أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب الله قام بأكثر من الواجب ... محمد عالم

لقد بات توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل من قبل حزب "الله" عقب كل تفجير في الضاحية الجنوبية، أو في موضوع الاغتيالات (إن كانت كذلك) مشهداً مألوفاً، تماماً كــ ألفة مشهد أصابع عناصر الحزب على زناد البنادق ومقابض السيوف في الداخل السوري! وليس غريباً أن يرى الكثيرون تلك التفجيرات والاغتيالات نتيجة طبيعية لانخراط الحزب في الصراع السوري، والذي عبّر الحزب عن موقفه منه بوضوح وفي أكثر من مناسبة بأن له فيه ناقة حماية المراقد وجمل "المقاومة".

ويكاد لا يخفى على أحد أن من بين الأسباب التي تدفع الحزب، ومن ورائه إيران، لتبني مواقف الإدانة تجاه إسرائيل بُعيد كل حادثة تفجير أو اغتيال هو محاولاته التأكيد للجموع الماضية خلفه على أن ما يحدث في الضاحية مرتبط بالمشروع "المقاوم" في صد العدوان الصهيوني بشكله وموقعه الجديد الذي تكشفت خيوطه في سوريا! وبالنسبة لقيادات الحزب فإن هذه التفجيرات والاغتيالات هي بمثابة شهادات تلتصق على رايات الحزب "المقاوم"، ومطية يحاولون من خلالها إعادة ترويج فكر ونهج "المقاومة" وبث روحها من جديد، داخلياً على الأقل، خوفاً من اتساع رقعة الانشقاقات في صفوف الحزب.

حقيقة بات من المؤلم لنا جميعاً والمفرح لإسرائيل محاولاتنا العفوية تشكيك ضلوع إسرائيل في أية أعمال إرهابية تقع في المنطقة راهناً، وذلك لأن الحزب لم يترك لإسرائيل ما تقوم به بعد تدخله المباشر في الصراع السوري...وأظن أن إسرائيل في سرها لا تقول في الحزب إلا خيراً، ليس لأن ذلك مما عندها، ولكن لأن الحزب أكرمهم على طريقته، وقام بأكثر من الواجب!

 أكاديمي وكاتب سوري

(113)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي