أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أتباع الأسد حين ينطقون، إلى الشاب السوري إياد موسى... الياس س. الياس

من هنا أبدأ:

إليكم ما كتبه لي الطالب إياد موسى من جامعة دمشق تعقيبا على كتاباتي وتعليقاتي عن الثورة السورية، وما كنت سأرد على التعليقات الجارحة لولا شعوري بالشفقة على بؤس العقل العربي في "قلب العروبة النابض" وهو يصير أسير عبودية تهذي بما لا تدري فتقع حتى في أخطاء لغوية أتركها كما هي لأعود إليها لاحقا.. وبدون تدخل هاكم ما تعلمه الطالب إياد في أجواء جامعة دمشق في زمن الدفاع عن وريث عائلة الأسد:
Eyad Mousa

(اسمع لك حيوان اذ انتو الفلسطسية بعتوا ارضكم وخايين لليهود وبدكم بشار يصير خاين متلكم فشرتم ؟؟؟ روح شوف معلمك كل يوم وين بيسهر ؟يلي قتل ابو عمار هو والخنزير الدحلان ؟اتواااااااا على شرفكم)
----------------------------------------------------------------------

أليس من حق أتباع الأسد أن يقولوا: منحبك؟
حقهم أن يحبوه ويعبدوه إن شاءوا، أمر لا جدال فيه.. لكن متى وكيف يكون الحب والتعبير عنه؟

في الحالة التي يكون فيها نهر من الدماء السورية على إسفلت وتراب سوريا يصبح من حق من يعارضون حكم آل الأسد السؤال عن المغزى من إقامة حفلات صاخبة تمجد "أبو حافظ" وبعضها يطالب بـ " ماهر" ويصرخ ببشار أن يرتدي اللباس العسكري لمزيد من القتل وسفك الدماء.. ليس السؤال عن الحق أو عدمه، بل عن الأسلوب الذي يعبر عن حالة انفصام كرسته ماكينة دعاية سخيفة من ألفها إلى يائها وهي تستهزئ بحقيقة ما يجري على الأرض.

يتكرر السؤال: لماذا في "مُسيرات" الاسد لا يظهر عصابات مسلحة؟
الجواب ببساطة شديدة: العصابات هي الخليط من الشبيحة والمهووسون بالأسد قتلا وإذلالا لشعبهم..

لا يستطيع المرء البحث عن الأمر دون التفكير بشريف شحادة و أحمد الحاج علي ونبيل صالح وبسام أبو عبد الله ( الأخير أستاذ جامعي، تذكروا هذا الأمر بشكل جيد) ..فلهؤلاء نظريتهم التي يتبرع في تسويقها شلاش والبوطي وحسونة والشعيبي ( صاحب نظرية الفلاشة الفضائحية) وقناة الدنيا أولا وأخيرا ..

ما ينطق به ويفعله أتباع الأسد هو بالضبط التعزيز من تعرية حبيبهم أمامنا وكشف حقيقته على الجميع، فبشار الأسد كان بإمكانه أن "يمون" على أبواقه وعلى أتباعه المهووسون به أن لا ينزعوا عنه ورقة التين التي كانت تستر شعارات ممتدة من القومية العربية وحب فلسطين إلى الممانعة .. لكنه وبكل بساطة لا يستطيع سوى أن يكون كما هو ، بدون أقنعة ولا تجميل ولا ستر لعورة بان معها قبح جعل حتى من كان يؤمن بنظرية "المؤامرة" أن ينفر من دناءة ووضاعة الخطاب البائس المعبر عن كينونة العقل الدفين والباطني عند هذا الرهط الذي أوغل في دماء السوريين وتقمص حالة الإنكار بكل تفاصيلها السمجة والثقيلة على السمع والبصر.

فمن مهاجمة سفارات العرب إلى نعت العرب بعبارات تنم عن تفاهة وضياع الانتماء نكتشف مع هؤلاء حقيقة انقلاب الكذب إلى وقائع، فلا العرب عربا ولا القومية قومية وببساطة شديدة نصبح نحن العرب "أعرابا وعربانا وبعرانا" وليس منا مثقف ولا مفكر ولا قوميا ولا يساريا ولا اسلاميا ولا عالما ولا مقاوما ولا ممانعا ولا معارضا للصهيونية إذا لم يكن كل هؤلاء قد خرجوا من تحت عباءة آل الأسد ووريثهم بشار .. فمثلا ، يسوع ومحمدا و طه حسين ونجيب محفوظ وغسان كنفاني ومحمود دريش واميل توما و اميل حبيبي ومحمد الماغوط وسعد الله ونوس والياس خوري والطاهر جلون وبرهان غليون وعزمي بشارة وابن رشد وابن خلدون وابن سينا وابن بطوطة حتى مع غيرهم من الأسماء التي لا يتسع المجال لذكرها الآن سوى نكرات لا تستحق الذكر طالما أن "المعلم الأول" هو كل هؤلاء دفعة واحدة وإن لم يبشروا به وأسسوا لنا كيف نقبل ببشار الآن وأبيه قبلا وإلا فهم لا يستحقون سوى أن تخرج علينا صبية سورية من جماعة الأسد لتقول لنا بتعبير وقح بوقاحة تربية الفكر "البعثي الأسدي": أنتم ومؤخرتي واحد!

من يحشي رؤوس هؤلاء؟ الذين بالطيع لديهم استعداد وجهوزية لتلقي التعاليم التي تضع عقلها في سلة مهملات خارج سياق الزمن في سيدي بوزيد والقاهرة وصنعاء وطرابلس .. كون "المعلم الأول في علم المؤامرات" اكتشف لنا أن ما حدث هناك لا يعدو أكثر من مؤامرة!

أيها السادة، لهول ما أصاب عقلي من سهام خيبة الدماء السورية فقد بت أنسى حتى كيف أعيش، الفاجعة كبيرة جدا وتؤسس لفواجع تنطلق سهامها من سوريا مستقبلا .. فالنظام الذي قرأ الأمير لماكيفيلي سيستخدم هؤلاء الذين يصرخون بهوس " منحبك" ويرهنون الموت والحياة بتقديس "الذي هو أنا" و " قد قلت كلاما جيدا" وهم يهزون رؤوسهم له على مدرج جامعة دمشق لا يبشرون بمخاض سهل.. سوريا التي نظرنا صوبها كموئل من وجودنا العربي تصدمنا منذ أشهر .. وتجعلنا في جانبها الذي ذكرناه آنفا نلعن ما صرفناه من جهد ووقت ونحن نصدق هذرات "القومية" و "الممانعة" وقد زادت خيانة المثقفين للدم السوري وجعنا وتُرك المشهد لصبية سياسة وبروباغندا تهيل التراب على رؤوسنا باسم العروبة والخوف على ضياعنا من بعد الأسد.. قلب العروبة النابض بات ينبض كراهية وحقدا تعززه شعارات وكلمات مخجلة في دمويتها ومشهدها المذل للبشر، أبناء الوطن المخونون جماعة وفرادى والمتهمون ضمنا والمطعونون في عروبتهم ووطنيتهم ..
من أجل ماذا كل هذا؟
أمن أجل كرسي حكم؟
لو لم يكن كذلك لما كنا شهودا، وليس شهود زور، على اختزال العلمانية والشيوعية والاسلام والمسيحية والقومية الاجتماعية السورية وحتى فلسطين بشخص الأسد.. إنها صنمية العقل وكارثته في استعباده وإعادة اغتياله مرات ومرات.. من يخاف على وطنه وعلى كل تلك المفردات الكبيرة كان يمكنه وببساطة أن يقول لبشار الأسد:

كفاك قتلا وارحل ليعيش وطني وشعبي بحرية!

لكنهم لا يفعلونها في زمن الخديعة وزمن خيانة العقل لصاحبه وكشف المستور الحقيقي في هستيريا الطقس الجمعي في ساحات وجامعات وأزقة البلد المضرج بدماء تغرق السفاح والسيافيين..



أعود الآن لما كتبته بداية، طلبت منكم أن تتذكروا مهنة بسام ابو عبد الله ( أستاذ بجامعة دمشق).. فالأخ إياد موسى من جامعة دمشق كتب لي تلك الرسالة وبغضب شديد.. غضب ضيع جمال اللغة فصارت انعكاسا لتعاسة العقل الباطني الذي استنبطه بشار الأسد وحفزه للعلن عند أستاذ جامعي وصف شعبه بـ"الحثالة" وطالب مد لسانه بوجه أكاذيب "معلمه" عن فلسطين والقومية العربية فلخصها على نحو بائس جعلني أشعر فعلا بالشفقة عليه وعلى جيل كامل يتم قيادته بأبشع مما قاد جيبوتنسكي الصهيوني أتباعه وأحفاده اليوم في فلسطين المحتلة ..
لم يكتفي بذلك بل ذهب الطالب الجامعي لعكس التربية "القومية" عند آل الأسد فقال لي بغضب:
"اسمع لك حيوان اذ انتو الفلسطسية..." ويا أسفي على إياد .. فلا أنا بحيوان ولا شعبي مجموعة بهائم.. ولا ملائكة وقديسين.. إنهم وأنا بشر.. قاتلوا وصمدوا على أرضهم وفي الشتات لكي لا يكونوا في طي كلمات إياد وتعاليم المتاجرة البعثية وتعاليمها الأمنية بنعت الناس بـ " ولك حيوان ولا" ..
افترض الأخ إياد بأن شعبي الفلسطيني "خايين" ( خائن) وأن جدتي التي هربت تحت عار التخاذل العربي وقذائف الصهاينة كان لها الوقت لبيع منزلها لعائلة يهودية من بولندة .. وقبل أن تصبح لاجئة في خشة على أرضها وهي تنظر بحسرة إلى ترشيحا المحتلة كان لها من الوقت لتحمل معها نقود البيع.. فكيف بعنا أرضنا وصرنا لاجئين في منافي العرب ومخيمات الذل والمتاجرة العربية لو كنا نملك ثمن البيع؟
يفترض الأخ إياد الافتراض التالي :
"وبدكم بشار يصير خاين متلكم فشرتم ؟؟؟ " .. حين ألقيت نظرة على صفحة الفيسبوك لاياد وجدته بالضبط النموذج الذي يتبع بالضبط الخط المستقيم لتعاليم العهر السياسي، فهو معجب بياسر قشلق المافيوزي الفلسطيني الذي يصاحب رامي مخلوف وعصابات المافيا الأخرى .. لكنه في المقابل ينعت شعب ياسر بالخيانة "لليهود" ويفترض أننا " نريد بشار" أن يصبح خائنا ..
الفعل الخياني هنا يحتاج لكثير من التمحيص والتفتيش بمحطات كثيرة جدا ... فعاموس غلعاد قال ما قال بحق بشار وكم هو مهم لاستمرار "إسرائيل" كما فعل رامي مخلوف .. فمن الجولان المحتل إلى لبنان المحتل إلى العراق المحتل وحفر الباطن قبلا وعين الصاحب بعدا ودير الزور سابقا وكفرسوسة عماد مغنية ومحمد سليمان في الساحل ومطاردة عرفات الذي يشعر إياد بحزن عليه.. أفعال تستحق التصنيف طالما أني أتلقى كلاما من طالب جامعي ..
يقول لي إياد موسى الطالب الجامعي عند بسام أبو عبد الله: " روح شوف معلمك كل يوم وين بيسهر ؟يلي قتل ابو عمار هو والخنزير الدحلان ؟اتواااااااا على شرفكم"
أطمئن الأخ إياد بأن لا يفترض شيئا من قبيل أنه طالما أنه في سوريا يقال لأصغر عنصر أمن " يا معلم" ويقال لعمار الساعاتي "معلمي" فيجب بالتالي أن يكون لي "معلم" يسهر في مواخير الليل .. ولا أدري كيف يكون محمد دحلان معلم لي؟ لماذا ليس خالد مشعل مثلا أو جورج حبش أو محمد بركة أو أحمد الطيبي أو إسماعيل هنية؟
لماذا تحديدا محمد دحلان يجب أن يكون معلما لي؟
الأخ إياد يبدو أنه لا يعرف عن فلسطين سوى ما أراد له "شبيبة البعث" أن يعرف .. ليرى في بشار ومن قبله أبيه قمة "النضال والتضحية" ولاستعادة "أرض الخونة" وقد نسي إياد أن يصيغ بيت الشعر العربي لينعتنا بـ"فلســ....." كما يفعل قبح اللغة في وصف عجزها .. على كل الأحوال من يبارك انتفاضة الحجارة وفارس عودة ويمجد ويكرر أشعار محمود درويش وسميح القاسم وروايات غسان كنفاني ويدعي احتضانه لفصائل فلسطينية مدعو لأن ينسجم ذلك مع احترام إرادة شعبه أولا و أخيرا .. وهذه مصيبة البعض أن يروا "فلسطيني يحشر أنفه " ليكتب عن حرية الشعب السوري باعتبار أن خطوط سايكس_ بيكو من مقدسات "القومية العربية" وباعتبار طهران صارت "منبع العرب" وبغير ذلك يقول إياد " اتواااااا على شرفكم" وهو يقصد بالطبع أن يتف على شرفنا الذي ظن حافظ الأسد بأن شعاراته قادرة على المتاجرة به .. فشرفنا يا أخي إياد هو حريتنا في حرية الإنسان في بلاد العرب أوطاني .. وأذكرك أيضا لسنا ملائكة فينا ما فيكم وفي غيركم .. فينا شبيحة ونبيحة وأبواق تحبها أنت من وزن أحمد صوان وأحمد جبريل وطارق الخضرا إلخ .. وفينا من كان سندا لمعلمك سياسيا قبل أن يقول كلمة حق فصار في إعلامكم " مفكر سابق" .. وفينا من هم يغضبونك ويغضبون أمثالك ممن ينامون ويستيقظون على لعن العرب ونعتهم بالخيانة والمطايا والتخلف وغيرها من عبارات حفظناها عن ظهر غيب في حلقات التملق والنفاق ...
أختم فأنقل لك ما قاله أبو القاسم الشابي قبل أن يولد معلمكم الأسد .. كتب أبو القاسم للطاغية عام 1927 قصيدة "إلى الطاغية" قائلا:
لك الويلُ يا صرحَ المظالم من غدٍ إذا نهض المستضعفون، وصمموا!
إذا حطم المستعبدون قيودهم وصبوا حميم السخط أيان تعلم ..!
هو الحق يُغفي.. ثم ينهض ساخطا فيهدم ما شاد الظلامُ .. ويحطم
ُ
ثم يقول الشابي في زئير العاصفة :
سيثأر للعز المحطم تاجه
رجال إذا جاش الردى فهم همُ
رجال يرون الذل عارا وسبة
ولا يرهبون الموت، والموت مقدمُ
وهل تعتلي إلا نفوس أبية
تصدع أغلال الهوان، وتحطمُ
في عام 1934 قال أبو القاسم "إلى طغاة العالم":
سيجرفك السيل، سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل

ترى هل يعرف إياد موسى من جامعة دمشق من هي يمان القادري، الطالبة في كلية الطب بجامعته؟
لا أظن ذلك ولسبب بسيط، إنه مشغول في الدفاع عن بشار الأسد تحت شعار "الأسد أو لا أحد"!

الياس س. الياس
(110)    هل أعجبتك المقالة (107)

ماجد الشيباني

2011-11-24

الفاضل الصادق الصدوق: من بين الأسطر كانت المرارة والوجع، وما هو إلا مثال لجيل تربى في ثقافة البعث والعبث، هي نتاج أجيال تجيد فنون الاستجداء والركوع والسجود لصورة، والوطن لديهم صورة، والحياة في قاموسهم بيد صاحب الصورة، حتى سوريا مزرعة لصاحب الصورة، والهواء منة من صاحب الصورة، وكل من في مزرعة آل الصورة لصاحب الصورة، لاتجزع يا أخي هي حالنا في ظل أربعة عقود من نظام البغي والعهر بألوانه في سوريا، أسس لها الأسد الكبير ليكون نتاجه بهذه الصورة، فمشكلتنا هي في الصورة، ومن منا في سوريا لايتربع هلى مكتبه في ظل صورة، وعلى يمينه ويساره صورة، وعلى كراسة المدرسة صورة، وصحيفة الطالب صورة، وعلى زي المدرسة تتربع أشكال لصاحب الصورة، وأينما تحرك السوري يطالعه صاحب الصورة المذيلة بكل عبارات التمجيد والألقاب، حتى على مؤخرة حافلات النقل تتمدد رسوم لصاحب الصورة، وآخر ما يراه السوري في خاتمة نهاره صورة وتفتح عيناه على نفس الصورة، هؤلاء هم إذاً عبدة الصورة، يرون العالم والدنيا والآخرة من خلال الصورة، وما يقوله لهم صاحب الصورة، وكل من يقول غير ذلك كافر بالوطنية والوطن، وأجله محتوم ومكتوب على يد أول شبيح، أو عنصر مخابرات أو أي من طائفة \"المنحبكجية\"... إذاً لاتجزع يا ابن فلسطين الحبيبة.... هم أجيال من تربى في مدرسة الأسد من عبدة الصورة، حيث كانت فلسطين لوالد صاحب الصورة مطية سهلة رخيصة يتغنى بها لتحقيق مآربه وأمجاده، فكم وكم وكم باع بدم الفلسطينيين باسم فلسطين والوطن والوطنية.... سحقاً للصورة ومن لايعرف الا لغة السجود للصورة .... إذاً هي الصورة.... ودقي يا مزيكا؟؟؟؟؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي