أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المجاهد عبد القادر الصالح: هي لله..هي لله... محمد عالم*

لا أعلم حقيقة لمَ انتابني شعور بأننا فقدنا جزءاً من (حلب) عندما قرأت نبأ استشهادك..! كم تمنينا ورغبنا أن نحتفل معك في ساحات (حلب) بولادة الحرية..وبك أيضاً...ولكن أبت (حلب) إلا أن ترتوي من دمائك أيها النقيّ بعد أن أغواها سحرك الثوري وإخلاصك وتواضعك...ترابها ما عاد يحتمل انتظار معانقتك وملامستك واحتضانك بشوق جمّ كان قد أذابه إليك منذ بداية الثورة...وأظن الآن أن أرض (حلب) وترابها سيذوبان فيك قبل أن تذوب أنت فيهما.

عبد القادر الصالح يا ملح الأرض الذي أذاب كثيراً من الثلج عن طرقات الثورة السورية..يا سكراً حلّى مرارة أيامها بابتسامته..ذكراك لن تغيبّها نشوة النصر القادم ولن تجف في عقولنا وقلوبنا حتى تجف عروقنا وتنتهي الأنفاس.

لقد نثرت بذار الأخلاق الطيبة والخصال الثورية الحميدة، وأظن أن رياح الثورة التي عشتها وعايشتها هنا وهناك قد حملت منها الكثير لتجعلها تتلاقح مع آلاف عقول ونفوس الثوار الذين استخلفتهم والتقيت بهم، وعليه فإن كل بذرة ستنجب (صالحاً) ومحال أن ينتهي (الصالحون).

حجي مارع..لقد كنت سهلا أخضراً خصباً في ساحات النضال وفي رمزية تجارتك بالحبوب والمواد الغذائية، وقد أصبحت الآن قمة جبل باستشهادك ستقف عندها النسور..لا لكي تموت بعزة وإباء، بل لتحيا بعيداً عن الذين يقتاتون على الفتات، ولتحتفل مطولاً بمجدها وهي تعانق الغيوم.


عبد القادر..أريد أن أرى صورتك وأنت مبتسم كعادتك في طبعة كتاب التاريخ الجديدة، وأريد أن أتوقف كثيراً مع أبنائي عند الصفحة التي تتحدث عنك لكي أخبرهم المزيد عن سيرتك وتاريخك النضالي في الثورة، وعن أخلاقك وتأثيرك الفاعل على الأرض.

عبد القادر..يالعارِ الأقلام أمامك! ولكن ربما تكفيك شهادات من رآك وتحدث إليك وقاتل معك ويكفيك الآثر الذي تركته فيهم...عبد القادر..ياصالح..لقد جسدت حقيقة شعار "هي لله..هي لله" أروع تجسيد.


*أكاديمي وكاتب سوري
(219)    هل أعجبتك المقالة (217)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي