أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عين الحقيقة تصاب بالرمد في محافظة حلب


أكثر من نصف مساحة محافظة حلب تدخل ضمن تسمية (المناطق المحررة) والتي تضج بمختلف الأحداث يومياً على كافة الأصعدة العسكرية منها والمدنية والقضائية وما إلى ذلك بالإضافة إلى الأحداث التي تجري في نقاط التماس مع النظام (الجبهات), ولا بد من تغطية كل هذه الأحداث إعلامياً وذلك لضرورة دور الإعلام وأهميته في تقدم الثورة السورية, عشرات الإعلاميين في حلب وريفها كانوا عين الحقيقة منذ الأيام الأولى للثورة السورية وحتى الفترة الأخيرة والتي تحدد بالشهور الأربعة الماضية, حيث أصيبت عين الحقيقة بالرمد في محافظة حلب.
بدأت تشن حملة شرسة ضد إعلاميي حلب ونشطائها الطبيين والإغاثيين من قبل جهات مختلفة منذ عدة شهور, وكانت البداية هي الاعتقالات , فقد أقدمت عدة كتائب على اعتقال إعلاميين حلبيين بسبب نشرهم لأخبار (فضائحية) عن هذه الكتائب أو قادتها بالتحديد , ثم تطور الموضوع إلى عمليات خطف للنشطاء والإعلاميين إلى أن بدأنا مؤخراً نلاحظ أن الأمور تطورت إلى بعض حالات الاغتيالات والتصفيات الجسدية.
ما تبقى من إعلاميي حلب انقسموا إلى قسمين ولا حل وسط بينهما, قسم قلص عمله الإعلامي إلى نشر الأخبار اليومية بشكلها الروتيني المعتاد وتوقف عن الغوص في التفاصيل والبحث عن حقائق, وذلك خوفاً على حياته وعلى حياة ذويه من بطش تلك القوى التي تشابه النظام الأسدي في الاستبداد وكم الأفواه وقتل الكلمة الحرة, أما القسم الآخر وهو ما أطلق عليهم النشطاء أو الإعلاميين الانتحاريين وهذا القسم هو من رفضوا أن يتم تقييد أقلامهم وكاميراتهم بتهديدات لا تصدر إلا عن محتل جديد , هؤلاء استمروا وزاد عطاؤهم الإعلامي من أجل التغطية على النقص في الكوادر الذي أصاب الساحة الحلبية, ورغم كل المخاطر التي قد يتعرضون لها إلا أنهم أبوا الخنوع والذلة بل استمروا وبحذر شديد حتى أن الكثيرين منهم باتوا يحملون السلاح مؤخراً .
هؤلاء الأبطال الذين لا تقل بطولاتهم عن ألئك الذين حملوا البندقية , يقومون اليوم بما يشبه الحملة الإعلامية ضد من يحاولون إسكات صوت الحق وإعماء عين الحقيقة, ويقومون بفضح تلك الجرائم ونشر ما تم توثيقه من انتهاكات بحق إعلاميين وناشطين ومسعفين وغير ذلك حيث قام بعض الناشطون بنشر قائمة طويلة بأسماء كل المغيبين قسرياً من ناشطي حلب وإلى جانب كل اسم سجلت ظروف اختفائه وسبب ذلك والمنطقة التي اختطف منها أو قتل فيها بالإضافة إلى الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة في حال كانت معروفة بالنسبة لهم, فجاءت القائمة طويلة جداً ومرعبة بالنسبة للعدد الكلي لإعلاميي حلب وندون هنا تلك الأسماء لأهمية توثيق ذلك:
الناشطون و الإعلاميون المختطوفون والمغدورون في القسم المحرر من محافظة حلب:
-الناشط وائل ابراهيم أبو مريم: اختطف من مظاهرة في حي السكري بتاريخ 1108-2013 وهو من أشهر نشطاء حي بستان القصر.
-الإعلامي حازم العزيزي (عمر حاجولة) مدير مكتب اعزاز الإعلامي: .. قُتل برصاص قناص دولة العراق والشام أثناء نزوله أعزلاً وسط اشتباك بين دولة العراق والشام ولواء عاصفة الشمال في مدينة اعزاز بتاريخ 1992013
-الطبيب محمد أبيض: جراح عظمية ترك العمل في مشفى الرازي الحكومي إبان نزول الثوار إلى حلب وتطوع في المستشفيات الميدانية , واختطف اثناء خروجه من مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة اعزاز ووجدت جثته بعد يومين بالقرب من بلدة دير جمال.
-الناشطان سمر الصالح ومحمد العمر: اختطفا في الاتارب بعد ضربهما واهانتهما اثناء اعدادهما تقرير عن عمل المجالس المحلية في المدينة بتاريخ 12-8-2013 وتمت زيارتهما في سجن دولة العراق والشام في بلدة الدانا.
-مراسل تلفزيون أورينت نيوز عبيدة بطل وفريق أورينت الموجود معه: اختطفته مجموعة مسلحة من الملثمين في بلدة مسقان بالقرب من مدينة تل رفعت , بعد أن قامت بتكسير محتويات المكتب وسلب الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر والانترنت الفضائي بتاريخ 2572013 6.
- مراسلا قناة سكاي نيوز إسحاق مختار وسمير كساب ومعهما شاب في طاقم العمل يدعى عدنان عجاج: تم اختطافهم بعد خروجهم من بلدة عندان صباح عيد الأضحى المبارك وكانت وجهتهم حلب المدينة لتصوير أجواء العيد هناك.
-مراسل أورينت نيوز سابقاً ومراسل العربية محمد سعيد: من بلدة مسقان في ريف حلب الشمالي تم قتله في بلدة حريتان من قبل ملثمين بمسدس كاتم للصوت أثناء تواجده بالقرب من محل حلاقة في احد شوارع حريتان, وهو من أوائل الناشطين والإعلاميين في حلب.
-مراسل قناة أورينت نيوز مؤيد السلوم: اختطف على حاجز لدولة العراق والشام (داعش)على طريق الكاستيلو بتاريخ 1112013.
- الإعلامي عبد الوهاب الملا "ابو صطيف" من أبناء مدينة الباب: شارك في الحراك السلمي منذ بدايته وتم اعتقاله ثم بضغط من والده سافر إلى السعودية بعد خروجه من المعتقل, ثم عاد إلى حلب بعد أن دخل الثوار المدينة , قدم برنامج ثورة 3نجوم على قناة حلب اليوم , اختطف من منزله في حي مساكن هنانو بتاريخ 7-11-2013.
-الناشط والصحفي أحمد بريمو: اختطف من حي الزبدية 17-11-2013 حيث قامت مجموعة مسلحة باختطافه كما اشتبكت هذه المجموعة مع مجموعة مسلحة من مقاتلي كتائب فاستقم كما أمرت إلا أنه ورغم ذلك نجحوا بالفرار وتمت عملية الخطف بعد أن أصيب مقاتلان من تجمع فاستقم.
*حسب الناشط رامي سويد أن القاسم المشترك بين جميع هؤلاء هو انتقاداتهم لسياسة (داعش) المتمثلة بمحاولة السيطرة على المناطق المحررة بالقوة, والقضاء على أي تشكيل أو أي فرد يحاول منع ذلك.
*ومن الجدير بالذكر أن حلب فقدت أول أمس واحداً من أهم إعلامييها الذين عملوا بصمت منذ انطلاق الثورة السورية , الإعلامي محمد العنداني (محمد أحمد تيسير بلو) الذي قرر التواجد في ساحات المعارك لنقل الحقيقة إلى العالم , لقد ابتعد عن المكاتب والشاشات ما عدا ظهوره عدة مرات فقط على بعض القنوات ولحالات ضرورية , استشهد العنداني بطلقة قناص عندما أصر أن يقوم بالتصوير في منطقة قريبة جداً من فرع المخابرات الجوية الذي يحاصره الثوار منذ أكثر من عام والذي جعل بعض المراقبين يتساءلون إلى متى سيظل هذا الفرع الشرس يستهلك شبابنا وطاقاتنا ؟؟ ومتى ستم اتخاذ القرار الحقيقي الجدي بتحريره؟؟!!

محمد إقبال بلّو
(133)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي