أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدجال في قانا ... الأستاذ مروان معماري

 

(في عرس قانا) بدأ المسيح أولى أعاجيبه، فحوَّل الماء خمراً ذاقها رئيس المتَّكأ (كبير القوم) فأعجبته. اليوم يتكرر العرس في ظروفٍ أخرى، فالأعجوبة جديدة، والشخصيات مختلفة)

 

إلى قانا، وثانية ً

إلى عرس ِ الدماءِ

دُعِيْتِ يا أممُ

إلى الأعجوبةِ الكُبْرى

بكفِّ الحقدِ ترتسمُ

فلا ماءٌ إلى خمر ٍ

ولكنَّ الخمورَ دمُ

* * *

إلى قانا...

وذبَّاحُ الملائكةِ الصغار ِ

يطوفُ بالكأس ِ

تدورُ دماؤنا

في قلبـِهِ القاسي

وفي الرأس ِ

ويشفي غِلَّهُ المَرَضِيَّ

في النفس ِ

فلمّا صار في ريعان سكرتِهِ

أتاه صوتُ جدَّته

رأى (أستيرَ)1 تلعنُهُ

توبِّخـُهُ

(ألا بئسَ الحفيدُ، خمورُنا نَفِدتْ)

تنبَّهَ قاتلُ الأطفال ِ

واستحيا لغَفـْلتِهِ

فقبَّلَ رِجْلَ جدَّتِهِ

وأثبتَ صدقَ توبتِهِ

تجشَّأ، ثم عادَ إلى مسيرتِهِ

فمِنْ ذبح ٍ إلى ذبح ِ

* * *

(رئيسُ المُتـَّكا) يُثني،

يذوقُ وينتشي،

ويعودُ للمَدْح ِ

(رئيسُ المُتـَّكا)، شيطانُ عصرِ الظُّلم

راحَ يجودُ بالخُطَبِ

يقرِّظُ قاتلَ الأطفال ِ، دجَّالَ الزمان ِ،

ويرفعُ اسْمَيْهِ إلى زُحَل ٍ

مِنَ الرُّتبِ

ويُطعمُهُ بحصَّـتِهِ

بشرقٍ أوسطٍ عربيْ

فهل شاركْتِهِ الكأسا؟

وهل أحْيَيْتِ ذا العرسا؟

إلى قانا

إلى دمها دُعِيْتِ اليومَ يا أممُ

* * *

تساءلْ أيها العربي

سواءٌ كنتَ عاديّـاً

أم ِ اجْتمعَتْ

لكَ الألقابُ في لقـَبِ:

(أقانا غيمة ٌ عَبَرَتْ،

وفي لبنانَ موقعها ومدفنُها؟)

تساءلْ أيها العربي:

(أمن قانا

يفوحُ دمي؟

أفيها مَدْفـَني

ونشيدُ أطفالي وأحلامي؟)

تساءلْ دونما صخَبِ:

(أفي الآفاق ِ شيطانٌ، ودجَّالُ

يولِّدُ ألفَ حاخام ِ؟

أفي قانا

دماءٌ خَلفـَها مالُ؟)

تأهَّبْ دونَ أوهام ِ

أتى المستقبلُ الدّامي

فلا يخدَعْكَ ما يروُونَ

من كذبِ

فقانا أنتَ يا عربيْ

حمص 6 / 8 / 2006

----------

1: امرأة يهودية تزوّجت من الملك الفارسي ليعفو عن شعبها

(108)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي