أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التعليم في ظلال "الدولة".. تحديات تستدعي حرق المراحل ومعلمون مرتدون وجبت توبتهم

عينة من "أوراق الإستتابة" - زمان الوصل - خاص

"كما فعلنا في ميدان المعارك وخففنا ألم المسلمين بشكل عام، فلابد لما من تخفيف ألم الطلاب".. بهذه العبارة تحاول وثيقة صادرة عن تنظيم "الدولة" أن ترسم الخطوط العامة لنظام التعليم، وأن تعطي كل المبررات لتقصير أمده بدل أن "يمضي الطالب نصف حياته للحصول على شهادة ويمضي النصف الآخر بالبحث عن وظيفة".

الوثيقة الصادرة عن "ديوان التربية والتعليم في منبج"، تشير في بدايتها إلى أهمية ما يمكن تسميته "حرق المراحل"، بذريعة "التسابق بين العالم والزمن"، ومواجهة "أبناء الدولة الإسلامية لتحديات وظروف متسارعة"، تفرض "تجاوز الزمن" حسب منطوق الوثيقة.
ومن أجل حرق المراحل (تجاوز الزمن)، يطرح الديوان اقتراحا يقضي بإحداث تغيير جذري في هيكلية التعليم، يتزامن مع "تخفيف المناهج بشكل عام، وتخفيف الزمن للحصة الدراسية".

الوثيقة المؤلفة من 4 صفحات، عرضت في صفحتها الثانية مخططا لمراحل التعليم المقتصرة على مرحلتين تسبقان مرحلة التعليم "الجامعي أو المختص"، حيث تمتد مراحل المدرسة 9 سنوات، 6 منها في الابتدائي، و3 في المتوسط، وتنتهي عند صف "التاسع"، الذي يصبح الطالب بعده مؤهلا لدخول الجامعة أو المعهد.

*دعكم من النوع
الوثيقة التي غلبت عليها ركاكة الصياغة، وضعف التعبير الممزوج بأخطاء إملائية ونحوية فاقعة، دعت للاعتراف بأن الطلاب يعانون من "ظروف صعبة"، وعليه فإن من الأفضل النزول إلى مستواهم بدل الطلب إليهم أن يرتقوا "لمستوى عال".

وطالبت الوثيقة بعدم الالتفات إلى نوعية التعليم (النوع)، بل اعتماد التركيز على "الكم" أي استقطاب (استجرار حسب تعبير الوثيقة) أكبر عدد من الطلاب.



وخاض "ديوان التربية والتعليم" في بعض تفاصيل المشهد التعليمي العام المرجو تطبيقه في أرجاء "الدولة الإسلامية"، من قبيل تحويل كل واحد من الطلاب إلى "عنصر حسبة في بيته"، مهمته "نقد البدع والمنكرات"، فضلا عن "تكثيف الملتقيات الدعوية والمسابقات الإسلامية... ودروس التربية الجهادية"، خلال المرحلة المتوسطة (الإعدادية)، وهي التي تصفها الوثيقة بأنها "مرحلة مهمة جدا جدا".
وختمت الوثيقة بالتنويه إلى ضرورة فتح معاهد تبعا لـ"حاجتنا إليها"، مهمتها "سد النقص الموجود المتزايد بالاختصاصات كافة".
وعلى وجه العموم، تبرز الوثيقة ضحالة وقلة خبرة من ولاهم التنظيم شؤون التعليم، ونصبهم ليكونوا مسؤولين في "دواوينه"، ومدى تسطيحهم لهذا الشأن بدعوى التبسيط و"تخفيف ألم الطلاب"، والعبارة الأخيرة تشي نوعا ما بسوية "أمراء التعليم"، التي يبدو أنها لم تكن بأفضل حالا من أقرانهم "الأمراء" في مجالات أخرى (سبق لزمان الوصل أن عرضت أدلة رسمية على تواضع المستوى والتأهيل الشرعي لأناس تولوا مناصب حساسة في التنظيم ).

*استتابة أم مبايعة؟
يبدو أن لب العملية التعليمية لم يكن ليشكل هاجسا حقيقيا لدى قيادة التنظيم ومسؤولي "دواوين التربية" فيه، وهو ما تكشف عنه إلى جانب الوثيقة المعروضة أعلاه، صك الاستتابة الموحد الذي أجبر التنظيم المعلمين على توقيعه بـ"الجملة"، مقرين على أنفسهم بـ"ردة" وجبت التوبة منها.



ويظهر صك الاستتابة بجلاء أن كل المعلمين في نظر التنظيم ليسوا سوى "مرتدين"، لانخراطهم يوما ما في تعليم الطلاب ضمن سوريا التي يحكمها الأسد، حتى لو كان هؤلاء من المناوئين للنظام والساخطين عليه في قرارة أنفسهم.
كما يظهر الصك مدى تلبسه بالألفاظ الفضفاضة من قبيل: "لا أعصي في معروف، يجري علي حكم الله عز وجل..."، وتعدي غرضه الرئيس ليتحول إلى صك مبايعة صارمة للتنظيم، بوصف التنظيم "محجة بيضاء لايزيغ عنها إلا هالك".

نص "الاستتابة" التي سبق لتنظيم "الدولة" أن أجبر كثيرا من المعلمين على توقيعها:
"أنا الموقع أدناه أتوب إلى الله تعالى مما وقعت فيه من ردة وأعلن براءتي من انتمائي إلى المنظومة التعليمية، وبكل ما تورطت فيه من مناطات كفرية وخصوصاً الفكر البعثي ومولاة الطواغيت، وإني أخضع طواعية لحكم الله عز وجل، وأتعهد أن لا أعصي في معروف وألا أقاتل المسلمين أو أعين على قتالهم بالقول أو العمل، وأن أُعظم حرمات الله وألا أتعدى حدوده، فإن غيرت أو بدلت فيجري علي حكم الله عز وجل".




زمان الوصل - خاص
(370)    هل أعجبتك المقالة (396)

شريف

2018-07-24

لعنة الله على داعش الانذال.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي