حكاية ذيل الثعلب شهيرة، وملخصها أن حجراً سقط على ذيل ثعلب، بمؤامرة غير كونية، فقطعه، فشعر الثعلب بالحزن الشديد على ذيله الرائع الذي تصفه الحكايات بأنه ناعم وحريري، وسبع لفات. أجمل ما في الثعلب ذيله المضفور. تيجان الحيوانات على رؤوسها، أما تاج الثعلب فعلى دبره، ولذلك هو أذكى الحيوانات، والصيادون يصيدون الثعالب من أجل ذيولها، فيجعلونها قبعات وأوشحة حول أجياد النساء الجميلات، فتصير رؤوسهن كأنها وردات في أكمام الحرير، فيزدن كيداًعلى كيد ويسقط الرجل في المصائد.
*تأويل الحكاية:
شاعت طرفة عند عودة بشار الأسد من جامعات لندن في طب العيون إلى القصر الجمهوري ليعمل في السياسة من أعلى، وفي طب الذيول، أنّ الشبيحة أطلقوا لحاهم أيام باسل، ثم طوّلوا رقابهم أيام بشار الأسد، وأصل هذه النظرية في الملك والحكم أن الناس على دين ملوكهم ولحى أبناء ملوكهم، وعلى رقبة رئيسهم، والصواب على رقاب الشعب.
تروي كتب التاريخ أنّ المسلمين أيام الوليد بن عبد الملك لما كان يزداد من القصور الشاهقة، يقول كل واحد من الرعية للآخر: بنيت كم؟، كم ارتفع بناؤك؟ ولما صاروا في عهد سليمان بن عبد الملك وكان يحبُّ المَزارع، كان كل واحد يقول: كم مزرعتك؟ لما صاروا في عهد عمر بن عبد العزيز جعل الواحد من الرعية يقول للآخر: كم قمت الليلة، كم قرأت من جزء، كم صمت من يوم؟ وهكذا تغيرت الدنيا وفق نظرية ذيل الثعلب التي نقترح تدريسها في كليات العلوم السياسية.
* بعض الخلاصات من حكاية ذيل الثعلب:
إنَّ الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب هي لفحص الذيول في مجتمع الثعالب المغدورة التي يحكمها الكلاب، وقياسها، وبيان ما إذا كان نما لأحد الثعالب الكريمة ذيل يتباهى به. مجلس الشعب، أو مجلس الثعالب هو للثعالب مقطوعة الذيل، حتى تتفرغ للكيد للرعية.
إن الشعب في حكايتنا ثعالب كريمة وشريفة، لها ذيول رائعة، وتاريخ مجيد، وجوهر العبرة في حكايتنا أن الثعلب الأزعر لم يكن ثعلباً أصلاً، وإنما هو كلب ابن كلب، خال من الشرف، حسود، تنكّر وعمل نفسه ثعلباً، وتولى ما تولى، ولذلك قلّت الحيلة، وشحّت الوسيلة، وندرت الفضيلة، وقلَّ الأشراف، وكثر الهتاف، والهتاف أقرب للنباح من عمل العقل والحيلة، كما قلَّ الجمال والخضار والنضار في ربوع البلاد ومثلثاتها، وبعض التفسيرات تقول إن الثعلب وحش.
*أحمد عمر - من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية