كانت مدينة اجدابيا تستعد الاثنين لهجوم محتمل تشنه قوات معمر القذافي التي تتقدم باتجاه "عاصمة" الثوار بنغازي، في حين لا يزال الغربيون يتشاورون لايجاد حل للنزاع الدامي في ليبيا المستمر منذ 28 يوما.
وسقطت اربع قذائف صباح الاثنين على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، في حين فر العديد من المدنيين منها.
وقد تصبح بنغازي معقل الثوار الواقعة على مسافة 160 كلم شمال اجدابيا، معرضة للخطر بعد ان استعادت القوات الحكومية مدنا عدة من الثوار خصوصا البريقة الاحد التي تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية.
وافادت مصادر متطابقة ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هاجمت الاثنين مدينة زوارة (غرب) التي يسيطر عليها الثوار.
وقال مصدر قريب من السلطات الليبية طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس "هناك جيوب مقاومة في زوارة (120 كلم غرب طرابلس). القوات المسلحة ستطهر المدينة".وقلل المصدر من شأن المعارك مضيفا ان "هناك بعض العناصر التخريبية لا تزال تقاوم. وهذا الامر ليس بالخطير".
وافاد مصدر في المعارضة ان "كتيبة من صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) تضم حوالى 10 دبابات وسيارات رباعية الدفع مجهزة برشاشات تشن هجوما على غرب المدينة".
وارسلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بعثة الى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، في اطار الجهود للتعامل مع الازمة في هذا البلد، وفق ما اعلنت المتحدثة باسمها الاثنين.
وقالت المتحدثة ماجا كوسيانسيتش ان هذه البعثة التي تضم اعضاء في الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الاوروبي وصلت الاحد والاثنين الى المنطقة على ان تتوجه ايضا الى الحدود بين ليبيا ومصر.
واعتبر السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاثنين انه ما زال ينبغي حل "مسائل جوهرية" قبل اقرار اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا، في مؤشر الى انقسام مجلس الامن الدولي حيال المسألة.
وقال تشوركين للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك "ما زال ينبغي حل مسائل جوهرية". واوضح "لا يتعلق الامر فقط بما ينبغي علينا ان نفعله، بل كذلك حول كيف علينا فعله".وتابع "ان فرضت منطقة حظر جوي" فينبغي تحديد "من" سيطبقها و"كيف". واضاف "من دون الاجابة على هذه الاسئلة من الصعب جدا اتخاذ قرار مسؤول".
وتتوقع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تبدأ جولة تزور خلالها اوروبا وتونس ومصر، ان تلتقي في باريس محمود جبريل المكلف الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية.
لكن عامل الوقت لا يصب في مصلحة الثوار بعد ان اعلن الجيش الليبي الاحد انه يقوم ب"تطهير" كامل مناطق البلاد.
وبات خط الجبهة ينتقل شرقا وهو دليل على تصميم القذافي على القضاء على الثوار رغم العقوبات والاحتجاجات الدولية.
وعلى بعد ستة كيلومترات غرب اجدابيا التي اصبحت في اول خطوط الجبهة، اكد ثوار لفرانس برس سقوط اربع قذائف قرب مستديرة ما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروح بحسب طبيب في مستشفى المدينة.
وقال جمال منصور الضابط في سلاح الجو الليبي الذي انضم الى الثوار انها غارات جوية شنتها مقاتلات سوخوي 24 الروسية الصنع.
وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح الاثنين يفرون من المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والاكياس والفرش.
وهبت عاصفة رملية على المنطقة قبل الظهر.
وقال منصور في مبنى تنتشر حوله سيارات بيك اب مجهزة بمضادات ارضية ان "قوات القذافي تطبق سياسة الارض المحروقة".
واقر منصور بان الثوار "غير مجهزين سوى بمعدات حربية محدودة" ودعا الغرب الى "شن ضربات محددة على المنشآت العسكرية لتخفيف الطوق المفروض عليهم". كما اقترح ان تقوم باريس "بعمليات قصف من جانب واحد".
وفي بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس تحولت الحماسة خلال الاسابيع الاولى من اندلاع الثورة الى اجواء من القلق وتحولت الانظار الى الخارج.
لكن انتصارات النظام الليبي المتسارعة على الارض تسبق قرارات الغربيين المنقسمين حول سبل وضع حد لها.
والسبت قدمت الجامعة العربية دعمها لفرض منطقة حظر جوي تطالب بها المعارضة الليبية ودعت مجلس الامن الدولي الى السماح بذلك لمنع عمليات القصف الجوي وحماية المدنيين.
واعربت كل من الصين وروسيا وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن عن شكوكهما في هذا الخصوص في حين اعربت الهند الدولة غير الدائمة العضوية عن معارضتها.
وقرر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين منع القذافي وعائلته من دخول الاراضي الروسية والقيام بعمليات مالية في البلاد وذلك في مرسوم نشر على موقع الكرملين على الانترنت.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاحد انها ارسلت من الاردن سبع شاحنات محملة بالاغذية والادوية الى بنغازي. وستتوجه 10 شاحنات اضافية الى ليبيا الاربعاء والجمعة.
واسفر هذا النزاع عن سقوط مئات القتلى وفرار اكثر عن 250 الف شخص.
وفي الغرب كان الثوار لا يزالون يسيطرون على مصراتة التي تقع على بعد 150 كلم شرق طرابلس لكن اطلاق نار من اسلحة اوتوماتيكية لا يزال يسمع في محيطها بحسب احد السكان.
ووعد الجيش الليبي الاثنين بالعفو عن جميع العسكريين الذين التحقوا بصفوف الثوار "اذا رجعوا نادمين وسلموا اسلحتهم"، كما نقل التلفزيون الرسمي عن اللجنة العامة الموقتة للدفاع.
ودعا الزعيم الليبي كلا من الصين والهند وروسيا الى ان "تتولى" شركاتها استثمار النفط في ليبيا بعد رحيل معظم الشركات الاجنبية. وكانت شركة النفط الوطنية الليبية دعت الى استئناف العمل مؤكدة ان موانئها النفطية باتت امنة ودعت الشركات النفطية الى ارسال ناقلاتها لاستئناف شحن النفط.
وكانت شركة توتال اكدت الجمعة ان الانتاج النفطي في ليبيا تراجع من 1,4 مليون الى 300 الف برميل يوميا.
ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش الاحد بقيام القوات الموالية للعقيد الليبي بقمع أي تحرك معارض في طرابلس "بوحشية" متحدثة عن اعتقالات تعسفية واخفاءات قسرية وتعذيب.
ونقلت المنظمة عن شهود من سكان طرابلس ان قوات الامن اعتقلت عشرات المتظاهرين المعارضين واشخاصا يشتبه في انهم ينتقدون الحكومة او يزودون وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية بالمعلومات.
وشن ابو يحيى الليبي احد ابرز منظري تنظيم القاعدة هجوما لاذعا على القذافي داعيا الليبيين الى الاستمرار في ثورتهم للاطاحة به، في تسجيل فيديو بثته الاحد مواقع اسلامية.
وقال الليبي ان شعب ليبيا ثار على القذافي "بعد ما ذاق على يديه من صنوف التنكيل والتشريد اكثر من 40 عاما".
واعتبر ان القذافي جعل من الليبيين "حقل تجارب لافكاره العفنة وخزعبلاته النتنه وسياساته الرعناء وارائه الخرقاء الحمقاء".
وكان النظام الليبي حذر مرارا من تغلغل تنظيم القاعدة بين المقاتلين الليبيين في الشرق وبقيادة المواجهات بهدف اسقاطه.
وعند الحدود التونسية استمر تدفق الاف اللاجئين الفارين من المعارك في ليبيا.
قوات القذافي تقترب من مدينة اجدابيا في طريقها الى بنغازي

Reuters
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية