خلصت مفاوضات استمرت نحو 25 يوما إلى اتفاق هدنة أمس بين "ثوار داريا" ونظام الأسد.
وأكد مصدر عسكري من داخل "داريا" أن فصائل المقاومة السورية داخل البلدة المحاصرة منذ 4 سنوات توصلت إلى اتفاق هدنة مع قوات النظام أمس الخميس، لافتا إلى أن بنت قائد الفرقة الرابعة كانت على رأس الوفد الممثل للنظام في المفاوضات.
وقال المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" إن فقدان مقومات الصمود لنحو 10 آلاف مدني و"الخذلان"، دفع عناصر المقاومة إلى التفاوض مع النظام الذي صعّد من هجماته على البلدة مؤخرا وأحرق مشفى المدينة بقنابل "النابالم" المحرمة دوليا، ما زاد الوضع الطبي سوءا ورفع من عدد الوفيات بين الجرحى.
وأكد المصدر أن النظام هدد، على لسان بنت قائد "الفرقة الرابعة"، بحرق "داريا" بشكل كامل في حال رفض الاتفاق، ناقلا عن وفد النظام اعتبار "داريا" خطا أحمر، في رد على محاولة ربطها بمفاوضات مع مقاتلين في "دوما".
وتعد "الفرقة الرابعة" من أشهر التشكيلات العسكرية التي ساهمت بالقتل والدمار وتتموضع في الجبال المجاورة لبلدتي "داريا" و"معضمية الشام"، وكان يقودها ماهر شقيق بشار الأسد سابقا.
وكشف مصدر عسكري آخر لـ"زمان الوصل" أن المرحلة الأولى من المفاوضات بدأت مطلع آب أغسطس الجاري، بمبادرة من النظام سرا مع وجهاء المدينة، بينهم قادة في المقاومة السورية في "داريا" وبعد نقاش مطول بين الطرفين تلخصت مطالب النظام بـ:
1-الاستسلام الكامل من قبل "المسلحين" لقوات النظام.
2-تسليم كل أنواع الأسلحة الفردية والثقيلة للنظام.
3-بعد الاستسلام يتم تسوية وضع المقاتلين للانخراط في جيش النظام لمن يريد.
إلا أن رد المقاومة في "داريا" كان:
1-رفض مطلب النظام بالاستسلام والتعامل معه بشكل ندي
2-الخروج بالسلاح الفردي الخفيف كما حصل مع ثوار حمص.
3-تأمين خروج المدنيين إلى الأماكن التي يرغبون بالذهاب إليها.
وأكد المصدر أن نظام الأسد رفض رد لجنة المفاوضات في "داريا"، وتوعد أعضاءها بـ"دفنهم أحياء في داريا".
ولم يتأخر النظام بتنفيذ وعيده ليبدأ قصف المدينة بكل أنواع الأسلحة جوا وبرا وبالصواريخ أرض-أرض والبراميل المتفجرة وخزانات النابالم الحارقة، خاصة خلال الأيام العشرة الماضية، إضافة إلى دعم القوات المهاجمة على "داريا" بحوالي 50 دبابة طراز "تي 72"، حسب المصدر.
وأوضح أن النظام طبق سياسة "الحرق والقضم" من الجهة الغربية الجنوبية مع تشديده الحصار من باقي الجهات، حيث خسرت فصائل المقاومة السورية معظم ذخيرتها ومؤونتها في معارك الكر والفر والاستنزاف.
وكشف المصدر أن المرحلة الثانية من المفاوضات السرية جاءت بوساطة وتدخل من لجنة مفاوضات بلدة "المعضمية" المجاورة لـ"داريا".
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه "نتيجة القصف الهستيري لقوات النظام جوا وبرا وزحفا بالمدرعات المصفحة واتباع سياسة دبيب النمل والقضم البطيء للكتل السكانية وتصاعد صيحات المدنيين داخل داريا وضغط الجرحى وبكاء الأطفال والنساء والشيوخ تدخلت لجنة مفاوضات المعضمية مع قيادات ثوار داريا، وترجت لجنة المعضمية قيادات الثوار بتفويض لجنة مفاوضات داريا لمعاودة الاتصال بالنظام من أجل إيجاد حل وسط يرضى الطرفين لإخراج المدنيين والمسلحين من المدينة".
وأوضح أن فصائل المقاومة في "داريا" وافقت "مضطرة" بعد ثقتها بأن أصوات من في البلدة المحاصرة لن تصل إلى خارج أسوار "داريا" ولن يسارع أحد إلى نجدتهم.
وذكرر أن الأسبوع الماضي شهد -تحت وطأة الضربات الجوية للنظام- عدة جولات من المفاوضات السرية قامت بها لجنة "المعضمية"، ما أفضى إلى جولة من المفاوضات العلنية والتي دارت وجها لوجه أمس بين الطرفين وكانت نتيجتها الاتفاق على تفريغ المدينة بعد وقف إطلاق النار نهائياً اعتبارا من منتصف ليل 25/8 بين الطرفين.
ونص الاتفاق على إخراج كافة المدنيين إلى المناطق التي تحدد لهم في "صحنايا" برفقة قوات الأمن والجيش ويبقوا كرهائن لمدة لا تزيد عن 24 ساعة ريثما يغادر عناصر المقاومة، وإلا يتم قتلهم جميعا (المدنيين) من قبل النظام إذا لم يخرج المقاتلون خلال 24 ساعة.
واشترط الاتفاق على عناصر المقاومة أن يتركوا السلاح الثقيل في أماكنه ضمن "داريا"، ليخرجوا بسلاحهم الخفيف إلى أماكن تخصص لهم لنقلهم ضمن حافلات ستقلهم إلى مدينة إدلب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية