في مثل هذا اليوم استقبل قرّاء "زمان الوصل" زاوية جديدة بعنوان جديد "بالحمصي الفظيع"، وفي اليوم نفسه الذي ودعوا "كل أربعاء"، لماذا؟!.....لا تسألوا حمصياً عن تصرفه يوم الأربعاء، والأهم من ذلك أن يتزامن الموضوع مع ذكرى اندلاع ثورة تسافر بكم فظاعات أحداثها إلى رواندا أو البوسنة والهرسك أو كوسوفو.
من لزوم ما لا يلزم أن نسأل عما إذا كنا بحاجة إلى هذه الفظاعات، وقد نشهد ما هو أفظع إن لم تصل "رسالة الغفران".
سنة ثانية ثورة على مدى 725 يوماً أزهقت أرواح ما لا يقل عن 80 ألف سوري بمعدل 110 شهداء يومياً، وضعف هذا العدد من المعتقلين بمعدل يومي يقارب 220 معتقلاً!!
وتفصح الإحصائيات الدموية عن 320 ألفاً من الجرحى أي 302 جريح يومياً، فيما تجاوز المهجرون المشردون بأعدادهم حاجز المليون بمعدل 1373 مهجّراً إلى خارج الحدود كل يوم، بينما يتضاعف عدد النازحين داخلياً ليصل إلى ثلاثة ملايين بمعدل 4120 نازحاً يومياً!!، وبلغ عدد البيوت المدمرة نحو 1.5 مليون بيت بما يساوي 2060 بيت يومياً.
أمام الأرقام الفظيعة أعلاه تشخص عيون السوريين وتشنّف آذانهم ليروا ويسمعوا كلمات ليست كالكلمات من التعاطف وإرسال الطعام والبطانيات في أحسن الحالات، يرافقها خلطة وعود خلّبية أوروبية وعربية مع تراجع أمريكي في (كلام الرجال) الصادر عن السيدة هيلاري كلينتون "أيام الأسد معدودة" إلى الفتح السياسي المبين لسي السيد كيري بضرورة أن يرى المعارضة مجتمعة مع الأسد على طاولة الحوار، يتخلل ذلك بين الحين والآخر رشّة وعيد وتهديد للأخضر الإبراهيمي بالصوملة مع نكهة قلق أممي للسيد بان عندما يظهر ويبان وعليه الأمان بعد كل مجزرة.
سنتان أكثر ما يرسخ بالذهن خلالهما الأحمر القاني الذي سال على كامل ترابنا الوطني، فهل من لزوم ما لايلزم تعطّش ذلك التراب لتلك الدماء؟!
سنتان من الفواجع المتنقلة ونحن نسجّل براءات اختراع جديدة بإبداع ما يزيد تشتتنا، فصار بعضنا من جماعة(15آذار)، فيما البعض الآخر لحق ب(18آذار)، مالفرق؟ "كلهم 3 أيام" حسب ثورجي حمصي ظريف" طبعاً كلمة "ظريف" من لزوم ما لايلزم مثل "ليلاً نهاراً فقط" و"لدينا ثلج بارد" لأن القاعدة تقول"كل حمصي ظريف"، استغفرالله قلت القاعدة....! غداً نحن على موعد مع وضع حمص على قائمة الإرهاب!!
سنتان حمراون ويتباكى بعض المثقفين على رأس من الجبس للمعري قطعه جاهل، عاملاً بقاعدة "لزوم ما لا يلزم"، مبتعداً عن "رسالة الغفران" أمام آلاف رؤوس البشر المتناثرة على قارعة الضمير الإنساني...!!!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية