اعتبر الخبير الاقتصادي الموالي للنظام، جورج خزام، أن شراء الدولار بقصد الإدخار هو أحد أهم أسباب ارتفاع سعر الصرف، لأنه يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار وبالتالي خروجه من السوق، مضيفاً بأن زيادة كتلة السيولة المتداولة في الأسواق بالليرة السورية مقابل كمية البضائع والدولار المعروضة للبيع، هو أيضاً ما يتسبب بارتفاع سعري البضاعة والدولار معاً.
وقال خزام، بحسب صحيفة "تشرين" التابعة للنظام، إن هناك إجراءات كثيرة يمكن اتخاذها تنتهي بزعزعة الثقة بإدخار الدولار والتقليل من استبداله بالليرة، وذلك من أجل تحقيق تراجع بالطلب على الدولار وتخفيض سعره،وأوضح أن المقصود بزعزعة الثقة بالدولار هو دحض فكرة أن الدولار وحده هو الملاذ الآمن للمدخرات، وهذا يتطلب حسب قوله تثبيت أو تخفيض سعر الصرف في السوق السوداء، لأن "القاعدة الأزلية لجميع أسواق العالم في تحديد السعر هي في العرض والطلب".
وبناء عليه، يطرح خزام فكرة إحداث صدمة متكررة وسريعة بفائض العرض، ووضع سعر لشراء الدولار أعلى من السعر في السوق الموازية، فإذا كان سعر الدولار بالسوق الموازية مثلاً 8500 ليرة، فمن الأفضل أن يقوم البنك المركزي بوضع سعر للشراء فقط، من دون البيع وبسعر 8700 ليرة، ويفرض على السوق الموازية أن تقوم برفع السعر تلقائياً إلى سعر أعلى من 8700 ليرة، وليكن 8900 ليرة مبدئياً أو 9 آلاف ليرة، عندها يقوم المركزي بإعادة بيع ملايين الدولارات دفعة واحدة بسعر الشراء وهو 8700 ليرة وبمعدل ألف دولار فقط للشخص الواحد، من دولارات الحوالات الخارجية والتصريف.
وأضاف خزام أنه يمكن للمركزي أن يعيد رفع سعر صرف الدولار إلى سعر أعلى من 9 آلاف ليرة بقليل كأن يكون 9200 ليرة لجلب المزيد من الدولارات، ومن ثم إعادة بيعها دفعة واحدة بسعر التكلفة الوسطي لسعري الشراء 8700 ليرة و9200 ليرة أو أقل.
وحسب خزام هذا التقلب السريع لسعر الصرف يسبب صدمة في السوق ويجعل الإدخار بالدولار يحقق خسائر كبيرة للمضاربين، ويضعف الثقة به كعملة للإدخار ويزيد الثقة بالليرة السورية، وبالمصرف المركزي، لأنه يملك الأدوات الحقيقية للتدخل.
ولنجاح هذه الطريقة يشترط خزام عدم احتفاظ المصرف المركزي وإدخار أي دولار يتم شراؤه بقصد إحداث الصدمة، وكذلك عدم السماح بوجود ازدحام على مكاتب الصرافة والبنوك والحوالات حتى يكون البيع والشراء سريعاً، وهذا يتطلب أيضاً إلغاء تجريم التعامل بالدولار، حسب رأيه.
اقتصاد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية