إن الوقوف مع رئيس الجمهورية، في هذه اللحظة الحرجة، لم يعد ترفًا ولا مجاملةً ولا حتى موقفًا سياسيًا قابلاً للتفاوض. بل أصبح ـ وفق معطيات الواقع والتحولات الدولية ـ فرضَ عين على كل من يحمل همّ مستقبل سوريا، ويريد لها موطئ قدم في العالم الذي يُعاد تشكيله.
لكن هذا الوقوف لا يعني التطبيل، ولا تقديم الغطاء للأخطاء، ولا إعادة إنتاج ثقافة الاستبداد بشعارات محدثة. بل يعني، ببساطة، الانخراط الواعي في مسار البناء، كلٌّ من موقعه.
على من يملك الخبرة أن ينصح.
على من يملك المنصة أن يحاور.
على من يملك القوة أن يحمي، لا أن يبتز.
الرئيس يواجه معارك معقدة، أخطرها ليست فقط فلول الماضي الذين يريدون العودة بأقنعة جديدة، ولا أمراء الفوضى الذين يعتاشون على انهيار المؤسسات، بل الأخطر هو ما يمكن تسميته بـ"التيار العميق داخل الدولة الحديثة"؛ ذلك التيار غير المُقْدِم على التغيير، والرافض لأي رؤية تتجاوز "القطاع الصغير" الذي يسيطر عليه.
هذا التيار لا يرفع السلاح، لكنه يؤجل القرارات.
لا يعارض علنًا، لكنه يغتال المبادرات بالصمت والبيروقراطية والتشكيك.
ولا بد هنا من مواجهة واضحة لأي شخصية تحاول أن تقول "أنا الدولة"، أو تمارس السلطة باسمها دون حق، أو تفرض قراراتها كأنها أوامر من أمير جماعة. لا مكان للمعتقلات الخاصة، ولا للولاءات الفوق دستورية.
نحن جميعًا في مركب واحد، نحو التجديد لا التوريث، نحو الدولة لا الإقطاع، نحو دعم الرئيس لا لتعزيز سلطته، بل ليتمكن من التغلب على الماضي، بفلوله... و"متشدديه" أيضًا.
الفرصة أمامنا: إما أن نغتنمها بوعي وشجاعة، أو نندم لاحقًا، على ما فرّطنا به من إمكانيات كان يمكن أن تصنع مستقبلاً مختلفًا.
رئيس التحرير - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية