أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تتضمن بيانات تسهم بتفكيك لغز هجمات باريس.. قوائم جديدة بأسماء مئات العائدين من تنظيم الدولة إلى بلدانهم

تضم الجنسيات فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد وهولندا وفنلندا وبريطانيا واستراليا وتركيا

ضمن وثائقها الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقعت "زمان الوصل" على قائمة تضم أسماء مئات المقاتلين، قام التنظيم بتسجيل بياناتهم وأسمائهم كأشخاص عادوا إلى بلادهم لأهداف مختلفة مثل "زيارة الأهل" أو "إحضار الزوجة" أو لأسباب تتعلق بوضعهم الصحي، أو الخروج بشكل نهائي مع إشارة في بعض الأحيان إلى عدم الموافقة على عودتهم.

350 عائداً و30 جنسية
تتضمن الوثائق التي جاءت ضمن ملف يحمل اسم "العائدون" أسماء أكثر من 350 شخصاً، توزعت اختصاصاتهم بين "مقاتل" بصفة غالبة، ومتدرب وانغماسي وإعلامي في حالات قليلة.

وتحمل الوثائق الجديدة قيمة عالية، بناء على تحليل أجرته "زمان الوصل" وأظهر تطابقاً تامّا في بيانات بعض الخارجين من مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق إلى الدول التي ينحدرون منها أو يحملون جنسيتها أو يقيمون فيها، خصوصاً أولئك العائدون إلى دول أوروبية.

 وحسب بيانات الوثائق الجديدة فإن جنسيات المقاتلين في ملف "العائدون" ترجع إلى دول أوروبية (فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد وهولندا وفنلندا وبريطانيا ومقدونيا)، وكذلك إلى دول آسيوية (تركيا وأندونيسيا وأوزبكستان والشيشان وأذربيجان وجورجيا)، ودول عربية (ليبيا والجزائر ومصر والسعودية وتونس والسودان والصومال ولبنان والأردن وفلسطين والبحرين والكويت واليمن وعمان)، أضافة إلى دول أخرى مثل استراليا ومالي.


بيانات ترتبط بهجمات باريس
تظهر إحدى الوثائق "فيش" بيانات للجهادي كريم محمد عقاد باسم الصريح، واسمه الحركي "أبو جندل الفرنسي"، إذ تشير الوثيقة إلى أن الأخير يعمل بصفة "مقاتل"، وغادر مكان عمله مع تنظيم "الدولة" في منطقة "الشدادي" في سوريا بتاريخ 5 نيسان أبريل 2015، والهدف هو زيارة الأم.

وكريم محمد عقاد هو ذاته شقيق فؤاد محمد عقاد الانتحاري الثالث في عملية تفجير مسرح "باتكلان" برفقة سامي عميمور وعمر اسماعيل مصطفاي، حسبما أعلنت الأجهزة الأمنية الفرنسية بعد أسابيع من التفجير الذي استهدف مسرح "باتكلان" وراح ضحيته نحو 90 قتيلا، في 13 تشرين الثاني - نوفمبر 2015.

ويتبين أن كريم محمد عقاد دخل بصفة "مقاتل"، كما هو وارد في بياناته الخاصة لدى التنظيم، وعاد إلى فرنسا قبل 6 أشهر من قيام شقيقة فؤاد مع مجموعة بتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية تضمنت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة بالعاصمة الفرنسية باريس، وشملت مسرح "باتكلان" وشوارع "بيشا" و"أليبار" و"دي شارون". وثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط استاد "دوفرانس" في ضاحية "ساندوني" الشمالية. 

وضمن بيانات "زمان الوصل" يظهر اسم الانتحاري فؤاد محمد عقاد المنتمي إلى خلية ستراسبورغ، ويتبين أن دخوله سوريا يعود إلى تاريخ 19 كانون الأول – ديسمبر 2013، وهو يحمل لقب "أبو سعيد الفرنسي". 

اللافت أن وثائق "زمان الوصل" تشير إلى خروج أكثر من شخص من مناطق تنظيم "الدولة" إلى فرنسا في نفس اليوم، منهم مقاتل في التنظيم ينحدر من مدينة "رانس" (144 كم شمال شرق باريس)، ويحمل اسم إياد بن تهامي، ولقبه "أبو حمزة الفرنسي"، إضافة لتطابق تاريخ الخروج، تظهر الوثائق تطابق مكان النشاط داخل مناطق سيطرة التنظيم، فكلا الشخصين، عقاد وتهامي، يقاتلان في منطقة "الشدادي" شمال شرق سوريا (60 كم جنوب مدينة الحسكة).

وقبل خروج "عقاد" و"تهامي" بيوم واحد تسجل الوثائق دخول شخص فرنسي إلى صفوف التنظيم وهو "إيروان غايارد" المكنى "أبو قتادة الفرنسي"، وخروج شخص يدعى "بوعلاق توفيق" المكنى "أبو عبد الله الفرنسي"، ما يشير بوضوح إلى حركة منسقة للقيام بعمليات إرهابية تستهدف فرنسا. 

وكانت أجهزة الشرطة الفرنسية ذكرت أن الانتحاري "فؤاد محمد عقاد" البالغ 23 عاما وينحدر من مدينة ستراسبورغ، كان توجه إلى سوريا نهاية 2013، برفقة أخيه ومجموعة من أصدقائه، غالبيتهم عادوا إلى فرنسا حيث تم اعتقالهم في ربيع 2014. 

وبمطابقة البيانات مع ما افصحت عنه السلطات الفرنسية يتبين بالفعل أن "محمد عقاد" و "بن تهامي" وآخرين يحملون الهوية الفرنسية دخلوا سوريا عام 2013 مع اختلاف طفيف في التوقيت.  

كما يظهر في الوثائق اسم الفرنسي من أصول جزائرية عبد الملك حجاب، والملقب "أبو عمران الفرنسي"، وتظهر البيانات الخاصة أن الأخير غادر تنظيم الدولة عائدا إلى فرنسا بتاريخ 23 أيار – مايو 2015.  

جنسيات أخرى
ومن ضمن حملة الجنسيات الأوروبية، تظهر الوثائق اسم منير الفقري، وهو هولندي من أصول مغربية، ويكنى "أبو سميرة الهولندي" وينحدر من مدينة "بيرنيخالد" الهولندية، إذا يتبين أن الأخير غادر مناطق تنظيم الدولة بتاريخ 22 يونيو – حزيران 2014، وبعد أسبوعين فقط من وصوله، إذ تشير الوثائق الجديدة أنه دخل بتاريخ 8 يونيو 2014، بينما تظهر وثائق قديمة بحوزة "زمان الوصل" أنه وصل قبل يومين فقط من هذا التاريخ، وربما يقود الاستنتاج إلى أن "الفقري" وهو من مواليد 1982 يتحرك في إطار أمر عمليات خارجي، خصوصاً وأن البيانات تكشف عن أنه يحمل صفة "انغماسي". 

كما يظهر بين العائدين اسم الدنماركي أنيس فريد لاريا، الملقب "أبو هريرة الدنماركي" الذي عاد إلى بلاده في نيسان 2014. 
وأظهر تحليل سابق أجرته "زمان الوصل" على مئات وثائق الخروج الصادرة عن تنظيم الدولة، أن هذه الوثائق تعود لعناصر ينتمون لقرابة 50 جنسية حول العالم، يشكل الأجانب (غير العرب) نسبة 40% منهم.

الوثائق القديمة سبق وأن نشرت "زمان الوصل" بعض التقارير عنها، وهي عبارة عن "إجازات" أو "أذونات خروج" يمنحها التنظيم لأي عنصر من منتسبيه لدى رغبته في مغادرة سوريا أو مكان خدمته لسبب معلل.  

وحسب تحليل بياني لتلك الوثائق، فإن العناصر المنتمين للجنسيات العربية يمثلون 60% مقابل 40% يحلمون جنسيات غير عربية (30 جنسية تحديدا)، غالبية هذه الجنسيات تعود لبلدان أوروبية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا والسويد والدنمارك، فضلا عن دول أخرى مثل: إسبانيا، مقدونيا، هولندا، روسيا، ألبانيا، ودول خارج القارة أبرزها: كندا والولايات المتحدة وأستراليا والصين.
 
شاهد فيو سابق لمقاتلين من التنظيم بثته "زمان الوصل" 


علي عيد - زمان الوصل - خاص
(431)    هل أعجبتك المقالة (317)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي