أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جرائم السلب بالعنف تروع الدمشقيين.. والحرب هي المتهم

من مركز دمشق - عدسة شاب دمشقي

دمشق الآمنة التي يتغنى بأمانها أعوان النظام تعيش على رعب السلب بالعنف، والسرقات، والدمشقيون يخافون من اللصوص والمجرمين وهم في بيوتهم التي تلفها العتمة وانقطاع مياه الشرب، وندرة وقود التدفئة الذي يذهب إلى خزانات الدبابات التي تقتل السوريين، وخزانات بيوت الشبيحة والضباط في المساكن المحيطة بالعاصمة وريفها.

وبحسب موقع "سيريانديز" الموالي فإن ظاهرة السلب بالعنف تنتشر رغم خصوصية المدينة من حيث عدد السكان والتوزع الديموغرافي.

وفي لقاء أجراه الموقع مع المحامي العام الأول بدمشق القاضي أحمد السيد قال: "في 2016 سجلت عدلية دمشق حوالي 321 دعوى سلب بالعنف بكافة أشكاله وتم التحقق منها جميعها من قبل قضاة التحقيق".

المحامي العام الأول برر هذه الجرائم المرتفعة بالقول: "من الطبيعي أن تتسبب الحرب والظروف الحالية التي تمر بها البلاد بتفاقم هكذا حالات، ولكن قوى الأمن الداخلي كانت تتعامل معها فور ورود الشكوى، بحيث يتم إلقاء القبض على الجاني بمدة قصيرة، ومن ثم يتم إحالته إلى القضاء بعد التحقيق معه".

والسؤال الذي لم يُسأل للمحامي العام الأول ترى من يحكم العاصمة، وأين توجد أغلب الأجهزة الأمنية، وكم من الحواجز تنتشر بين الأحياء والبيوت الدمشقية، ومن هم الذين يتجولون ليلاً في العاصمة دون خوف أو وجل؟
بالتأكيد سيكون الجواب هم الشبيحة وعصابات الأمن والميليشيات التي تروع الدمشقيين في عملهم ومكان سكناهم، وحتى في أحلامهم، وهذا يعني أن اللصوص حتماً هم بين هذه الفئات التي تدعي حمايتهم، وهي التي تعفش في أحياء المعارضة، وفي أحياء الموالين، والكل يذكر كيف تم تعفيش "ضاحية الأسد" بحلب، وبيوت عدرا العمالية بعد خروج الثوار منها، ويبيعونها جهاراً نهاراً في "السومرية" بدمشق أو في قراهم إن تمكنوا من نقلها في أسواق (السنّة) التكفيريين.

ما يحدث في العاصمة دمشق، يحدث بصورة أبشع في ريفها، وخصوصاً بعد سيطرة النظام وميليشياته على مساحات شاسعة في الريف الغربي، وتصل بعض الجرائم إلى الخطف والقتل والابتزاز المادي وطلب الفدية خصوصاُ من ميسوري الحال والتجار.

وشهدت مناطق واسعة حالات قتل دافعها الانتقام والسرقة وكل ذلك جاء مع قيام النظام بتسليح مؤيديه، وإطلاق أيديهم بدعوى أن كل مال وحياة المعارضين الخونة حلال ومستباح، بالإضافة إلى حالات الاغتصاب الممنهجة في معاقل "الدفاع الوطني" وأقبية المخابرات.

هذه حال العاصمة الآمنة والتي أصبحت محمية أمنية، سكانها رهائن للنظام، وأما ميليشيات لواء "أبو الفضل العباس" و"حزب الله"ـ فيسيطران على المدينة القديمة ويحولانها إلى حسينية كبيرة عبر تهديد أهلها إما الرحيل أو التشيع أو القتل.

ناصر علي - زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (103)

سوري علماني

2017-01-19

فصل السياسة عن الدين.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي