أن تعيش الحرية في ظل حكم عسكري كأنك تأكل كاتو داخل حاوية قمامة....و هذا ما يريده لنا الكثير من أدعياء الفكر الليبرالي ...بل وصلت ضحالة الفكر و الذوق لدى بعض الليبراليين أن أصبحت هوية فكرهم قائمة على اساس النفي و ليس الاثبات.....فالليبرالية هي كراهية الفكر الاسلامي و الاسلاميين و لا شيئ سوى ذلك....و هي كل شيئ ضمن ذلك
فلا مانع من تدخل العسكر في كل صغيرة و كبيرة....و لا مانع من وضع صور وزير الدفاع في كل شارع و حي و بناء......لكن لا وجود للتيار الاسلامي...و هذا يكفي
لا مانع من ضرب المدن و البلدات....لا مانع من استخدام الطيران داخل حدود المدن.....بل لا مانع من تسليم الاسلحة لهذا أو ذاك أو هذان لا فرق....المهم ان كأس العرق او الويسكي متوفر و أننا نستطيع التهجم على الاسلاميين و الاسلامويين كيفما نشاء.....و بعدها نسبح بحمد وزير الدفاع او القائد الفذ......لا فرق
كيف يمكن للبعض ان يتطاول و يضرب انسان مقيد بالسلاسل؟؟ كيف يمكن لنا ان نهاجم من لا منبر له داخل الوطن
و كيف يمكن لنا ان نخوض غمار معاركنا الفكرية و رؤيتنا للعالم وحيدين
يا سادة.......نحن كليبراليين نحتاج الى الاسلاميين المتمسكين بالديمقراطية حاجتنا الى الديمقراطية نفسها
ألا يقال عن الديمقراطية انها لعبة؟؟؟
هل تريدون أم تبقوا في الملعب وحيدين فتكسبوا و تصفقوا لأنفسكم و تباركون لها الانتصارات و صلى الله و بارك
أي ديمقراطية هذه و من يخالفك بالرأي يضرب بالسجن....؟
ثم من مننا يضمن العسكر؟ و من منا يضمن ان لا يلحقه مصير مشابه لمصير الاسلاميين بعد اجهاز العسكر عليهم؟
ألم يبدأ النظام السوري في الثمانينات حملته الشعواء على الماركسيين بعد اجهازه على الطليعة المقاتلة بعد مضي عدة سنوات؟؟
ألم يبدأ النظام المصري الحالي الاجهاز على حركة 6 ابريل و على الكثير من الناشطين العلمانيين بعد كسر شوكة الاخوان؟؟؟
بالمختصر.....نحن بحاجة للاسلاميين حاجتنا للحرية و حاجتنا الى من يستطيع الوقوف في وجه العسكر يوما اذا اراد الترجع عن تعهداته
و نحن بحاجة للاسلاميين لنخلق للجيل القادم قدوة في الحوار المدني و الصراع السياسي
نحن بحاجة لهذا الصراع لنتعود عليه
و نؤسس لتراث يمكن لنا ان نضع فيه بعض البياض على وجه ابائنا الاسود من هذا التراث العفن الذي تركوه لنا
فهم لم يتركوا الا دكتاتورية و مجتمع ممزق مزعن يعلمنا العبودية مع كل افطار صباحي
علمونا الخوف من الحياة.....و علمونا أمثال الرقيق.....(امشي الحيط الحيط و قول يا ربي الستر)
الان حان الوقت لنمزق تراث الاباء و نخلق تراثنا المشرق و المضيئ
و هذا التراث سيكون الصراع السلمي بين دفتي الفكر الاساسيتين اللتان تقودان مجتمعاتنا
دفة الفكر الاسلامي.....و دفة الفكر الليبرالي
و حولها تتناثر الى مالانهاية من الأفكار والتوجهات من ماركسية و أحزاب الخضر و قومية و انسانية
فالديمقراطية تليق بنا......و عار علينا ان نلفظها بعدما وصلت اللقمة الى بداية البلعوم
و الديمقراطية أما ان ينعم بها الجميع فنقوي بها أواصر المجتمع و ترابطه.....أو تكون منقوصة و بها مناطق أصابها خلل التعفن لتتوسع هذه المناطق مع الزمن لتشمل المجتمع كله و يقضي عليه بالتطرف و الكراهية....
و الاسلاميين شئنا أم أبينا جزء من مجتمعنا و يجب أن ينعموا بالديمقراطية......و الا سيفعلون كما يفعل أي تيار مضغوط.....سواء كان ماركسي او اسلامي أو حتى من احزاب الخضر...فلكل تيار متطرفوه و لكل تطرف قصة.....و كل القصص تبدأ باللاعدالة في التعامل
لنقف مع الاسلاميين في صراعهم و ثقوا بعدها تماما أنهم سيكونون (ريلاكس) في السياسة.....كما يجب أن نقف ايضا مع الماركسيين و حتى البعثيين و أنصار التيار السابق
هكذا فقط نكون قد استوعبنا دروس التاريخ.......و هكذا يمكن لنا ان نحلم بالمستقبل الافضل.......
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية