في صبيحة العام الجديد، أتمنى لكم أيها القراء و الزملاء الكرام، على المستوى الإنساني ما تحبون وتشتهون.
وعلى المستوى الوطني، أن يكون هذا العام عام التغيير الذي ناضلنا ونناضل لأجله، لبناء بلد العدل والحرية، بلد الكرامة الإنسانية، البلد التي يصير فيها الحاكم همه إرضاء الشعب لا إرضاء نفسه، لأنه يعرف أنه سيحاسب في الانتخابات، وإذا خالف القانون سيحاسبه القضاء.
كما أتمنى لجريدة "زمان الوصل" العز، و أن تقرأ في كل بيت.
وأود في مطلع العام أن أتحدث في أمرين:
الأول هو التحذير من أن العمل يجري لمد بساط القوة لداعش ثانية، في عدة مناطق في سورية. وذلك من أجل إعادة الناس إلى مشاهد الموت والتفجيرات، والخوف على حياة أحبائهم، بدلاً من مشهد التفكير والإعداد النفسي الذي بدأ يتصاعد -حتى عند غالبية المؤيدين- بضرورة التغيير الرئاسي، وحق سورية في قيادة جديدة، وفرصة وطنية جديدة، ودماء جديدة.
إن يوماً من أيام النضال السلمي السياسي يهد عرش الظلم، أكثر بألف مرة من الحرب والدماء، والدليل على ما نقول هو أنه مع التوقف النسبي للأعمال الحربية بدأ النظام بالتصدع، وظهرت عوراته كلها، بينما عندما تتجدد أعمال الحرب والدم والموت، يبدأ ببيع نظرياته المؤامراتية للمؤيدين، في الوقت الذي يدفنون فيه أبناءهم الذين زج بهم النظام في أتون النار، فيصير المشهد لصالحه إلى حدود كبيرة، فكما قلنا سابقاً لو شبهنا النظام بسيارة، لما كان وقود مشيها إلا الدم.
أما الأمر الآخر فهو المتعلق باقتراحي في الأسبوع الفائت إنشاء منظمة إقليمية.
(جامعة) سورية تركية، الذي قدمته صحيفتنا إلى المجتمع السوري، ليكون مادة نقاش وتداول، من أجل ممارسة النقد اللازم بشأنه، فهذا هو الأسلوب العلمي الشفاف لصناعة مستقبل أفضل لشعبنا.
لقد تلقيت العديد من الاتصالات بشأن المقترح، وجرى الحديث عنه في الإعلام، وجاء أغلب الاتصالات مؤيداً، بينما رفض البعض، وهذه طبيعة الأمور. فأما من رفض فلقد وجدت بأنه يتجاهل التاريخ والجغرافيا، وينسى أن حجم التداخل بيننا وبين الجار التركي بات كبيراً، ولا بد حكماً من تأطيره في هيئة ومنظمة تكفل الحقوق والواجبات، وتساهم في سعادة الناس وعيشهم وهنائهم، وأن أهم درس وحكمة سياسية مما خلفته فينا السنون هو (المصلحة الوطنية) وكونها أهم من أية (أدلجة) وأن حسن الجوار وأخوة وصداقات الشعوب، هي دروب النهضة.
أختم هنا بالقول إنني أقترح إقامة ندوة أولى للتوسع في شرح الفكرة، بعد أن أصبحت متداولة، الآن في أوساط المثقفين والسياسيين السوريين، لما فيه خير شعبنا، ومستقبله الكريم.
أرجو من الله ألا يعيد ما كان في العام الذي سلف، وأن يكون هذا العام عام فرح لأطفال سورية وكل شعب سورية بإزاحة الغمة عن صدورنا جميعاً.
عام سعادة وأمل وإنجاز بإذن الله.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية