أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نحو جامعة سورية – تركية... د. محمد الأحمد*

أرشيف

يأتي اقتراح تأسيس جامعة سورية – تركية، كاستجابة موضوعية لطبيعة العلاقة التاريخية، بين البلدين والأمتين، وخصوصاً في مرحلة مابعد 2011، وكاستجابة موضوعية لشكل ومضمون التداخل الشعبي والاقتصادي الاجتماعي وحتى السياسي.

ففي تركيا الآن حوالي 3,5 مليون مواطن سوري يقيمون بأشكال مختلفة، منهم اللاجىء والمقيم المستثمر، ومنهم مئة ألف من حاملي الجنسيتين السورية والتركية، وهؤلاء بالذات يجعلون من هذين البلدين الجارين (أكثر بلدين يحمل جزء من مواطنيهما كلتا الجنسيتين) في المنطقة، حتى لا نتكلم عن مئات الألوف، ممن يشعرون بالانتماء لكلا البلدين وطبيعة القضايا التاريخية العالقة بينهما.

كما أن الواقع الحاصل في شرقي حلب، وكامل محافظة إدلب، والوجود التركي فيهما، إضافة لمناطق أخرى، كل هذه عوامل تصل بنا لضرورة التفكير الاستراتيجي في خلق مشروع سياسي مشترك مستقبلي بين البلدين، يبقي على سيادة كل منهما على أراضيه، ويخلق شراكة مستقبلية حقيقية، تؤدي إلى نفع الشعبين والبلدين وترضي واقع الجوار التاريخي.

وحيث تتعدد المنظمات الدولية الإقليمية من حيث المضمون والهدف، وحيث عرف تاريخ التنظيم الدولي (السوق المشتركة) كأحد أشكال هذا التنظيم،
وعرف الجامعة كمنظمة دولية إقليمية تقام بمعاهدة أو اتفاقية بين مجموعة من الدول والحكومات ولكن اختصاصها النظري أكبر وأوسع من الجانب الاقتصادي، فإننا نقترح (جامعة سورية – تركية) للمستقبل، أي بعد وصول السوريين لحلم الحرية الذي دفعوا من أجله الغالي والرخيص.
فما يجمعنا بالأتراك مهم ولا بد من أخذه بعين الاعتبار مثل (الدين، والعادات والتقاليد، والفن، والذاكرة).

ومن نافل القول أن التعاون الاقتصادي أساسي في رؤيتنا أيضاً، تعالوا لنحاول استشراف بعض مبادىء هذه الجامعة، وليكن الحوار حولها نقداً أو تصويباً، هو آلية استكمال الفكرة:
مبدأ أول: الجامعة السورية - التركية منظمة إقليمة ثنائية تهدف لتحقيق السلم والتعاون بأفضل أشكاله بين البلدين، ولا تتعارض مبادئها مع ميثاق الأمم المتحدة، أو أية منظمة إقليمية ينتمي إليها أي من البلدين، وتطمح حكومتا البلدين للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة الإقليمية الجديدة.

مبدأ ثان: الجامعة السورية – التركية تهدف الحفاظ على سيادة البلدين ومصالح شعبيهما، ووحدة أراضيهما وحسن الجوار، والتعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافي  وتحترم الجامعة دستوري البلدين وقوانينهما، ويتعاون البلدان كل منهما لتحقيق مصلحته ومصلحة الآخر في صيانة الدستور والقانون في كلا البلدين.

مبدأ ثالث: من أهداف الجامعة الأساسية احترام ملكية الشعبين والبلدين لعناصر الشخصية الوطنية لكليهما (التاريخ بعناصره المختلفة، الأوابد التاريخية، المشتركات الثقافية). وكافة

مبدأ رابع: بالنسبة للمقر والرئيس يقبل البلدان أن المقر لأحدهما والرئاسة للآخر، فإذا كان المقر في تركيا فالرئيس سوري، أو العكس.

*من كتاب "زمان الوصل"
(236)    هل أعجبتك المقالة (258)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي