دأب نظام الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية على قمعها بكافة الوسائل وبكل ما أوتي من طرق القتل والدمار فلم يسلم منه بشر ولا بيت ولا شجر، حيث قام هذا النظام الطائفي بتدمير كل وسائل الحياة الممكنة عند من عارضه أو خالفه.
شملت حملات الأسد التدميرية، وكذلك الأمريكان والروس، عشرات الجسور التي تربط بين ضفتي نهر الفرات في الشمال الشرقي السوري غير عابئين بتاريخية وندرة بعضها.
وبعد دخول القوات الأمريكية وروسيا على خط القضية السورية عمد طيرانهم مجتمعاً على تدمير ما تبقى من جسور ومعابر كانت ولا تزال شريان الحياة لسكان الجزيرة السورية، فلم يبق من هذه الجسور سوى تلك المقامة على السدود المائية الكبيرة مثل جسر الفرات وتشرين وغيرها.
ولعل الهدف المشترك والخفي لكل هذا التدمير المتعمد لتلك الجسور، هو فصل هذا الجزء من الجزيرة السورية وقطع كل أشكال الحياة التي تربطها ببقية المناطق السورية التي تقع على الضفة المقابلة من النهر .
*26 جسراً على "الفرات"
على نهر الفرات داخل الأراضي السورية 26 جسراً رئيساً متنوعاً تتوزع على امتداد مجرى النهر من لحظة دخوله في بلدة "جرابلس" شمالاً، وحتى مغادرته بلدة "البوكمال" جنوباً، ذلك عدا عن عشرات العبارات والجسور الصغيرة التي أقيمت فوق فروع النهر والوديان المجاورة.
ويقتصر التقرير الحالي على عرض الجسور التي كانت مقامة على مجرى النهر الرئيسي والتي تعرضت للتدمير من قبل قوات النظام والقوات الأمريكية والروسية بتدميرها، فمن أصل 26 جسراً كانت تربط بين ضفتي نهر الفرات تم تدمير 21 جسراً وبقيت 5 جسور هي تلك الجسور المقامة على السدود المائية الكبيرة (الفرات- تشرين- البعث) أو تلك التي كانت واقعة تحت سيطرة قوات الأسد مثل جسر "المشفى" وجسر "الجورة" في دير الزور.
وسوف نعرض لهذه الجسور مرتبة حسب توضعها على الأرض بدءاً من الشمال وحتى الانتهاء جنوباً في مدينة "البوكمال"، وذلك بهدف الكشف عن محدودية حركة قوات النظام وتنقل قواته خلال عبورها إلى الضفة المقابلة، فلم يبقَ لها إلا الجسور المقامة على السدود الثلاثة، خاصة بعد تخريب الجسر الروسي اليتيم المقام جنوب دير الزور كما عرضت "زمان الوصل" منذ أيام.
1- جسر جرابلس الخشبي (الحربي): وهو الجسر الأول على نهر الفرات من جهة الشمال، وهذا الجسر الرابط بين بلدتي "جرابلس" و"زور مغار"، تم قصفه وتخريبه من قبل طائرات النظام في 25 أيلول سبتمبر/2012.
2- جسر الشيوخ: يقع جنوب "جرابلس"، ويربط بلدتي "جرابلس" و"عين العرب" (كوباني)، قام النظام بقصف هذا الجسر عدة مرات حيث أحدث فيه أضراراً كبيرة، ثم بعد انسحاب التنظيم من قرية "شيوخ كبيرة" عام 2015 قام بتفجيره بحيث لم يعد يصلح بعدها للعبور أبداً.
3- جسر قرة قوزاق: هذا الجسر يربط بين بلدة "منبج" ومنطقة شرق الفرات قام النظام بقصف هذا الجسر بالمدفعية عدة مرات وأحدث فيه أضراراً قبل أن يقوم طيران التحالف بتدمير جزء كبير منه عام 2016، ثم بعد استيلاء الوحدات الكردية على مدينة "منبج" قامت بردم وترميم الجزء المدمر من الجسر وأصبحت تستخدمه حالياً للتنقل بين ضفتي النهر.
4- جسر سد تشرين: لا يزال صالحاً للاستخدام، تسيطر عليه الوحدات الكردية، ويقوم النظام بالعبور عليه خلال دخوله هذه الأيام إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي.
5- جسر سد الفرات: لا يزال صالحاً للاستخدام، تسيطر عليه الوحدات الكردية، وقد عبرت عليه قوات الأسد للعبور إلى بلدة "عين عيسى" أمس الاثنين.
6- جسر ماهر – جسر السكة الحديدية:
وهو عبارة عن جسر للسكة الحديدية، حيث يمر من بلدتي "هنيدي" جنوب النهر و"كديران" شمال النهر، تم قصفه من قبل النظام عام 2017 وتدمير جزء كبير منه وأصبح خارج الخدمة.
7- جسر سد البعث:
لا يزال صالحاً للاستخدام، تسيطر عليه الوحدات الكردية، وقد تستخدمها قوات النظام خلال دخولها.
8- جسر الرشيد (الرقة الجديد): وهو أحد الجسرين الذين تملكهما مدينة الرقة، ويربطا المدينة مع محافظات القطر، وقد قصفه النظام في العام 2014، ودمره بشكل جزئي ثم قامت طائرات التحالف في العام 2017 بقصفه وتدميره كلياً.
9- جسر المنصور: أو الجسر العتيق، ثاني الجسور في محافظة الرقة وقد تم استهدافه من قبل قوات النظام عام 2015، ثم أكمل التحالف المهمة وقام بتدميره كلياً في العام 2017. ويعود تاريخ بناء جسر المنصور (العتيج) إلى العام 1942، حيث بنته القوات البريطانية أثناء دخولها إلى سوريا مع القوات الديغولية لقتال القوات الفيشية في الحرب العالمية الثانية، ويبلغ طوله نحو 630 مترأ.
قامت ميليشيا (قسد) وبمساعدة من الأمريكان بإعادة ترميمه و تأهيله بشكل بدائي في آذار مارس من العام الحالي 2019، كي تتمكن من الوصول إلى الضفة الأخرى، حيث تواجد قواتها أيضاً، عبرت عليه قسم من قوات الأسد البارحة خلال دخولها إلى الضفة المقابلة.
10- جسر مغلة شرقي: يسميه البعض جسر "معدان" كان تعرض للعديد من قذائف المدفعية والطيران من قبل قوات النظام قبل أن تقوم طائرات التحالف بتدميره بشكل كلي في شباط من العام 2017.
11- جسر حلبية وزلبية: يقع على بعد حوالي 80 كم عن الدير باتجاه الرقة ويصل بين مدينتي "حلبية" في الغرب و"زلبية" شرق النهر الأثريتين، ويقوم بتخديم القرى المجاورة له بإضافة إلى المواقع الأثرية.
ومن اللافت للنظر بالتصميم الهندسي للجسر أن قواعد الجسر عبارة عن طوافات تعلو وتهبط حسب منسوب المياه في النهر ويعلو معها الجسر ويهبط دون أي خلل وهذه الميزة للمحافظة على ارتفاع ثابت بين سطح الماء وأسفل الجسر لتمرير القوارب.
وكان النظام قد استفاد منه في إنشاء موقع "الكبر" النووي، حيث كانت سياراته وآلياته الخاصة تعبر من هذا الجسر.
وقام جيش الأسد بتدمير جزء من هذا الجسر بواسطة الطيران، ثم أصلحه تنظيم "الدولة"، وبعد وصول النظام إلى المنطقة عقب طرد التنظيم منها عام 2018م قام طيران التحالف بقصفه وتدميره بشكل كلي.
*جسور مدينة دير الزور:
سميت دير الزور بمدينة الجسور لكثرة جسورها المقامة على نهر الفرات، فهذه الجسور تمثل شريان الحياة للبلدات الواقعة على الطرف الآخر من النهر.
يوجد داخل مدينة دير الزور 10 جسور مقامة على الفرات وفروعه، منها اثنان للمشاة و8 أخرى لحركة المرور والسيارات. ومعظم جسور المدينة دمر أو أصبح غير قابل للاستخدام وهذه الجسور هي:
• جسر المشفى
• جسر الجورة
• جسر ايمان حجو- للمشاة
• جسر الحرية - الثورة
• جسر العيور- العتيق
• جسر محمد الدرة - للمشاة
• جسر كنامات
• جسر العنفات- أو الحويجة
• الجسر المعلق
• جسر السياسية.
دمّر النظام ثمانية منها تدميراً شبه كامل، لكن أشدها وقعاً على النفوس كان تدمير "الجسر المعلق"، الذي بناه الفرنسيون في عشرينات القرن الماضي والذي كان يعتبر تحفة معمارية قل نظيرها. وسوف نعرض لهذه الجسور تباعا.
12- جسر المشفى: وهو عن جسر يصل بين مشفى القلب ومدينة دير الزور عبر فرع نهر الفرات، وقد بقي هذا الجسر سالماً لوقوعه تحت سيطرة قوات النظام.
13- جسر الجورة: يقع على الفرع الصغير لنهر الفرات في مدينة دير الزور، بني في سبعينات القرن الماضي،.بقي سالماً لم يدمر كونه بقي تحت سيطرة قوات النظام طيلة السنوات السابقة ويشكل المدخل الغربي من جهة مدينة دير الزور لكل من "حويقة الغربية" و"حويقة الشرقية" التي تتواجد فيها عدة مؤسسات تابعة للنظام لعل أبرزها مشفى الفرات ومديرية الخدمات الفنية ومبنى دار المعلمات وبيت المحافظ.
14- جسر إيمان حجو: وهو جسر للمشاة أطلق عليه اسم الشهيدة إيمان حجو ويقع مقابل المشفى الوطني ويصل بين "الرشيدية" و"الحويقة" وقامت طائرات النظام بتدميره كلياً بتاريخ 26/7/2012.
15- جسر الحرية: جرى إعادة تأهيله أكثر من مرة قبل الثوار، ويصل مناطق الأحياء القديمة في الدير بمنطقة "الفيلات" في منطقة "الحويقة" وقد أخرجته عن العمل قذائف النظام مبكراً في كانون الأول ديسمبر/ 2012.
16- جسر العيور أو عثمان بيك:
يطلق عليه أهالي الدير اسم "الجسر العتيق" وهو الطريق الرئيسي الواصل بين مركز محافظة دير الزور والجسر "المعلق" عن طريق "الحويقة" وقد تعرض للقصف المتكرر من قبل قوات النظام حيث دمر بتاريخ 27/10/2016.
17- جسر محمد الدرة: مخصص للمشاة يقع في حي "الحويقة"، ويصل منطقتي "حويقة" شرقي النهر و"العرضي" إلى الغرب منه، وتعرض للتدمير وخرج عن الخدمة نتيجة القصف المتكرر لقوات النظام منذ تشرين الأول أكتوبر/ 2012.
18- جسر كنامات: يقع على الفرع الصغير لنهر الفرات في مدينة دير الزور، وبني في ستينات القرن الماضي، ويعد ثالث أكبر الجسور في محافظة دير الزور، قصفه النظام ودمره، لتعطيل استخدامه من قبل مقاتلي الجيش الحر منذ نهاية العام 2012، وبالتالي قطع المرور بين شطري المدينة التي يوصل بينها الجسر.
19- الجسر المعلق:
يرجع بناء الجسر المعلق بدير الزور إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث أنشأه الفرنسيون في فترة احتلالهم لسوريا، ويبلغ طوله 450 متراً وعرضه ثلاثة أمتار، ويستند على ركائز وقواعد حجرية ترتفع فوقها أربعة أبراج، ويقوم على الكابلات المعدنية التي تربط أجزاءه وتعلقها بالأبراج، ويعتبر ثاني جسر في العالم مبني بهذا الطراز بعد جسر مماثل في جنوب فرنسا.
ودمر النظام الجسر المعلق مطلع أيار مايو/2013 عبر استهداف الدعامة الثالثة له، الأمر الذي تسبب بتدمير الأسلاك الحاملة لبدن الجسر وانهياره بشكل كامل، وبقاء الدعامات الحاملة.
وأطلق أهالي مدينة دير الزور حملات على مواقع التواصل الاجتماعي عندما سقط الجسر المعلق عبروا فيها عن حزنهم وسخطهم من هذا الفعل.
20- جسر السياسية: سمي بهذا الاسم كون فرع الأمن السياسي بدير الزور كان مطلاً عليه، ويصل مدينة دير الزور بريفها الشمالي الذي يصلها مع محافظة الحسكة، وقد تعرض الجسر لقصف مدفعي وبالطيران الحربي وقذائف الهاون لعشرات المرات، وتضرر جسمه في عدة مواقع حتى انهار القسم الأكبر منه وقد قامت مجموعة تابعة للنظام بإكمال تفجيره وتدميره بتاريخ 15/9/2014.
21- جسر العنفات
يقع في مدخل مدينة دير الزور من اتجاه "حويجة صكر" وبسبب أهميته الاستراتيجية فقد تعرض للقصف بأنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة حتى دمرته طائرات النظام بغارة جوية أواخر العام 2015.
22- جسر الميادين:
ذو أهمية كبيرة في الريف الشرقي لدير الزور ويصل بين مدينة "الميادين" غرب الفرات وبلدة "ذيبان" شرقه، ويعد من أكبر الجسور في محافظة دير الزور بعد جسر السياسية ضمن مدينة ديرالزور دمرته غارات التحالف كغيره من الجسور بتاريخ 26/9/2016.
23- جسر العشارة:
بني في سبعينات القرن الماضي على شكل جسر حربي، ويصل جسر "العشارة" مدينة "العشارة" في منطقة "الشامية" ببلدة "درنج" في منطقة الجزيرة على الضفة الأخرى شرقي الفرات، وأعيد تأهيله في العقد الماضي باستعمال الخرسانة المسلحة دمرته طائرات التحالف بتاريخ 28/9/2016.
24- جسر البقعان: يطلق عليه أهالي ريف دير الزور روح الجزيرة، حيث يأتي بعد جسر "البوكمال" من حيث أهميته وهو يربط الجزيرة بالشامية، دمرته طائرات التحالف بعد استهدافه بعدة غارات جوية، ما أدى لتدميره بشكل كبير وإخراجه عن الخدمة بتاريخ 7/3/2017.
25- جسر الصالحية أو البوكمال: آخر الجسور في الريف الشرقي لدير الزور الذي يربط الجزيرة بالشامية ويسمى أيضاً جسر "الباغوز" دمرته قوات التحالف خلال معاركها الأخيرة مع تنظيم "الدولة" بتاريخ 30/9/2016.
26- جسر السويعية: يعرف في المنطقة باسم "جسر وادي علي"، ويبلغ طوله 100 متر يربط بين ناحية "السويعية" وحي "الطوبية" في مدينة "البوكمال" دمر بتاريخ 1/8/2015 بقصف للتحالف ضد تنظيم "الدولة".
زمان الوصل - خاص - إشراف رئيس التحرير
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية