أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسطورة دراكولا الوحش .... منذر حشوة

 

الأساطير حكايات وقصص .... تروى ..... تتناقلها الأجيال ....

وجدتي تجيد حبكها عندما يكون الجو مثلجاً، والمنقل متوهجاً ونيران ألسنة الجمر المتراقصة ترسم ظلالاً وخيالات من الجن والعفاريت على حيطان الغرفة البيضاء. هذه الخرافات و الحكايا التي كانت ترويها لنا جدتي من زمن طويل ... أكثرها لم يعد أسطورة ... نحن نعيشها الآن ... بعد أن لفت نظري هؤلاء الناس في الشارع وأكثرهم يتأبطون رزماً من الثوم ...

كانت دهشتي عظيمة يا إلهي ؟! ماذا هناك ؟! ماذا يحدث : ( لابد من معرفة الحقيقة ) ....

وبأعلى صوتي صرخت ....أنتم .... وأنت يا سيدي ؟؟

لماذا هؤلاء الناس أغلبهم يحمل ثوماً! نظر إليّ الرجل طويلاً وقال لي : هل أنت غريب عن هذه البلاد؟! لا وربي أنا مثلك عربي ، وأتكلم معك عربي..

حسن أيها المواطن العربي : إذاً دبر حالك قبل أن يكون الذي ضرب ... ضرب...والذي هرب ... هرب...

واشتر لك حزمة ثوم لتتقي شر درا كولات هذا الوطن قبل أن يمصوا دمك، وتصبح مثلهم مصاص دماء... تمص دماء الآخرين .

ولكن يا أخي ما علاقة الثوم بمصاصيّ الدماء؟! أيها الجاهل المتخلف... ألا تعرف أن رائحة الثوم تطرد الدراكولات وتحميك من مص دمك.

هكذا تقول الأسطورة كما روتها الجدات.. ثم تركني الرجل ومشى.. بقيت وحدي مشدوهاً مما سمعت، وبين الخوف والقلق أسرعت باحثاً في الدكاكين لأشتري ثوماً يقيني شر الدراكولات ، وكم كانت دهشتي عظيمة عندما وجدت كل بائعي الثوم علّقوا لافتات ( لايوجد عندنا ثوم ) ؟!

وبقي دراكولا وحيداً يصول ويجول فرحاً يمرح بلا شرطيّ ... ولا دركيّ يقول له أنت أيها الوحش.... أيها المجرم....... ماذا تفعل بنا .

 

                                                                              

(114)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي