أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العقارب ذاتهم..

أبارك عودة "السبايا العلويات" كلهن إلى بيوت آبائهن وأزواجهن، في نفس اللحظة التي صدر فيها تسجيل الإساءة للنبي الكريم.  

وأهنئ بزوال الحواجز والخطف والقتل على الهوية في "إقليم الساحل"، بالتزامن مع انتقال الأحداث إلى جرمانا وأشرفية صحنايا.  

أصبح الأمر واضحًا الآن، عزيزي السوري... ألا تريد أن أشرحه لك؟  

نفس السفلة الذين قادوا فتنة السبايا، يواصلون اليوم بفتنة الدروز، وكأنهم يسلمون رايات سباق متتابع، حتى لا تهدأ البلاد ولا يتوقف الدم، ربما ليفوا بوعودهم لمشغليهم، أو ليُطفئوا نيران حقدهم وأحزانهم على النظام البائد.  

لا أتهم كل هؤلاء المتطرفين بالعمالة المأجورة، فبعضهم يتطوع بلا مقابل ليُحارب السوريون ويمزقوا بلادهم.  

هل ما زال لديك شك، أخي السوري، في أدوار هؤلاء؟ أم تريد أن أنقل لك منشوراتهم واستغاثاتهم لـ"إنقاذ حرائر الساحل"، وكيف توقفت فجأة، ثم انتقلوا بموجة الهلع إلى السويداء وجرمانا وأشرفية صحنايا؟  

هنا، ولنكون واضحين، أنا لا أنكر أي جريمة أو خطأ، أينما وقع، ولا أسكت عن المطالبة بالمحاسبة ونشر العدل وتحقيق الأمن. لكني أريد لفت انتباهك، أخي السوري، إلى دور "هؤلاء العقارب" الذين إن لم يجدوا من يلدغوه، "لدغوا أنفسهم".

وأختم باستنتاج شخصي مؤلم:  
لم أجد أي رابط أو قاسم مشترك بين هؤلاء "العقارب" (وهم من مختلف المدن والطوائف)، إلا اتفاقهم على التقسيم وطلب الحماية الأجنبية.  

ولا شيء يجمعهم سوى سعيهم لإفشال تجربة الحكم الذي يسمونه "إسلاميًا سنيًا"، ويحملونه أوهامهم وما تناقله الجدات أو ما أوحى به مشغلوهم، بدلًا من تحميل النظام السوري الجديد المسؤولية.  

هل يعني هذا أنني لا أملك رأيًا أو ألف ملاحظة على أداء الحكم في سوريا؟

بالطبع لدي انتقاداتي، وربما أكثر من غيري، لكنني:  
- لا أستغل الأعراض للنيل من النظام.  
- لا أتهمه بالإبادة الجماعية لزعزعة استقراره.  
- لا أروج للتطرف والإرهاب لزيادة الحصار والعقوبات على سوريا وشعبها.  

أنا أنتقد، وأكتب، وقد أشارك في مظاهرة، أو حتى أؤسس حزبًا معارضًا، لكنني "أرفض" أن ألجأ – مثل هؤلاء السفلة – إلى الكذب، أو الحقد، أو العمالة، أو المتاجرة بشرف أخواتي، أو الطعن في تاريخ ووجود أهلي.

عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(49)    هل أعجبتك المقالة (10)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي