أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المعارضة الرداحة ...... كريم الدين فاضل فطوم



عندما استخدمت السلطات الديكتاتورية قواها من أجهزة المخابرات وأطلقت يدها في تكميم أفواه الناس وصم اّذانها واقتلاع مقلها , كان المعارضون من مختلف الأحزاب التقليدية والشخصيات المستقلة تتعرض لحملات قمع دامية ويرمى بقياداتها والكثير من قواعدها في أقبية السجون والمعتقلات , وفي ذاك الزمن كان انتصاراً لأية قوة معارضة إن نجحت في تهريب أو إيصال أسماء المعتقلين إلى أية جهة حقوقية خارج الوطن ولو بعد سنوات من السجن والاعتقال التعسفي في ظل حالة الطواريء والأحكام العرفية وليس ببعيد من أيام الثورة أو الثورات كان حلم وضرب من الخيال ولو لقاء لقواعد حزب معارض ومعجزة المعجزات انجاز لقاء بين فريقي معارضة من الصف الثاني أو الثالث حتى , وبالفعل عندما تم انجاز ( التجمع الوطني الديمقراطي ) كان معجزة في ذاك الوقت . 
كانت اللقاءات إن حدثت دائماً مشحونة بنفَس ديكتاتوري تظهر سمة استغباء واحتقار الاّخر وكيل الشتائم المتبادلة واعتبار كل طرف من الأطراف نفسه من يمتلك الأيديولوجيا المنتصرة وصاحب الثورة التي ستطيح بالحكم الديكتاتوري القمعي , وكان شح وسائل الإعلام يجعل المشاحنات غير ظاهرة ولا يعيها المواطن المستفيد الأول والأخير من كل نضالات أحزاب المعارضة , وأجمل ملتقى لكل الأفكار والاّراء تم في سجون السلطة ,هناك دارت نقاشات أنتجت أروع مفهوم للديمقراطية واحترام لكل الاّراء وبغفلة أواستهتارمن سوط الجلاد .
أما عندما جد الجد ونودي للحرية والكرامة وعدم الذل رجعت حليمة لعادتها القديمة في المشادات الكلامية ومحاولة أي طرف من الأطراف امتلاك الشارع وكلما تقدم الشعب خطوة إلى الأمام تتراجع المعارضة خطوتين للوراء وما زاد في الطين بلة وجود عشرات الفضائيات لنشر الغسيل الوسخ ومئات المواقع الألكترونية التي تصب الزيت على النار , وكأن أبواب الاحترام للاّراء كلها تغلق أمام الكاميرات ولا يبدوا المتحدثين أنهم يفهموا السياسة وبذات الوقت يفهموا الشعب الذي بدوره استفاق على الحرية بقمع وتجويع وذبح بأبشع الطرق والأساليب وأن مهاتراتهم على الشاشات تذبح الشعب وتهينه بعد الذبح أكثر من رصاص وسكاكين السلطة .
كيف يحدث ذالك ؟ 
يا سادة وبعد الكثير من النصائح والاستغاثات لكم لتجدوا اسلوباً مميزاً في احترام بعضكم ولتستفيدوا ممن سبقكم في وحدة الكلمة والرأي وقيادة نضالات الشعب الذي ضحى ويضحي وسيضحي ولا فضل لكم عليه ولا منة بل العكس تماماً هو من أيقظكم من نومكم الطويل وجعلكم خلفه متناقضاً مع التاريخ والأيديولوجيا , والنظريات الثورية البراقة ( لكل ثورة حزب ثوري ) .
أستميحكم عذراً .......يلزمكم ثقافة ديمقراطية بل إنكم تحتاجون لثورة ديمقراطية تنشيء لكم مدارس ومعاهد متخصصة بمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ......ياســــــــــــــــادة لا تتوهموا أنكم تؤمنون بالاّخر الإنسان وبحريته أوبحرية الشعب ؟؟؟؟؟ تنحوا جانباً وابتعدوا عن التشبيح على بعضكم البعض لأن في استمراركم عرقلة الحراك الشعبي والثورة , وإن استمراركم في نهج فوضوي وخلق خلافات له ماّرب أخرى
وسيرميكم الشعب والتاريخ في أمكنة لا نحب ذكرها ولا نحب معارضة رداحة لا تمتلك قيم الحرية والديمقراطية واحترام الرأي والرأي الاّخر وبالتالي قيم الإنسان أعيدوا النظر في ذواتكم وماتحملون من أفكار وطباع وثقافة , ربما يغفر الشعب لكم ما سببتم من شرخ وانقسام ويعيدكم إلى صف الحرية .

(103)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي