أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" 2016 بين خرق نواة التنظيم واختراق النظام.. عام التهجير القسري برعاية الباص الأخضر

2016.. عام التهجير القسري

استمرت "زمان الوصل" في سياستها التحريرية خلال العام 2016 لتشمل كل الأراضي السورية، سواء التي مازالت تحت سيطرة النظام، أو تلك التي تسيطر عليها المقاومة السورية، من خلال شبكة مراسلين ومحررين متابعين لواحدة من أكثر الحروب شراسة في العصر الحديث.

وتصدرت الصحيفة خلال معظم فترات العام الماضي المنابر الإعلامية السورية الأقوى بين وسائل الإعلام السورية (المعارضة والموالية)، بحسب دراسة أصدرها معهد "WEEDOO" السوري للدراسات في اسطنبول، وهو معهد مختص بقياس وصول وسائل الإعلامية السورية للجمهور.

وبدأت "زمان الوصل" العام المنصرم بـ"#خرق النواة" في تنظيم "الدولة الإسلامية"، لتكون أول وسيلة إعلامية حول العلم تنشر تقريرا حول الوثائق المسربة من التنظيم تضمنت بيانات آلاف العناصر الملتحقين به، وقد عززت هذا السبق بسلسلة تحقيقات وضع كثيرا من البيانات الحساسة في تلك الوثائق تحت المجهر، ما جعل كبريات الصحف والمواقع والشبكات المرئية في بقاع متفرقة من العالم تنقل عنها وتستعين بوثائقها، وشمل نطاقا عريضا امتد من أستراليا شرقا إلى كندا والولايات المتحدة غربا، مرورا بأوروبا، التي ركزت وسائلها العريقة (مثل ذي تايمز البريطانية، باري ماتش الفرنسية، إل بايييس الإسبانية، إكسبريسن السويدية.. وغيرها) على "زمان الوصل" باعتبارها مصدرا رئيسا لمعلوماتها، كما يقول المسؤول عن الملف ونائب رئيس التحرير الزميل "إيثار عبد الحق".

ويستعرض "عبد الحق" بعض التقارير التي نشرت في هذا الباب، ضمن سلسلة (#خرق_النواة)، ومنها تقرير يتحدث عن سيرة "بغدادي سوريا"، وآخر يكشف عن انتماء حارس شخصي سابق للرئيس الأذربيجاني إلى التنظيم، وثالث يعرض بالمستندات وجود عناصر من جيوش مختلفة بل ومن "ناتو" وحتى المافيا في صفوف مقاتلي "الدولة"، ورابع يؤكد استخدام عناصر من التنظيم للجوازات المزورة.


وبالتزامن، تابعت الجريدة عملها على الملف الضخم (#على_قوائم_الأسد)، مضيفة إليه مجموعة من التحقيقات، لعل أبرزها ذلك الذي فصل وشرّح منظومة القمع الأسدية بمختلف أوجهها وأفرعها، بالاستناد إلى إحصاءات دقيقة استخرجناها من أرشيفنا الخاص.


وإلى جانب الموضوعات الشاملة، تم التركيز على عدد من الشخصيات من مختلف الأطراف والانتماءات، واستعراض أرشيفها المخابراتي وأحيانا الجنائي –إن وجد-، مثل: "بشار الجعفري"، و"قدري جميل"، "سوريون يحملون اسم: حافظ الأسد، باسل الأسد".


وتعرضت "زمان الوصل" في العام الجاري لملف عملاق الإسمنت في العالم "لافارج" وتعامل فرع المجموعة في سوريا مع تنظيم "الدولة"، وهو الملف الذي كتبت عنه كبرى الصحف الفرنسية، مشيرة فيه بالاسم إلى جريدتنا، والاختراق الذي حققته عبر عرض الوثائق والمراسلات التي تثبت ذلك التعامل.


وفي 2016، أبقت الجريدة ملف الوثائق المخابراتية مفتوحا أمام قرائها، فعرضت نماذج جديدة من تلك الوثائق، بعضها يدين النظام في موضوع تدفق المقاتلين إلى العراق عقب غزوه في 2003، وأخرى تثبت أن مدرسة "الأربعين" في درعا لم تكن المدرسة الأولى التي كتبت عليها شعارات تناهض النظام.

وبطبيعة الحال، إضافة إلى الملفات السرية والتسريبات التي جعلت من "زمان الوصل" مصدر معلومات لأشهر وسائل الإعلام العالمية، لم تهمل الصحيفة متابعة الميدان السوري، حيث سيطرت عليه مجازر الروس الذين تابعوا تدخلهم للعام الثاني ليعدلوا كفة نظام الأسد، فضلا عن مجازر وانتهاكات الميليشيات الطائفية القادمة من إيران والمدعومة منها، حتى تراجعت المقاومة عن أبرز معاقل مهمة خلال العام الماضي وآخرها مناطق سيطرتها في العاصمة الاقتصادية حلب.


تقدم قوات النظام وميليشيات إيران على الأرض بدعم جوي روسي جعل من الباص الأخضر المرتبط باتفاقيات الهدن واحدا من أهم رموز 2016 لدى السوريين، ليتابع رحلته ويصل "الزبداني"، "مضايا"، و"داريا" أيقونة الثورة السورية، ويمر بـ "معضمية الشام" ثم "خان الشيح" و"التل"، في ريف مشق وحي "الوعر" في حمص، وأخيرا في أحياء حلب ليقل أهالي تلك المناطق ويهجرهم قسريا إلى محافظة إدلب التي صارت قبلة الرافضين لحكم الأسد، باستثناء مهجرين من حلب اختاروا مناطق محررة بريفها، في مشهد يجسد واحدة من أكبر عمليات التغيير الديمغرافي القسري على مرأى من المجتمع الدولي.


ومع آخر محطات الباص الأخضر في أحياء حلب الشرقية اختتم المشهد السوري عام 2016 باتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والنظام برعاية روسية تركية تضمن تطبيقه.

غير أن النظام وميليشياته الطائفية المدعومة من إيران، كعادتها، انتهكت الاتفاق في الكثير من المناطق السورية، لاسيما في "وادي بردى" حيث تواصل قصفها ومحاولات تقدمها حتى آخر ساعات العام الماضي.

*6 أشهر أوصلت "زمان الوصل TV" للملايين 
في عام 2016 أفرعت شجرة "زمان الوصل" غصنا جديدا بعد "اقتصاد" و"زمان الوصل الإنكليزية"، فكان "زمان الوصل TV" في محاولة لنقل الحدث السوري إلى أكبر عدد من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي و"سوشيال ميديا"، ليكون جزءا من مؤسسة تتطور يوماً بعد يوم، ويضع نصب عينيه أن يكون نافذة السوريين على العالم، ونافذة العالم على السوريين، وأن تواصل سعيها لاستجلاء الحقائق وتقديم ما ينفع الناس قدر ما تستطيع. 

مدير تحرير "زمان الوصل TV" علي عيد يلخص التجربة التي لم تتجاوز 7 أشهر بقوله: "لم تكن إدارة زمان الوصل على يقين تامّ بمسار منصتها الجديدة (TV)، إذ من المفترض أن تكون الفترة بين 5 أيار مايو وكانون الأول ديسمبر 2016 مجرد فترة تجريبية، واستجابة أولية لخدمة المشاهد السوري، ومتابعة قضاياه الملحة، واختارت الإدارة انطلاقتها بفريق بسيط محترف".

ويضيف "بدأ العمل بفكرة أنسنة الصورة، مهما كانت بسيطة، ولم تأنف "زمان الوصل TV" التعامل مع كاميرات المراسلين غير المحترفة، وضمنها كاميرات الهاتف النقال، لكي تقول إن الصورة الواقعية بحقيقتها قد لا تحتاج لصناعة معقّدة من تقنيات التصوير وأدواتها".

ورأى "عيد" أن المنصة استطاعت خلال الفترة التي عملت خلالها أن تصل إلى أماكن لم تصلها كاميرات المحطات الكبرى، موضحا أنه تم اعتماد مبدأ أن الإنسان هو الدائرة الأهم في تغطية الحدث، إذ تابع جمهور المنصة، حسب "عيد"، عشرات التقارير التي تحكي معاناة المشردين النازحين وعذاباتهم الفردية والجماعية داخل سوريا، وكذلك معاناة اللاجئين وخيباتهم، وحتى نجاحاتهم البسيطة.

ويردف مدير تحرير "زمان TV" بأن "المنصّة اهتمت بالوثائقيات البسيطة اعتماداً على وافر مخزونها من الوثائق، ونوعت إنتاجها بين تقارير في الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وحتى الترفيهي بين رياضة وفنّ، واختارت أن ترسخ تجربة خاصّة في القصص المصوّرة".

وفصّل موضحا أنه "خلال الفترة المذكورة ومنذ اليوم الأول استطاعت زمان الوصل TV أن تأخذ حصّتها من المشاهدة، وبدأت في الشهر الأول مع نحو مليون مشاهدة للموقع الرئيسي حسب إحصائيات إدارة العمل وملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، واستمر الحال كذلك، إذ إن بعض القصص المصورة تخطّت في مشاهداتها المليون للقصة الواحدة". 

وختم "عيد" قائلا "نحن ندخل باب 2017 ستكون التجربة قد ترسّخت، وأصبح بالإمكان توسيع زوايا العمل ورؤاه، على ألا يبتعد النظر عن سوريا والسوريين، فهم القضيّة الأهمّ لنا كوسيلة إعلامية تستمدّ قوتها من مشاركتها لكل إنسان همّه ومعاناته، ونجاحاته مهما كانت بسيطة".

زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي