هنالك إعتقاد سائد لدى البعض يتجلى في ترك الأمور تسير كيف ما اتفق وعلى هواها دون الحاجة إلى التدبر و التخطيط المسبق لها على أساس " لما بيجي الصبي بنصلي على النبي " و لكل حادث حديث في حينه و أوانه......
سقوط نظام الأسد بات وشيكاً وإنبثاق الفجر أصبح قاب قوسين أو أدنى لكن هذا السقوط سيكون مدوياً و سيحدث سلسلة من التفاعلات و الأحداث التي لا بد من التخطيط لمواجهتها و التي ستستغرق فترة زمنية بيد الشعب السوري وحده التحكم بطولها أو قصرها من خلال وعيه لمجريات ما يدور من أحداث حوله وما يتوجب عليه من مسؤوليات عليه أن يحملها على عاتقه بكل طيبة خاطر و رحابة صدر ليسير بالبلاد و العباد إلى شاطىء الأمان و الحرية و الإستقرار ........
الثورات التي شهدتها الساحة العربية مؤخراً أثبتت ضرورة قطع ذنب الأفعى أيضاً بعد رأسها لأن أذناب النظام سيتحركون من خلال ثورات مضادة و أساليب جهنمية مختلفة في محاولات متكررة لإسترجاع نفوذهم ومكاسبهم وسيطرتهم على مقاليد الأمور في البلاد.....
قطع الرأس و الأذناب لا بد أن يكون مدروساً و متقناً وغير خاضع للأهواء و العواطف و شهوات الإنتقام...... و محاسبة المسؤولين المتورطين في دم الضحايا من شهدائنا و جرحانا و معتقلينا ينبغي أن تكون محاسبة مسؤولة و منتظمة لكل من تثبت إدانته مهما كانت الطائفة أو العرقية التي ينتمي إليها حتى لا تسيل مرة أخرى دماء بريئة و حتى لا نقع في الخطأ الذي إرتكبه غيرنا.. و هنا ليكن الشعار هو الصبر و التروي في معالجة الأمور و لكن من غير إبطاء ...
مرحلة الثورة و مرحلة سقوط النظام كلفت و ستكلف شعبنا فاتورة باهظة من الدماء و الجراح و الآلام .... لكن هناك فواتير أخرى يجب أن نستعد لها في مرحلة ما بعد سقوط النظام و على رأس هذه الفواتير التي يجب أن نسددها دون مطالبة من أصحابها تلك المستحقة لضحايا النظام من شهداء و جرحى و أسرى و مفقودين و معذبين و أعتقد أننا جميعاً مستعدون لدفعها حتى لو كلفتنا أرواحنا لنعيد لأصحاب الحق و لو بعضاً من الدين الذي لهم في رقابنا جميعاً .. و هناك النوع الثاني من الفواتير التي سيطالبنا بها بعض من مد لنا يد العون في ثورتنا... و هنا لا بد من الحكمة والحذر في التسديد حتى لا يكون ذلك على حساب كرامتنا أو سيادتنا أو حريتنا حتى لا نخضع أعناقنا لنوع جديد من الذل و العبودية....
أما من مد لنا يد العون دون أن يبتغي من وراء ذلك أجراً فينبغي لنا أن نسدد له من خلال عرفاننا و تقديرنا و إجلالنا لكل ما قدمه لنا من سخاء نفسه الشهمة الآبية....
بقيت هناك الفواتير التي سيطالب بها أدعياء الثورة من إنتهازيين حاولوا ركوب الموجه و التسلق على أكتاف الأبطال الحقيقيين للثورة من أطفال و شيوخ و نساء و شباب ... هؤلاء المدعين لن نقبلهم في صفوفنا و لن نلتفت إليهم أو إلى إدعاءاتهم... بل سندير لهم ظهورنا دون الإضرار بحقوقهم كمواطنين إلى أن يلحقوا بركب الثوار الحقيقيين.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية