب من عرق وجهد الشعب الأميركي وبقية الشعوب , وتنقل إليه وإلى باقي المجتمعات الظواهر المرضية والعادات السيئة والفقر والإرهاب والجريمة وكل ما هو  محرم  من الأديان السماوية. وتهدر أمواله وأرواح بنيه مرة بدعم تنظيم القاعدة  لهزيمة الروس في أفغانستان, ومرة أخرى لدحر تنظيم القاعدة في كل مكان, ومرة لنشر قيم فارغة ومشوهة ومزيفة عن الحرية والديمقراطية, ومرة لدعم الخونة والعملاء وشذاذ الآفاق, ومرة لإسقاط نظام من الأنظمة, ومرة لمواجهة المشروع النووي لإيران. ومرة لمواجهة سوريا وفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق. ومرة لدعم حكومتي المالكي السنيورة وسلطة الرئيس عباس, ومرة لدعم الثورات  والتي بات لكل منها لون من الألوان في كل مكان. والامبريالية والصهيونية وإسرائيل الرابحون دائما في كل مرة وفي كل حرب يخوضها الجنود الأميركيون, والشعب الأميركي وأبنائه وبلادهم هم  الخاسرين على الدوام.  

 الاثنين: 31 /12/2007م       

بريد الإلكتروني:   [email protected]              

          :  [email protected]             

             :  [email protected]

زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي