لا تتركوا هؤلاء يمشون في جنازة دلال المغربي .. ولا تسلموا رفاتها الطاهر لهم ، فهم المتاجرون بدمها وهم الذين باعوا وصيتها ، فما الفرق بين من سفك دمها وبين من تاجر فيه. 
لا رابط بينها وبينهم ، ولا هناك ثمة علاقة.. ما أكبرها وما أصغرهم. 
هي كانت تقاتل من أجل وطن ، وهم يقاتلون من أجل حفنة دولارات أو صفقة ترفع ارصدتهم قليلا ام كثيرا. 
هي دخلت الوطن رغما عن الغاصب ؛ عبر بره وبحره ، وظلت تقاتل حتى أشتشهدت ، وهم دخلوا عبر مداولات الذل والخيانة والتسليم السرية في أوسلو ؛ ليشبعوا، وما تخموا بعد. 
دخلت الوطن تحمل سلاحها وهي مرفوعة الرأس ، ودخلوا وهم مطأطي الرؤوس ، ودفاتر الشيكات في جيوبهم . 
كانت عيونها على القدس وعيونهم على البورصة. 
وجهت رصاصها نحو الغاصب ، وهم يوجهون رصاصهم نحو من يعتدي على راحة الغاصب . 
كانت تريدها ثورة حتى النصر ، وهم يريدوها ثورة حتى آخر قطرة من دم أخوتهم . 
دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ؛ ببطولتها وشجاعتها وتضحيتها وصدق ما عاهدت عليه ، وهم دخلوا السجلات السوداء وملفات الخونة والعملاء ، ولن يذكرهم التاريخ إلا في صفحات الخزي والعار . 
هي دلال المغربي وهم الخونة والعملاء والجواسيس والمرتشون والمبتزون والمهربون. 
لا تسلموا رفاتها الطاهر لمن سيتقهقر بجنازتها.. لمن سيتركها بلا دفن عند صيحة من الغاصب ، لا تسلموها لمن قد يعيدها مرة أخرى ؛ إذا أقتضى ذلك ميزان الربح والخسارة . 
لا تسلموها لهم ، فقد سلموا الأحياء - ممن ساروا على دربها - للغاصبين .. وعانقوا قاتلها ومن مثل بجثمانها الطاهر؛ فكيف تسلموها لرموز الخسة والنجاسة. 
يتنازعون شرفا الآن كي يمشوا في جنازتها ، وكم تجالسوا وتسامروا مع الغاصبين ، ولم يذكروا حتى إسمها أمامهم ، آه ما أرخصكم .. ما أرخصكم . 
كتب القدر ان تكون في عصر غير عصرهم، فلو كانت في زمنهم ؛ لنزعوا عنها سلاحها ، ورموها بكل موبقات الدنيا .. لقتلوها قبل أن تمس صهيونيا واحدا.. 
لا تسلموها لهم.. سلموها لمن لا زال يسير على خطاها ، لمن يستطيع ان يقرأ على روحها الفاتحة بلا أخطاء ، ويصلي عليها طاهرا ، ويدعو لها صادقا ، لا مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام.. 
					
				
						
								
								
								
								
								
								
								
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية