أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الوطن، الشعب، الأسد، والحلّ الوحيد للسوريين / الجزء الخامس والأخير



ليتساء كل عاقلٍ مفكّر لماذا استجابت قوات الناتو لدعم ثورة الشعب الليبي بسرعة وفعالية حتى ‏تحقق لثورة ليبيا النصر؟ ولماذا لا زالت الدولة العُظمى – الولايات المتحدة الأمريكية – ‏المشهورة بكثرة التدخل في كلِّ أمر ودولة في العالم – وصغير وكبير - في جميع أنحاء العالم منذ ‏الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، تمتنع عن التدخل الجاد ولو بإنذار جادّ غير تهريجي كالذي ‏يتقوّله أوباما ووزيرة خارجيته؟ ‏
الجواب هو أن الولايات المتحدة بقياداتها هي الحليفة الأولى لإسرائيل في العالم! وهي لا زالت ‏تمتنع عن التدخل في الوضع السوري بفعالية سياسية لإسقاط النظام - رغم فظاعة معالجته ‏للثورة السورية، وعدد القتلى الذي تجاوز أحد عشر ألفا، ولا زال مستمرا بعشرات الشهداء ‏يوميا؟ - وذلك لسبب أساسي هو أن الحكم السوري هو أيضا عميل وحليف لإسرائيل، فكيف تُهاجم ‏جدّياً وتُقاتل السلطة الأمريكية حليف حليفها؟ ‏

أكرره: فكيف تُهاجم وتُقاتل السلطة الأمريكية جدّياً حليف حليفها؟ وهذه هي المسألة بجميع ‏حقائقها وابعادها!‏

إن تصريحات أوباما وكلينتون بأن على بشار الأسد "التنحي" ما هي في حقيقتها ومضمونها إلا ‏تهريجات سياسية سخيفة، لا فعالية لها، ومُعيبة بحق الدولة العُظمى أمريكا!!‏

ولنتساءل: ‏
هل تعجز الولايات المتحدة الأمريكية عن توجيه إنذار مكشوف لبشار الأسد بالإستقالة ومغادرة ‏البلاد خلال ثلاثة أيام مثلا، وإلاّ فستقوم بتسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي؟ ‏
وهل الولايات المتحدة الأمريكية تخاف من روسيا لأجل ذلك؟ لا، إطلاقا، فروسيا بالنسبة لأمريكا ‏ليست أكثر من الصفر – على الشمال- حين تشاء ذلك، وما سماح أمريكا الضمني بتدخل روسيا ‏في سورية إلا مناورة وتغطية للسكوت والجمود الأمريكي، لعدم إحراجها في التصدي الجاد للعميل ‏الإسرائيلي بشار الأسد! بل إن هذا هو السبب الواضح في استقواء بشار الأسد وقتله الفظيع ‏المُنكر لمواطنيه طيلة عام كامل!‏

إن الظروف الروسية الشاملة تجعلها عاجزة عن تحدي أي توجيه جدّي أمريكي، وهي تعلم كما ‏تعلم جميع السلطات العربية، أن أمريكا تُهرّج – مُجرّد تهريج- بإعلانات تهريجية يُطلقها أوباما ‏ووزيرة خارجيته من آن لآخر، وذلك لإسكات استنكارات ومطالبات الصحافة الأمريكية والرأي ‏العام الأمريكي والدولي، للسلطة الأمريكية لأخذ دورها العالمي التقليدي الذي تمارسه منذ الحرب ‏العالمية الثانية على جميع دول العالم! ولكن الإنتهازية والتبعية الأوبامية لإسرائيل "والأوبيك" ‏الصهيوني في أمريكا هي التي تمنع الإدارة الأمريكية الحالية من تدخلٍّ سياسي جاد فعّال وشريف! ‏
ويكفينا نظرة بسيطة لصورة أوباما مع ناتانياهو في جلستهما المشتركة أثناء زيارة ناتانياهو ‏الأخيرة لواشنطن لنفهم من الصورة، أن "نتانياهو" هو الذي يُمثل دور القائد المُسيطر على ‏لأوباما الذي يجلس جلسة مستكين مُطيع!‏
إنه السبب الوحيد – الوحيد – والسبب هو أن النظام السوري الأسدي هو عميل لإسرائيل بالذات ‏منذ عام 1967 حين سلّمها الجولان، ومنع الجيش السوري من القتال! ثم أعاد تسليمها الجولان ‏مرّة ثانية في حرب تشرين 1973، ولما كانت إسرائيل هي المُسيطرة على السياسة الخارجية ‏الأمريكية في الشرق الأوسط كافة، فمن المستحيل أن تسمح إسرائيل لأمريكا – وللناتو – بالعمل ‏الجادّ لإنهاء حكم حليفها وعميلها في سورية : بشار الأسد!!‏
‏ ‏
والحقيقة المكشوفة لكلِّ ذي بصيرة: إن قرارات ومراسيم السلطة الأسدية في سوريا منذ عام ‏‏1970، إنما تُكتب في تل أبيب، وترسل إلى القصر الجمهوري السوري الأسدي، ليقوم بإصدارها ‏بإسم الشعب العربي السوري! ولأغراض تخريب سورية وإفقار شعبها، وهذا ما هو حاصل في ‏سورية منذ استلام بشار الأسد منصبه 1970، ولا زال حتى اليوم! ولنقولها بصراحة ومسؤولية ‏وطنية وشخصية: إن إسرائيل هي التي تحكم وتتحكم في سورية، وذلك بواسطة عميلها بشار ‏الأسد وأنصاره حاليا، وأبيه حافظ من قبله! وهذا هو التفسير المنطقي الوحيد، لما ارتكبه "آل ‏الأسد" من تخريب سياسي واقتصادي ومعيشي وأخلاقي في سورية منذ عام 1970 حتى اليوم!‏

فمن كان يرضى من المواطنين السوريين المُخلصين الشرفاء بهذا الحال، فلينام في العسل، حتى ‏يأتي دوره في القتل الأسدي/ الإسرائيلي، ومن كان رجلا حقا – لا مُجرّد ذكر – وطنيا شريفا أمينا ‏لربّه، مخلصا لسورية وشعبها، فليبادر إلى ممارسة الحل الوحيد الضامن لإنهاء العهد الأسدي ‏الإسرائيلي المتسلط على حكم سورية، والمُثبت بمئات البراهين التاريخية والمنطقية التي يُدركها ‏كلّ عاقل لبيب، وشريف مخلص لوطنه وشعبه، بل ولنفسه ومصالحه، ولأولاده وأجياله فضلا عن ‏أخوانه من ذات شعبه!‏

بعد الإطلاع على ما ذُكر من ارتكابات وخيانات – وهو نذرٌ قليل من كثير جدا جدا غيره، ولكن ‏خطير جداً– وما تسبب به حتى الآن، وما سيتسبب به في مستقبل سورية وشعبها في حال ‏استمرار الحكم – أو الإحتلال الأسدي - ليحتم التساؤل: هل هناك حلٌّ للشأن السوري، إلا ‏إستمرار الثورة في جميع محافظات ومدن البلاد في وقت واحد؟ ومدّها من جميع المواطنين بالدعم ‏البشري، والمادي – وهذه مسؤولية أغنياء سورية الوطنيين - { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ‏ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وذلك حتى إنهاء وإقصاء ومحاسبة قيادات النظام السوري الفاسد ‏الخائن الحالي، وإحلال نظامٍ ديموقراطي شريف وأمين وهادف إلى تنمية البلاد ورفع مستوى ‏معيشة شعبها، وإنهاء البطالة، وتحرير الجولان! ومعالجة الأزمات الكثيرة المتفاقمة التي خلقها ‏النظام الأسدي الفاسد الخائن خلقا، تنفيذا لتوجيهات إسرائيلية محضة!‏
وليعود الشعب السوري إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي قانونيا وعمليا ومعيشيا، ويشعر بأنه ‏مواطن حقيقي ذي كرامة، مالكٌ - مع غيره من المواطنين - بلاده وسلطة القرار فيها!‏

أخيرا، خلاصة النتائج:‏

لقد أثبت الحكم الأسدي كاملا ومنذ بدايته في عام 1967 عمليا / 1970 رسميا أن "الإحتلال ‏الأسدي لسورية" طيلة أثنان وأربعين سنة، كان أكثر فظاعة وإجراما وتخريبا من الإحتلال ‏الفرنسي لسورية طيلة استعماره لسورية نحو ربع قرن، وأنه ارتكب إجراما وتخريبا وتقتيلا أكثر ‏مما فعلته ذات إسرائيل مباشرة مع المواطنين السوريين، بل وحتى الفلسطينيين! ‏

يُضاف إلى ذلك أمرٌ أكيد ومحقق وهو خيانة الأسدين الأب والإبن خيانة دستورية وعسكرية ‏ووطنية وقومية كاملة! ففضلا عن موضوع الجولان وبيعه وتسليمه لإسرائيل مرتين في عام ‏‏1967 وعام 1973، فلقد قام الحكم المذكور بتخريبٍ حقيقي لسورية تجسد في منع وتوقيف ‏التنمية الوطنية توقيفا شاملا كليا – وهذا أخطر ما يُصيب أي دولة، وأي شعب- !! مما أدى إلى ‏بطالة وإفقار تاريخي لأكثرية الشعب!! إضافة لتراجع تنموي واقتصادي ومعيشي وحضاري ‏وثقافي شامل!! وهذا لا يخرج إلاّ عن خائن مُتسلّط يُمثل تحكّما إسرائيليا فعليا في الشؤون ‏الداخلية والإقتصادية والمعيشية السورية، نفّذه حافظ الأسد، وتابعه وأكمله، وأفرط فيه، وفاقمه ‏بشار الأسد، مما يُؤكد بما لا يدع مجالا لأي شك بأن كلٍّ منهما ما هو إلا مجرد خائن عميل ‏لإسرائيل بالتأكيد وبالبرهان المنطقي والعلمي والواقعي!‏

ولنعد إلى مراجعة الحل الوحيد الذي يُنقذ سوريا وشعبها ومستقبلها، ألا وهو قيام الجيش الوطني ‏الحرّ، وجميع من يقدر من المواطنين الشرفاء المخلصين لربّهم ووطنهم وشعبهم، بسلسة ‏اغتيالات يومية واسعة النطاق بحق جميع مسؤولي السلطة السورية من أعلاها في القصر ‏الجمهوري إلى جميعها في الحكومة ومجلس الشعب والقيادة القطرية وضباط الجيش الخونة ‏الموالين لبشار الأسد! وهذه هي وسيلة مقاومة الشعب ذي التسليح القليل والخفيف، مقابل ‏تسليح النظام الذي يستخدم تسليحا عسكريا ثقيلا ضد الشعب ومظاهراته السلمية!!‏

وهذا هو الحل الوحيد، ولا حلَّ غيره! فإما هو الخلاص من نظام فاسد مُخرّب خائن، أو هو عبودية ‏لقياداته وخونته إلى الأبد!‏

أما الأغبياء قصار النظر من ضعاف النفوس، والجبناء، أو عملاء النظام الأسدي، والمسمين ‏أنفسهم بهيئة التنسيق! - وهو فعلا أسمٌ على مسمى – فمن ذا الذي يُنسّقون معه؟ - إلا نظام ‏فاسد خائن يرفضه الشعب بما يشبه الإجماع، ولا يقبله ويُنسّق ويتعاون معه إلاّ خائن مثله، ‏يريدون أن يفرضوا استمرار بقاءه على البلاد وشعبها عقودا – أو قرونا – من الزمن! في حين لا ‏يقبل الشعب بأكثريته الساحقة إلا إسقاطه كلية ونهائيا إلى الأبد!‏
وهؤلاء معروفة عقوبتهم في جميع الشرائع الإلهية والقوانين العالمية الوضعية؟ ويجب أن ينالوا ‏جزاءهم السريع من الشعب أسوة بقيادتهم الأسدية سواءً بسواء جزاءً وفاقا، وتجنبا لمزيدٍ من ‏خداع المواطنين الطيّبين حسني النية! أويتوقفوا ويُعلنوا توبتهم ويتبرؤوا مما زعموه ووجهوا ‏به، فأساؤوا للوطن والشعب والتاريخ، بل ولأنفسهم وكلّ من يتصل بهم!‏

المهندس سعد الله جبري
(110)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي