في أواخر 2012، أقدم بشار على "مأسسة" ميليشيا ما يسمى "الدفاع الوطني"، فقد كانت الثورة في سوريا، أعمق من أن يواجهها جيش مهما أوتي من جبروت وقوة نارية، ومن هنا كانت حاجة رأس النظام إلى عناصر أكثر تمرسا في الإجرام، وليس أي إجرام، فالقتل هنا له طرقه الجنونية، والسرقة لها فنونها الجهنمية، وانتهاك الأعراض له أساليبه الشيطانية.
في الوثائق التي سربتها زمان الوصل والمدموغة بسري للغاي لم يكتف مسؤولو النظام السوري بدم أبناء المؤيدين، الذين فدوا بقاء بشار في السلطة حتى اللحظة وإنما استغلوا زوجاتهم أو بناتهم جنسيا بعد موتهم، وابتزوهن جنسيا لقاء تعويضات مالية أو غذائية.
وتظهر وثيقة أن قائد ما يسمى الدفاع الوطني، يطالب بتصويب خطأ عدم وجود اسم القتيل على لوائح التعويضات، وقد أدى هذا الخطأ إلى قيام رئيس مكتب الشهداء قحطان الحلاق وأحد المسؤولين بميليشيا الدفاع الوطني المدعو أنس عسلية بابتزاز زوجة المقاتل المدعو ن.هـ.أ واستغلالها جنسيا لمنحها تعويضات غذائية رغم أن زوجها قضى دفاعا عن النظام.
ويقول المدعو قحطان الحلاق رئيس "مركز الشهداء" لزوجة أحد القتلى: زوجك ليس شهيدا لدينا لقد كان يخدم في اللجان الشعبية، حسب ما تروي أخت قتيل كانت تحضر النقاش، وتعرضت لابتزاز جنسي لمدة خمسة أشهر قبل أن تدلي بشهادتها إلى قائد الدفاع الوطني الذي صاغ هذه الوثيقة ورفعها إلى قيادته، لكن المفدي الذي شجع من فداه على قتل المعارضين واغتصاب نساءهم وذبح أطفالهم، صمت عما يرتكب بعد موت الفادي بزوجته وأخواته.
وثقت تسريباتنا عشرات الحالات وعشرات الشكاوى ضد انتهاكات جنسية قام بها عناصر ومسؤولي ميليشيا الدفاع الوطني بحق زوجات وبنات عناصر الميليشيا نفسها ممن قضو دفاعا عن شخص الأسد.
وكشفت وثيقة رسمية عن مزيد من انتهاكات قيادات مليشيا "الدفاع الوطني" بحق أسر قتلى كانوا ينتمون لهذه المليشيا، وطرق ابتزازهم وسرقة "مستحقاتهم".
وتعرض إحدى الوثائق شهادتين لزوجتي قتيلين، تتهمان فيها قحطان الحلاق "مدير مكتب الشهداء" في مليشيا الدفاع الوطني في السلمية بحماة، بسرقة الرواتب المستحقة لزوجيهما طوال أشهر، متذرعا بعدة حجج، منها عدم وجود اسم للقتيل في الكشوف، أو عدم انتمائه أصلا لمليشيا "الدفاع الوطني".
وذكرت الزوجتان بعض نماذج الابتزاز، وكيف حرمهما "قحطان" من راتبي زوجيهما لمدة 6 أشهر تقريبا، وعاملهما بجلافة محاولا استغلال ضعفهما.
وتوفر الوثيقة الرسمية دليلا جديدا وشهادة من الداخل تغطي جانبا من انتهاكات مليشيا "الدفاع الوطني" وتغولها على الموالين الذين دفعوا الضريبة من حياة أبنائهم، ليكتشفوا فيما بعد أن كثيرا منهم "راح من كيسو" –كما ورد في الوثيقة-، أي مات عبثا ودفاعا عن لصوص سرقوا حياته وأكملوها بسرقة مستحقاته وإهانة أسرته وذويه.
وأفاد تقرير حقوقي أن السوريات يقعن بصورة ممنهجة ومتعمدة ضحية للاعتداءات الجنسية كسياسة عقابية يتبعها النظام.
وأصدرت المنظمة السورية لحقوق الانسان تقريرا حول الانتهاكات التي تتعرض لها النساء السوريات داخل سجون النظام السوري، ويقول بيان المنظمة إنها تقدر بأربعين ألف حالة، وأشار إلى أن المنظمة لم تتمكن من توثيقها نظرا لسياسات التكتم التي يتبعها النظام السوري، في حين تشير قاعدة بيانات المنظمة إلى 607 معتقلة ما زلن رهن الاعتقال وأن أغلبهن تعرضن إلى التعذيب.
ملاحظة: تنوه زمان الوصل أن هدف الوثائق المسربة هو توثيق انتهاكات "الدفاع الوطني" ضد المدنيين موالين ومعارضين
زمان الوصل TV – خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية