أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالحمصي الفظيع: بروفة للعام القادم!

ما يفرق العام المنصرم عن القادم لدى السوريين ليس رقما واحدا بين 2013 و2014، إنما أرقام تقبع بينهما مع أكثر من 40 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى والمعتقلين والمفقودين، فضلا عن ملايين النازحين!

*"سنة مجهولة الهوية" أيضا
فليعذرنا العالم نحن السوريين، لأننا لم نعد نميّز رأس السنة من قفاها ذلك أنها قُتلت آلاف المرات في بلادنا وتم التمثيل بجثتها حتى اختفت معالمها، فصارت مجهولة الهوية كمئات الجثث المرمية على قارعة الضمير العالمي، لا الرأس رأس ولا القفا قفا- العذر منكم- وأكثر ما يخطر على البال، والعالم يحتفل وسوريتنا تحترق، الشاعر مظفر النواب أطال الله في عمر إبداعه عندما قال"سادتي المعذرة ما بذيء أنا إنما وصل القيح الحنجرة".

على رأس السنة أو قفاها يقبع حكواتية الفلك و أنبياء الشاشات لبث التوقعات حول البلاد و العباد، غير أن قراءة الفنجان و التنجيم والضرب بالرمل ممارسات طالما ميّزت بلداً غابت أو غُيبت عنه الرؤية الحقيقية فأنهكته جماعة"علي بابا والأربعين سنة حرامي".

على رأس السنة أو قففاها يتنبأ الضارب بالرمل لنعامات النظام السوري بأنها ستتابع دفن رأسها في رمل مضغوط بالبوط العسكري أنتجه نصف قرن من التصحر السياسي والاقتصادي!.

على رأس السنة أو قفاها يتنبأ الضارب بالرمل للمواطن السوري المحاصر بين الكثبان الدموية، بالحذر من التحرك، فأي حركة سيزداد غرقاً بالدماء مهدداً بقناصات بواسل ما وراء أكياس الرمال من أبطال الحواجز الأشاوس!.

ومن التنبؤات المحدقة بالمواطن العزيز على رأس السنة أو قفاها أيضاً أنه سيحظى من أشجار وطنه، قبل إعدامها ميدانياً، على ما يكفي لصناعة تابوت، في حال توفر وقت لمراسم الدفن.
ومن حسن حظ مواطننا حسب التوقعات حصوله على كفن مصنوع من القطن الوطني ذي الجودة العالية المقاوم للتسرب والممانع أمام حكة المؤامرة إذا بقي في جثته مساحة للحك!.

ومما يدعو للتفاؤل أن الفلك يتنبأ لك مواطني الجميل في العام الجديد إمكانية حصولك، باحتمال كبير، على مساحة قبر لتُدفن مغموراً بالتراب الوطني، حفاظاً على وحدته الوطنية و صوناً لنقائك ونقائه، وسنة حلوة يا وطني الجميل!

* شعب ومعارضة ونظام
الشعب يريد: أستأذن ناجي العلي، لأسرق لوحته التي تحكي قصة طفل أهدوه حذاء بعدما قطعوا قدميه، شيء ما يذكركم بسورياليتنا.

المعارضة تريد: بما أن الكاريكاتير بالكاريكاتير يذكر أستأذن لسرقة علي فرزات الذي شغّل مروحة ذات لوحة لتأمين الهواء اللازم لرفرفة علم الدولة، لن نختلف عن أي دولة نتحدث، "داعش والغبراء" أم الجمهورية العربية السورية أم الجمهورية السورية، أم المملكة الأسدية أم كردستان، أم قردستان، أم سنيستان، أم شيعستان؟

النظام يريد: من وحي مروحة "فرزات"، كان الأطفال يتبادلون النفخ في مؤخرة عصفور على حافة الموت، فلعل في عملية التنفس الاصطناعي تلك محاولة لانتشاله والعودة به إلى الحياة.

*حرب السوائل
يفرض الدم نفسه سائلا رئيسيا في زحمة السوائل الأخرى من حبر ودموع ونفط تُغرق المشهد السوري، في ظل جفاف تام لماء الوجه لدى البعض، فوحده السائل المفقود رغم أن الماء "أكسير الحياة"كما علمونا، لكن ما ثبت فعلا أن "الحياء" كان سريع الذوبان في حضرة احمرار الدماء!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي