أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جريمة تحت المطر..! ... حسني هريرة

في يوم ماطر كنا سويا وقطرات الماء تنساب على جباهنا وخدودنا من رأسينا الذي تبلل وليس ينقصنا سوى غض البصر ممن حولنا ,حتى نرتشف شيئاً في بلادنا يدعى حراماً, خلسةً أدخلتها تحت معطفي, والتبرير لهذه الجريمة النكراء, المطر الذي ينهمر بشكل متواصل فتحسبها حبالاً ممتدة من السماء مارة عبر أجسامنا لتسقط على الأرض حزينة لأن الأمطار في وطننا العزيز هي كاشفة لفسادنا الذي أصبح جزأ من أخلاقنا "للأسف", من أجل ذالك هي حزينة لأنها حسبت بأن الخير بعدها يأتي, ولكنها معذورة لأن الخير ما قبل جبال برينيه هو شر ما بعدها,طلبت منها أن تغني لفيروز أغنية "صيف يا صيف"لأن في بلادنا المطر المنهمر من السماء لونه أسود وليس مثل بقية شعوب العالم مطرهم أبيض,

كنا سعداء لدرجة لم نستطع خلالها من الانضباط في أدبيات الشارع العربي الذي يكبلك بالممنوعات والحرام والحلال وكأن الله ترك كل شعوب العالم ومآسيهم وحروبهم وكرههم وحقدهم وفقرائهم وأغنيائهم وفساد وعهر مسئوليهم "لأنهم مرتبطين ارتباط وثيق بالكلمة التي سبقتهم " وتفرغ لنا نحن الذين مسئولين عن اختراق طبقة الأوزون واحتلال العراق وتقسيم البلاد والعباد إلى قوميات وطوائف متقاتلة ومتناحرة وفكر ظلامي ينبعث من جديد على أيدي أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد , والتلوث البيئي في العالم والفساد اللزج المتمكن واللاصق بأمة العرب وكأنهم جعلوها جزأ من ثقافتهم وفي حلالهم وليس حرامهم, ومكتوب علينا في هذه البلاد أن لا نمارس الحب تحت قبة السماء وفي وضح النهار و تحت أشعة الشمس الدافئة, وإنما في داخل خوفنا وفي داخل جحورنا ,لأننا باختصار نعيش في ثقافة ارتداء الأقنعة السوداء والنفاق الاجتماعي والديني.

غضبت السماء وتوقفت عن إرسال المطر والحب أيضا ًإلى بلادي الجميلة إلى حين, لأنه بكل بساطة يتساقط على أجساد تتحرك وتتنفس ولكنها ميتة, لأن الحب تحت المطر وفي الضوء وتحت أعين الناس جريمة ترتكب في حق أمتي وشبقها الديني الجنسي.

من يريد أن يحب يجب أن يكون حراً, ونحن في هذه البلاد لسنا أحراراً.

(103)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي