أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في حضرة قائدي ومرشدي .. العميد مصطفى حمدان



في حضرة استراحة قائدي ومرشدي "عبد الناصر" من ضجيج وصخب وقهر هذه الحياة، أتهيب فكرة ترداد معزوفات التمجيد والتعظيم لمَثلي الأعلى الذي رسم لي خريطة طريق قوامها عقيدتي القومية العربية وفكري الناصري وكرامتي التي لم تحط الدنيّة لمخلوق وثقافة حضارية اجتماعية تحميني من صروف الدهر والشطط والزلل وتجعل مقامي دائما الى جانب أهلي وحريتهم واشتراكيتهم وحلمنا الكبير في التجوال في وطن واحد يمتد من "تطوان" في المغرب الى "رأس الخيمة" على الخليج العربي.
نفحات يوم 28 أيلول يتقاطع الموت فيها مع انفصال إقليم مصر عن إقليم سوريا في الجمهورية العربية المتحدة، أما الموت، فقائدنا شقّ الطريق وكنا نحن صداه الذي ما خان ولا هان حتى اليوم، مرابطون نسعى الى الوصول إلى حريتنا وحلم تأمين العيش الرغيد لأهلنا والسير إلى قبلة جهادنا ونضالنا فلسطين وقبة الأقصى، وهزم تلموديي كل العصور ذاكرا هنا بالحرف ما قاله المفكر القومي والعربي "شوقي خير الله": في كل نكبة تكونون وفي كل نصر ولا يكف حلمكم أنكم ستغيرون وجه التاريخ ولذلك يستعديكم جميع أشرار الأمة والعروبة والمسكونة. وُنقل عن خبير مقرقح قال: "المنافقون يحسدونكم على ويلاتكم وعلى القدوة التي تطرحونها أمام الأجيال الطالعة، تعتنقون المستحيل وتمشون، فكل من حولكم خصوم وأعداء وحلفاء اسرائيل نكاية بكم، الدهر يشيخ وأنتم تبعثون."
أما في الانفصال فنقول أن اليوم في إقليم مصر سلطة خائنة جائرة اغتصبت إرثك وتراثك يا قائدي، واستباحت مجلس ثورتك ووزارة خارجيتك التي أخرجت إلى العالم ثوّار كوبا وثوّار الموزمبيق ورجال عدم الانحياز، كانت ُترفع فيها صور "تشي غيفارا" و "نهرو" و "شو ان لاي" و "تيتو"، وصل بها الذل أن يلطخ شرف سموها مجرم وسفاح وقاتل لابن من أبناء ثورتك العربية "رشيد عبد الحميد كرامي".
أما في اقليم سورية يا قائدي، لقد أخذ بثأرنا من "النحلاوي" و "الكزبري" ومن لف لفهم أدوات الاستعمار الذي حاول أن يحطم حلمنا وصولا إلى روحنا.

ففي سورية اليوم يا "ناصري" قائد فذ يمتلك رؤية استراتيجية وعقيدة عربية ثابتة راسخة، وقف بها مجاهدا ومقاتلا ضد أعتى هجمة استعمارية منذ أيامك يا قائدي، اسمه "بشار حافظ الأسد" مدرك تماما أنه تراكم نضالي لفكر قومي عربي وجهاد يمتد من معركة أم القرى ضد الفرس مرورا بمعاركك وصولا الى إسقاط مشروع عصبة المجرمين الأميركيين وعلى رأسهم المجنون "بوش" و "رايس" و "تشيني" و "وولفوفتز" و "بيرل"، يا قائدي اليوم نخوض في لبنان معركة الوعي، معركة دحر فكر الانهزام والرضوخ لأوامر الموظفين الصغار في خارجية الإمبراطورية الأميركية، يا قائدي نخوض معركة الوعي ضد من يحاول أن يجعل منا نحن القوميون العرب زرافات سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين وهم لا يدرون أننا ملاقون أعظم نصر على صعيد الأمة وعلى صعيد الوطن جزاء لما صبرنا وناضلنا، لأننا وقفنا وجاهدنا. وكان قائدنا في المواجهة سيد من رجال الله حسن البصيرة والتقدير والتخطيط، فكان ذخيرة لأمتنا ووطننا التي هي حلم كل مستعمر ومستكبر.
وأخيرا يا قائدي أقرّ وأعترف لك أن الأمة بخير وأن الوطن إلى خير وأن المرابطون كانت وستبقى في خير.
أما من يحمل فكرك الناصري فأنا أدعوهم وبكل غصة في القلب ونقد عقلاني أن يتركوا التنظير والتمجيد والتعظيم والصراخ والعويل ومهرجانات التوديع والانفصال إلى الفعل السياسي الواقعي والعمل التنظيمي الجدي والتعب والجهد لبلورة حزب سياسي حديث واحد موّحد على صعيد الأمة، يفرض فكره وفعله السياسي ولا يفرض عليه محاباة نظام أو جهاز مخابرات .
قدرنا أن لا نتوقف وسبيلنا أن لا يركبنا وهم أو خوف وإلى اللقاء يا قائدي .

(89)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي