أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد انقضاء 480 يوما عليه.. "زمان الوصل" تحلل بعض أرقام "الحصاد الروسي" في سوريا

من ضحايا القصف الروسي على حلب - الأناضول

*موسكو أفصحت عن هدفها الرئيس وهو كسر سلسلة الثورات وتلقين الشعوب درسا كارثيا

*نفقات التدخل الجوي –لوحده- لاتقل عن 1.5 مليار دولار

*موسكو تدفع 17 ألف دولار لقتل كل شخصين ممن تسميهم "الإرهابيين"


أعلنت موسكو اليوم الخميس عن أنها نفذت 71 ألف ضربة جوية فوق الأراضي السورية، أسفرت عن مقتل 35 ألف من "الإرهابيين"، حسب وصف وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو".

وقال "شويغو" إن قوات الجو الروسية دمرت مئات مقرات "تدريب الإرهابيين في سوريا"، خلال حملتها، مضيفا "منذ بداية العملية، قامت الطائرات الروسية بـ17800 طلعة، نفذت خلالها 71 ألف ضربة على الإرهابيين وبناهم التحتية، ودمرت 725 معسكر تدريب، و405 مصنع ذخيرة، و1500 قطعة سلاح و35 ألفا من المليشيات، من بينهم 204 قائدا ميدانيا.

وزعم الوزير الروسي أن تدخل بلاده في سوريا "ساعد على إيقاف انتشار الإرهاب في المنطقة، والحفاظ على سوريا ومنع انهيارها، وكسر سلسلة الثورات الملونة" في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ووفقا لـ"شويجو" فقد تم "إطلاق عملية تسوية سياسية ومصالحة شملت ما مجموعه 1074 من المناطق التي يسكنها حوالي 3 ملايين شخص انضموا إلى نظام وقف إطلاق النار، في حين عاد 108 آلاف شخص إلى ديارهم؛ وسلم 9 آلاف من المتشددين أسلحتهم".

وكل هذه الأرقام تمثل "حصاد" روسيا منذ إعلان تدخلها المباشر بسوريا في أيلول/ سبتمبر 2015، والذي استهلته بإقامة قاعدة جوية ثابتة لها في ريف اللاذقية.

وتعني الإحصاءات الروسية، إن صدقت لاسيما فيما يخص أعداد القتلى من "الإرهابيين"، أن كل ضربة جوية بكل ما تحمله من صواريخ وقنابل شديدة التدمير لم تكن تقتل سوى عنصرين وسطيا، وأن كل الخراب الذي أحدثته موسكو تحت عنوان "محاربة الإرهاب" و"إعادة السلام" لم يتح سوى عودة 108 آلاف نازح على بيوتهم، وهو عدد لايكاد يذكر مقارنة بنحو 10 ملايين هجروا من مناطقهم، بين لاجئ ونازح.

لكن الجانب الأهم في تصريح وزير الدفاع الروسي، يكشف الهدف الحقيقي الذي تعهدت بتنفيذه موسكو، ربما بالنيابة عن كثيرين في المنطقة والعالم، وهو "كسر سلسلة الثورات" في المنطقة، وإيقاف مدّها، عبر تلقين "درس" بالغ الوحشية و"عظة" مغرقة في كارثيتها، لكل شعب تسول له نفسه المطالبة بحريته وتقرير مصيره بعيدا عن الاستبداد والطغيان، بوجهيه المحلي والعالمي.

كما إن الأرقام تشير من جانب آخر إلى التكلفة الاقتصادية الباهظة، التي تكبدتها روسيا عبر تدخلها، والتي سددتها موسكو، أو من وراءها، حيث إن الطائرات الروسية ووفق تصريحات "شويجو" نفذت 17800 غارة خلال 480 تقريبا، ما يعني نحو 40 غارة يوميا وسطيا، وهذا يدل على ضخامة الفاتورة التي توجب تسديدها من أجل تنفيذ هذه الغارات، علما أن الضربات الجوية بلغت نحو 150 ضربة يوميا، كمعدل وسطي، وفق لتقسيم عدد الضربات (71 ألفا) على الأيام، ما يشير إلى أن كل طائرة كانت تنفذ قرابة 4 ضربات في الطلعة الواحدة.

وإذا كانت كلفة الغارة الواحدة تناهز 60 ألف دولار وسطيا (شاملة تكاليف الوقود والذخيرة والرواتب وغيرها)، فإن روسيا كانت ومازالت تنفق نحو 2.5 مليون دولار يوميا، فقط على غاراتها الجوية، مستثنين من ذلك الأعطال وحوادث الإسقاط والسقوط المتكررة لمروحيات ومقاتلات روسية، التي كبدت الروس ملايين إضافية، إلى جانب "سمعة" سلاحهم.

ومن هنا يتضح أن تكلفة الضربة الواحدة، التي قد تقتل عنصرين وسطيا وربما لاتقتل أحدا، تناهز 17 ألف دولار.

وبالتالي فإن كلفة الغارات الجوية على أقل تقدير خلال الـ480 يوما الفائتة من عمر التدخل الروسي، لاتقل عن 1.5 مليار دولار، عدا عن كلفة إحضار السفن الحربية ومن ضمنها حاملة الطائرات اليتيمة "كوزنتسوف" إلى الشواطئ السورية، والتي كانت نذير شؤم على الروس، حيث اتضح تهالك الحاملة، وتسببت في سقوط طائرتين حربيتين في البحر وتحطمهما.

ولا يدخل في الحسابات -أعلاه- مطلقا، تكاليف القوات البرية، والقذائف التي أطلقتها وتطلقها صنوف أخرى من الأسلحة، ومنها على الأخص صواريخ "كاليبر" الاستراتيجية التي أطلقتها موسكو أكثر من مرة على الأراضي السورية من بعد آلاف الأميال، و"ضلّ" بعضها عن هدفه! وسقط خارج سوريا، حيث تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد قرابة 1.2 مليون دولار.

وتأتي هذه النفقات الإضافية، في ظل اضطرار موسكو –وخلافا لأهدافها ومشروعاتها- إلى تقليص الميزانية المخصصة للشؤون العسكرية، خلال العامين السابق والحالي.


زمان الوصل
(115)    هل أعجبتك المقالة (102)

خالد العربي

2016-12-24

حسب الإحصائيات المذكورة 71000 ضرية قتلت 35000 ارهابي أي كل ارهابي احتاج إلى غارتين لقتله وليس العكس.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي