ويكليكس: بشهادة بريماكوف وسلطانوف.. موسكو تقر بتورط نظام بشار في اغتيال الحريري

في برقية سرية مؤرخة في 8 يونيو/حزيران 2006، سربتها "ويكليكس" وتولت ترجمتها حصريا "زمان الوصل"، تدور حول آراء النائب اللبناني سعد الحري في قضايا عدة، تنقل السفارة الأمريكية في بيروت ما مفاده أن الحريري أطلع السفير الأمريكي في بيروت على رحلته إلى موسكو، التي تعهدت بعدم حماية بشار الأسد لأنه ارتكب أخطاء كثيرة.

وتنقل البرقية عن الحريري أنه اجتمع بـ"فلاديمير بوتين" الذي اشتكى من اقتراف بشار أخطاء كثيرة، وأن روسيا لن تحمي هذا الشخص ولا نظامه.

وقال الحريري إنه أجرى اجتماعات منفصلة مع مسؤولين روس، كانت أكثر إثارة للاهتمام من لقائه بـ"بوتين"، ومنها اجتماع مع نائب وزير الخارجية سلطانوف الذي أخبر الحريري أن بشار أمامه خيار واحد وهو اتباع النموذج الليبي في "تسليم ضباطه"، حيث كان الحديث يدور عن مدى دعم روسيا للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وما نجم عن التحقيقات من قرائن تدين نظام بشار بالجريمة.. وكان العقيد معمر القذافي قد أبرم صفقة مع الغرب سلم بموجبها الضابط عبدالسلام المقرحي، ليحاكم في اسكتلندا، حيث وقع تفجير لوكربي.

ورأى سعد الحريري أن تصريح سلطانوف يؤكد الشكوك حول تورط نظام بشار في اغتيال أبيه.

كما التقى سعد الحريري بـ"يفغيني بريماكوف" رئيس الوزراء الروسي السابق، الذي عرف عنه علاقته الواسعة مع أنظمة المنطقة العربية، واطلاعه على كثير من أسرارهم، حيث روى بريماكوف كيف نقل رسالة من رفيق الحريري (قبل اغتياله بـ4 أيام) إلى بشار تتضمن كف الأخير عن التدخل في الشأن اللبناني وإعادة انتشار الجيش السوري في لبنان، وسحب عملاء المخابرات السورية منه، مقابل حفظ مصالح النظام في لبنان، وادعى بريماكوف أن بشار رحب بالعرض، ما يعني أن الأخير ليس متورطا في قتل رفيق الحريري، رغم أن دائرته المقربة متورطة فيه، على حد تعبير بريماكوف.

وقال بريماكوف إنه ضمن هذه الحادثة في مذكرات ألفها، وستتم إذاعتها على تلفزيون روسيا الناطق بالعربية، وضحك بريماكوف وهو يتذكر كيف استشاط المذيع السوري الأصل "أكرم خزام" من احتمال بث تصريحات بريماكوف، خوفا من أن تؤذي عائلة "خزام"، فما كان من بريماكوف إلا أن طمأن خزام قائلا إنه بحلول موعد بث المقابلة في نوفمبر/تشرين الثاني، فإن بشار سيكون قد طرد خارجا.

وتنقل البرقية عن سعد الحريري: بينما كان بريماكوف يبدو مازحا، فإنه كان يبعث برسالة خطيرة، قياسا إلى علاقاته المتغلغلة في النظام السوري، وقدرته على التنبؤ بسقوط بشار.