فتاةٌ باريسَ
اللّحظةَ تُلِحُّ عليَّ "ماري"لأذكُرَ فتاةَ ضاحيةٍ في "باريسَ"..ماذِيّةَ عينينِ..الثّغرَ يضحكُ حَدقَةً للسّمواتِ الباريسِيّةِ..البارفانَ الذي لَمْ يُصنعْ بعدُ..الآنَ أفتحُ زجاجةَ نبيذٍ فرنسيٍّ بطعمِكِ(أنتِ الفرنسيّةُ كنبيذِ ليلتي هذي)..لأمتصَّكِ مِنْ فمِ الزّجاجةِ..ألتمِسُ نحرَكِ يَشِفُّ في عنْقِ الزّجاجةِ..أيّةَ فتاةٍ تشِفّينَ حدَّ هذي اللّحظةِ لتصيري وحدَكِ الزّجاجةَ..أنا أنخبُ الآنَ كلَّ ما يغتلي في عروقِكِ..أنخبُكِ آخرَ قطرةٍ تبتدي عَرَقَ اللّحظةِ.."ماري"كيفَ أصحو..
ماركةُ إيلي ويتني
بيضاءُ هي ملابسي الدّاخليّةُ..أنا أعرفُ عن عبيدِ حقولِ القطنِ في "أمريكا" العدلِ..أعرفُ أنَّ زنوجاً أراقوا عَرَقَهُم نخباً مِن أجلِ زهرَتِكَ القطنِ يا "إيلي ويتني"..كمْ مِن زَنجيٍّ نفقَ كيْ أرتدي هذا السِّروالَ اليومَ..420 رقيقاً مُقابلَ مفرشِ سريرٍ760 مقابِلَ قميصِ التي شيرتِ هذا2100 مُقابلَ سراويلَ داخليّةً لنساءِ السيناتوراتِ4300 مُقابلَ جوْرباً مُزدوجاً..سلامٌ يا "أمريكا" الحرَّةُ..هلْ نرتدي اليومَ إلاّ أرواحَ أؤلاءِ الزّنوجِ..أرواحاً تحلِجُ إلى الآنَ روحَ هذا القطنِ..أرواحاً ترِفُّ مُتفتِّحةً في زهرةِ القطنْ..
*إيلي ويتني 1793:كان أحدَ مستعمري ولاية ماساشوستس في حقبةِ رقيقِ الحقولِ
الحياةُ لديَّ
أفتحُ النّافذةَ فيدخلُ المتوسِّطُ عَ موجةِ أنفاسي و كيبوتسُ(افني حيفرَ) غصْباً يدخلُ مِنْ نافذتي..ومَنْ نشرتْ أسماءَنا عَ حبلِ الغسيلِ..أفتحُ النافذةَ فأرى الكيبوتسَ غصْباً ومَنْ تقرصُ أرواحَنا بملاقطِ الغسيلِ
أفتحُ النّافذةَ لأرى الكيبوتسَ (وحدَهُ الغَلْقَ)
أفتحُ النّافذةَ
صرتُ لا أجدُ النّافذهْ
*الكيبوتسُ: مستوطنةٌ اسرائيليّةٌ مغتصبةٌ من أراضي سكانِ فلسطين
القصائدُ المُفخّخةُ
لِمَ لا أقرأُ أشعاراً فِ الكنيستِ..لستُ الخائنَ لكنْ سأذهبُ اليومَ الكنيسِتَ مُنتخباً مِنْ أشجارٍ و أطفالٍ رُدِموا..نائباً عنْ قائمةِ القتلى والعاهاتِ..مندوباً عن منازلِ التّنكِ فِ المخيّمِ لأنتصِبَ اليومَ أمامَ جنرالاتِ الحربِبرلمانيينَ صقورٍباباواتِ الترانسفيرِحاخاماتٍ بادلتِ اللهَ بالعجلِ المُفدّى..إذاً فلأقفِ اليومَ فِ الكنيستِ لأقرأ ما تيسَّرَ مِن توراةِ القصائدِمُصحفِ لمزاميرِ أضاحي الفسْحِإنجيلِ أنشادٍ مُفخّخٍ بأصابعِ الأطفالِ التي ستظلُّ مِسلّاتٍ في أعينِ الجنرالاتِ وأعلنُ بيتَ قصيدي: لا جنرلاتِ سوى الأطفالِ..إذاً لِمَ لا أقرأُ قصائدَ عَ منبرِ الكنيستِ..أطلِقُ عَ معشَرِ البرلمانِ الرّصاصَ مِن فمي..أطوي القصائدَ وأرسِلُها طائراتٍ ورقيّةً تقصِفُ مبنى الكنيستْ..
*الكنيست:مبنى البرلمانِ الإسرائيلي
السقوطُ فيِ الأعالي
الطّفلُ الذي أطاحتْ به رَصاصة ٌهوى يهوي مِنْ الشّرفةِ(ليَسقطَ معه اسمُ الشّرفةِ)..هو ذو الأعوامِ ال5..ظللتُ 5أعوامٍ أشاهِدُهُ وهو يهوي..مِنْ أعوامٍ 5 إلى الآنَ وهو ما يزالُ يهوي..ليرفعَ ربتما شرفةً أخرى
مُشاهدةٌ
يَمرُقُ الميْتُ وهوَ يُجرجِرُ مقبرةً مِنَ الأحياءِ..الجنائنُ تمرُقُ مُجرجرَةً رائحَتَكَ والأنفاسَ..الصّيادُ جارّاً البحرَ بالشّبكةِ..عرباتُ الجنودِ مُجرجرةً العواصِمَ..الوقتُ يمرُقُ مُضيِّعاً ساعاتِهِ..تمرُقُ الطّيرُ وهي تُجرجِرُ السّماءَ مِن ياقةِ الأفقِ..يمرُقُ الشّارِعُ مُجرجِراً الشّوارِعَ التي كأمعاءِ الجوعى..مرَقَ النّهارُ يُجرجرُنا كلاباً مِن عُلبِ الكولا وأكياساً و حفّاضاتِ أطفالٍ إلخ..يمرُقُ النّهرُ مُجرجراً نهرَهُ والحصى عَ خدِّ جدّتي..فِ العالمِ مرَقتُ أمرُقُ..بجديلةِ أمّي أجرجِرُ العالمَ مِنْ سُرّتِهِ خلفَ العالَمْ..
[email protected]
www.tareqalkarmy.com
السقوط في الأعالي ... طارق الكرمي
طور كرم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية