أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معركة وجود وأرض وهوية

لا يمكن توصيف ما يجري في سوريا بأنه صراع على السلطة، أو من أجل نظام الحكم، فقد كان كذلك في بداية الثورة، أما بعد أن مارس النظام عملية تدمير وتهجير وابادة منهجية في الجبهات الحامية مع الثوار، وبشكل خاص ومركز على محور حمص وغربها وشمالها، ودمشق ومحيطها وغربها، فقد بدا للجميع أننا بصدد رسم حدود دولة طائفية على حساب وجود العرب السنة في هذه المنطقة، و أن المعركة أصبحت معركة أرض ووجود، تخاض حربا مدمرة بكل صنوف السلاح على كل الجبهات، وتخاض بالسياسية والديبلوماسية في الدوائر والأوساط والمحافل الدولية، التي بدت أنها منحازة بشكل سافر لصالح النظام، وميالة لتغيير بنية وخريطة المنطقة.

وبكل أسف وفي ذات الفترة التي تعرض سكان دمشق لحملة ترويع من قبل النظام بهدف تهجيرهم، باستعماله السلاح الكيمياوي ضد المدنيين، أصر الغرب وأزلامه في الائتلاف على توجيه طعنة في الظهر للوجود العربي السني، بتغيير اسم الدولة ونزع هويتها عنها، وتقسيم الشعب الواحد لشعوب، تمهيدا لجنيف التي ستكرس ذلك عمليا كدولة محاصصة طائفية فاشلة. 

هنا.. لا ولن أستطيع القفز فوق ما حصل في هذه الوثيقة، التي طبخت بليل، وبإيعاز غربي من قبل أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان كانوا في زعامة المجلس الوطني، ثم انتقلوا للهيئة السياسية للائتلاف بالتحالف مع الشيوعيين، ووقعوا عليها بأشخاصهم فقط، مع المجلس الكردي دون أن يشاوروا أو يستشيروا، ومن دون تكليف، ثم جاؤوا بالورقة لتقر كما هي في الهيئة السياسية، ومن دون الحق في النقاش، حتى التحفظات لم تدون، والغريب العجيب أن 18 من أصل 19 في الهيئة أصروا على اعتماد الورقة بقدرة قادر آمر، اتصل هو ذاته بي عدة مرات لأغير رأيي، مهددا متوعدا بالتخلي وبخسارة ما بعدها خسارة، فالكرد سوف يذهبون للتحالف مع النظام إذا لم نعطهم الورقة وسيقاتلون معه، وكلام ابتزازي من هذا القبيل، والكونغرس يعول على الورقة لاتخاذ موقف، وبعدها جاء الموقف الذي تعرفونه من أوباما.

وبالرغم من أن هوية الدولة ودستورها ليس من صلاحيات ائتلاف معين لقوى مفترضة، وبالرغم من أن هذا الموضوع ليس من صلاحيات الائتلاف أصلا وفصلا، فإن الاتفاقية الشبيهة بوعد بلفور، مررت للهيئة العامة، التي تعرضت بدورها لضغط هائل وتدخل سافر، من قبل الأمريكي الذي استجار بكل السفراء الأوربيين لحشد الدعم لها، فجلسوا فوق رقاب المقترعين، وتم استخدام الترهيب والترغيب، والمال بطريقة مخزية ومشينة، ومع ذلك ومع الطريقة التشبيحية التي أديرت بها الجلسة بقيادة الكتلة الديمقراطية، و ارتكاب المخالفات القانونية بالجملة، لم تحصل الوثيقة على الأغلبية بل على 52 صوت من أصل 115، أي إنها سقطت، فهي بحاجة إلى 77 صوت على الأقل، كونها تعدل باتفاقية الائتلاف، وبحسب فتوى اللجنة القانونية التي ضرب باجتهادها عرض الحائط.

ومع ذلك كله، اعتمدت رئاسة الائتلاف الورقة عنوة ولوت عنق النظام والقانون التأسيسي، وأرسلتها لمعلميها في الغرب والشرق، وأصبحت ملزمة للشعب السوري في الأوساط الدولية، فقط لأنها وثيقة تعترف بتعدد الشعوب في سوريا، وعدم وحدة الشعب السوري، وبالتالي تفتح باب الفيدرالية وأبعد من الفيدرالية ( فهكذا وثائق وهكذا قادة يكتسبون بسرعة صفة الشرعية والقانونية) .

إن ما حدث يكشف خطورة وحجم التآمر الذي يضمره من يدعون صداقتهم للثورة والشعب السوري، ومدى عجز وتهافت الدعم العربي، ومدى انحطاط النخبة السياسية التي تنطحت لقيادة ثورة عظيمة. ومدى خطورة هذا الائتلاف على الثورة والوطن والثوار وفكرة الحرية والديمقراطية ذاتها.. نعم لقد دمر وطننا مرتين، مرة بقذائف النظام، ومرة بخساسة المعارضة، وقتل شهداؤنا مرتين، مرة بيد النظام، ومرة بيد المعارضة التي باعت الوطن والقضية التي سقط من أجلها هؤلاء الشهداء.

وها هم الآن يتزينون ويتحضرون للذهاب لعرس جنيف، حيث زفاف الاستسلام للقاتل والعودة للحظيرة، ضمن ضمانات دولية تضمن بقاءهم في الكراسي، وحصتهم من الكعكة، ومشاركتهم في قتل الحرية والكرامة والهوية.. أي بؤس؟!.

(122)    هل أعجبتك المقالة (112)

نيزك سماوي

2013-10-19

كل ما يجري وحتى الآن المغيب الوحيد هو الشعب السوري وقواه الوطنية والتحررية الشريفة فلا مكان لهم فهم إما معتقل أو مشرد أو إستشهد فلم يبقى إلا الوسخ والأوسخ اللذان سيتوجهان لجنيف 2 فهم لا يمثلون الشعب السوري فكلهم شرزمة خونة وقتلة ومأجورين وعملاء وهذا ما يريده المجتمع الدولي فهم أعداء الحرية ولا يريدون للشعب السوري أن يتحرر أبداً ولكنهم مخطئون ولن يستطعوا إيقاف عقارب الزمن فإرادة الشعب السوري لن تنكسر مهما طال الزمن وتضحياته لن تذهب هباء منثورا لتبقى العصابة وتضم حولها شوية حنشل وعملاء جدد.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي